العالم ينتظر بفارغ الصبر بدء التطعيم ضد فيروس كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها. غير أن فئات معينة سوف لن تحصل على اللقاح، رغم كونها الأكثر عرضة للإصابة. فمن هي هذه الفئات؟
إعلان
بينما ينتظر العالم بفارغ الصبر بدء التطعيم ضد فيروس كورونا على أمل عودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن بعض الفئات لن تحصل على هذا التطعيم. وعلى الرغم من أن النساء الحوامل ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، لكنهن يأتين على رأس قائمة الفئات المستبعدة من التطعيم.
إذ وفق تقرير من صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن موقع الحرة، فقد استبعدت النساء الحوامل والمرضعات والنساء اللواتي يخططن للحمل، من أغلب برامج تطعيم لقاحات كورونا في جميع أنحاء العالم. السبب يعود إلى أن هذه اللقاحات لم يتم اختبارها سريريا على هذه الفئات أثناء التجارب الأولية.
من جانبها أوضحت أليسون كلفن، باحثة الإنفلونزا والأمراض المعدية في المركز الكندي لعلم اللقاحات، أن النساء أثناء الحمل "مختلفات من الناحية المناعية" لحماية الجنين النامي، لذلك "قد يكون لدى المرأة الحامل استجابة مختلفة" للقاح "عندما تكون حاملا مقابل عندما لا تكون حاملاً". في روسيا أيضا، تم استبعاد هذه الفئة من النساء عند بدء تطعيم المواطنين بلقاح سبوتنك-V، نقلاً عن موقع الحرة.
استبعاد فئة أخرى من التطعيم!
نظراً لأن النساء الحوامل، من الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالفيروس، توصي "لجنة التطعيم الدائمة" في معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا، بدلا من ذلك بما يلي: "بما أن اللقاح لن تتم الموافقة عليه للحوامل، على الأقل في البداية، ينبغي النظر في تطعيم الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق من النساء الحوامل، وضمن محيطهن وخاصة شركائهن، من أجل حماية النساء الحوامل بشكل غير مباشر."
إلى جانب النساء الحوامل والمرضعات، فقد استبعد الأطفال من حملات التطعيم ضد كوفيدـ19. كما أعلن أن التطعيم بلقاح بيونتيك مخصص للأشخاص بدءاً من سن 16عاماً فما فوق، حسب الموقع الطبي الألماني Pharmazeutische Zeitung.
أعلنت شركة بيونتيك الألمانية الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي أنه تم التخطيط لإجراء دراسات على فئات النساء الحوامل والأطفال المصابين بأمراض مزمنة، ولكن من دون تحديد موعد معين. كما أعلنت أن لقاحها سيحصل عليه أي شخص يبلغ من العمر 16عاماً فما فوق. كما تقدمت شركة بيونتيك بطلب للحصول على ترخيص للقاحها ابتداء من هذا العمر أيضاً داخل دول الاتحاد الأوروبي.
إ. م/ز.أ.ب
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".