1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استثمارات خارجية في الدول المغاربية- منتجات ألمانية بأيد عربية

١٠ يوليو ٢٠١٠

على الرغم من كون السوق الأفريقية سوقاً ناشئة، إلا أنها تتيح للشركات الأجنبية ولاسيما الألمانية منها فرصا استثمارية جاذبة، وخصوصاً في دول شمال أفريقيا التي تتمتع باستقرار سياسي وقوانين لتشجيع الاستثمارات الأجنبية فيها.

اقتصاديات دول شمال إفريقيا في نمو مستمر، واستقرارها سياسياً يساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية إليها في شتى فروع مجالات الإنتاجصورة من: AP

ينظر العديد للقارة الأفريقية على أنها أفقر بقاع الأرض، فمعظم المساعدات الإنسانية والتنموية تصب في العديد من دولها، سواء في جنوب الصحراء الكبرى أو شمالها. غير أن أنظار العالم قد بدأت بالاتجاه إلى أفريقيا منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية، فبالإضافة إلى تحقيقها معدلات نمو مطردة، تعتبر كثير من الدول الأفريقية غنية بالموارد الطبيعية التي تتهافت عليها الأسواق العالمية، وهو ما أدى إلى زيادة في حجم الاستثمارات الأجنبية في أفريقيا تقدر بخمسين مليار يورو عام 2009، مقارنة بسبع مليارات في بداية الألفية.

استقرار سياسي وشراكة طويلة


وتحوز دول شمال أفريقيا على نصيب كبير من هذه الاستثمارات، والتي يعزوها الخبير الاقتصادي التونسي رضا قويعة إلى عوامل عدة، كالاستقرار السياسي والسياسات المتبعة من قبل حكومات هذه الدول لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، إضافة إلى محاولتها إرساء اقتصاد يسمح للشركات الأجنبية العملاقة بالعمل هناك.

افتتحت شركات ألمانية مصانع لتجميع أجزاء توربينات طاقة الرياح في مصرصورة من: Claudia Laszack

ففي تونس على سبيل المثال تعمل نحو 265 شركة ألمانية، معظمها في مجالات تتطلب أيد عاملة ماهرة، كصناعة الملابس وقطع السيارات والإلكترونيات. وبحسب فينفريد ناو، رئيس قسم أفريقيا بالجمعية الألمانية للاستثمار والتنمية، فإن تونس تعتبر من أهم الشركاء التجاريين لألمانيا في منطقة المغرب العربي، وذلك في ضوء ظروف الاستثمار المواتية هناك، كالإعفاءات الضريبية والإطار القانوني المشجع على الاستثمار ورخص الأيدي العاملة المدربة مقارنة بأوروبا.

منتجات ألