1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استثمارات حماس في قطاع غزة... صمود أَمْ شعارات؟

١٨ سبتمبر ٢٠١٠

قامت حركة حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة في عام 2007، بعدد من المشاريع وخاصة في مجالي الزراعة والسياحة. حماس تقول إن المشاريع تهدف إلى دعم الصمود وتحقيق الاكتفاء الذاتي، في حين يقول خصومها إنها شعارات تحت مسمى الصمود.

البضائع الإسرائيلية تغرق أسواق غزةصورة من: DW

"مابهمنيش إذا كان هذا المول لحماس أو غير حماس، المهم أن أجد طلباتي من السلع بأسعار معقولة زي السوق"، هذا ما قاله أحد زبائن مركز غزة للتسويق لدويتشه فيله، الذي يعتبر المركز التجاري - المول- الوحيد في غزة، ويعد من ابرز المشاريع الاستثمارية لحركة حماس.

يقع المركز التجاري المكون من طابقين على مساحة 1000متر مربع، وقال مديره صلاح أبو عبدو لدى افتتاحه: "المركز التجاري متواضع جدا مقارنه بالمراكز الدولية من حيث المحتوى والمساحة، إلا أنه استثمار لتحدي الحصار الإسرائيلي، وشعارنا أننا صامدون لن نهزم".

خالد، زبون دائم للمركز التجاري من حي الرمال الراقي وسط غزة قال لنا:"زبائن المركز من الطبقة المتوسطة فما فوق، فالبضائع غير الموجودة في الأسواق متوفرة هنا. وهنا يوجد سلع إسرائيلية كثيرة جدا من كافة الأصناف والأنواع ".

لكن عبد العليم حمدي من مخيم الشاطئ اعتبر هذا المركز لصفوة أبناء القطاع قائلا :"إن أهل غزة بفعل الحصار أصبحوا فقراء ولا يستطيعون التسوق والشراء من هذا المركز التجاري"، وأضاف حمدي : "المفروض أن تستثمر حماس أموالها في مشاريع تطعم الفقراء والمحتاجين، مش أماكن ترفيهية علشان تجني ملايين الدولارات من شعب منكوب، هي وغيرها ساهموا في نكبتنا وفقرنا، وبلاش شعارات فاضيه".

باعة المركز التجاري جميعهم ملتحون بلحية خفيفة، وبينما كنت أشترى بعض السلع الغذائية مازحت أحدهم قائلا :" كل ما بدي أشترى سلعة ألاقيها إسرائيلية! إيش الحكاية؟" فأجاب: "أصلها نوعيات ممتازة".

شاليهات..منتجعات.. ومطاعم

منظر داخلي لمركز غزة للتسويق، المول الوحيد في القطاعصورة من: DW

إذا مررت على طول ساحل قطاع غزة تجد مئات الشاليهات والكافيتريات والمطاعم المتواضعة، والتي تعود لأشخاص معظمهم غير مرتبط بحركة حماس، أما إذا استوقفك أو جذب انتباهك شاليه أو منتجع سياحي راق، فتوقف واسأل، ستجده لأشخاص يتبعون حركة حماس.

"شاليهات غزة" الراقية جدا والملاصقة لأنقاض مقر الرئيس محمود عباس على البحر غرب غزة، والتي كانت تدار قبل سيطرة حماس على القطاع من أفراد يتبعون رئاسة الرئيس محمود عباس ومن قَبْله الرئيس الراحل ياسر عرفات، حرقت ودمر بعضها مع بداية سيطرة حماس على القطاع. لكن في الأثناء جرى إعادة ترميمها وزراعتها على مستوى أرقى مما كانت عليه في عهد السلطة.

"شاليهات غزة" تجد أمامها أحدث موديلات السيارات لتعرف من هم روادها، وفي داخلها تجد مطاعم راقية ومسابح للأطفال. أبو عاهد أب لخمسة أطفال قال لدويتشه فيلله:" ذهبت بناءً على إلحاح أولادي إلى الشاليهات وتفاجأت بأن تذكرة الدخول 10شواكل لكل شخص (دولاران ونصف الدولار)، ناهيك عن فاتورة تناول الغذاء"، وبما أن دخله محدود جدا فقد قرر أبو عاهد: "مش حأعيدها ثاني , تكبدت نحو مئة وعشرين دولارا".

وفي جنوب مدينة غزة افتتح في صيف 2010 منتجع "كريزي ووتر بارك" الذي يعتبر من أكبر المنتجعات السياحية في القطاع، إذ تبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع ويحتوى على زلاجات مائية ومسابح وقنوات وأشجار ومطاعم على أعلى مستوى، وأنشأه خمسه مستثمرين من بينهم وزير الاقتصاد السابق القيادي في حماس علاء الأعرج. ثمن تذكرة الدخول مثل شاليهات غزة دولاران ونصف الدولار.

في الماضي حرام واليوم حلال !

أحد المنتجعات السياحية الجديدة في قطاع غزةصورة من: DW

م. محمود تعود ارتياد تلك الأماكن وهو سعيد بوجودها كما قال لنا: "الأسعار غالية وليست في متناول الجميع بكل تأكيد، لكن أنا وأسرتي نجد راحة هنا. أتناول النرجيلة وكأنني في منتجع ما قبل سيطرة حماس، إحنا محتاجين لهيك أماكن لنخفف عنا هم وغم الحصار". بينما أحد الباعة المتجولين في ساحة فلسطين وسط غزة يستهجن هذه المشاريع، ويقول لدويتشه فيلله :"الكل بيعمل استثمارات لمصلحته علشان الكرسي والنفوذ والفلوس، واللي هنا واللي في الضفة محدّش سائل فينا، لو بدهم مصلحتنا لتصالحوا من زمان، نحن نعيش ظروفا بائسة جدا".

ومن المشاريع السياحية التي أقامتها حركة حماس في منطقة مدينة بيسان، مدينة سياحية على مساحة 27000 متر مربع قرب بيت لاهيا شمال القطاع ، وتضم حديقة حيوان ومسبحين. وفى ذات المكان على الشاطئ يوجد منتجع البستان التابع للجمعية الإسلامية المرتبطة بحماس والذي يضم كافتيريا ومطعم ومزرعة أسماك. وعن هذه المشاريع اعتبر طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة أن:" الحياة تحت الحصار الإسرائيلي لا تعني أن الناس لا يفكرون في وسائل لتخفيف المعاناة عنهم والحصول على قسط من الترفيه".

وردا على هذا القول قال مواطن رفض الكشف عن اسمه:" لماذا كانت هذه الشاليهات والمنتجعات اللي افتتحتها حماس محرمة في نظر حماس في عهد السلطة السابقة، والآن تحولت في نظرهم لمشاريع حلال؟".

حماس تسيطر على الأنفاق وتدعم أنصارها


تسيطر حماس على الأنفاق مع مصر وتجبي الأموال من البضائع المهربةصورة من: picture alliance/landov

أنشأ رجال أعمال محسوبون على حركة حماس البنك الوطني الإسلامي، والذي يدير ويدعم المشاريع التنموية في القطاع ويدفع رواتب موظفي حكومة حماس، بدون الحصول على ترخيص من سلطة النقد الفلسطينية في رام الله.

وتسيطر حركة حماس على شبكة الأنفاق الممتدة على الحدود المصرية جنوب القطاع وتجبي حصة من دخول البضائع، كما قال أحد أصحاب الأنفاق لدويتشه فيلله:" لدى حماس مندوب عند كل نفق يأخذ نسبة عن كل صنف من البضائع المهربة عبر الأنفاق"، مضيفا:" لهم أنفاق خاصة لدخول البضائع والسيارات". وأما بالنسبة للمشاريع الزراعية، فقد قامت حكومة حماس باستصلاح مساحات شاسعة من أراضي المستوطنات المحررة وزراعتها بأشجار الحمضيات والخضروات والفواكه، وقد تم تأجير مئات الدونمات منها للمزارعين.

وزير الزراعة في حكومة حماس محمد الأغا قال لنا:" هذه المشاريع لتشجيع عمليات الاستثمار الزراعي والاقتصادي نتيجة الحصار، ولسد الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي". لكن نمر الجخبير، الذي يعيش حالة فقر مدقع في مخيم خان يونس قال لدويتشه فيلله : "لدي أسرة كبيرة وأعيش عيشه فقر لا تخفى على المؤسسات الخيرية، ورغم ذلك لم أتلق من حكومة حماس أي شيكل أو حبة أرز كوني لست حمساويا، فهم يوزعون المال والغذاء في منطقتنا على أنصارهم".

شوقي الفرا – غزة

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW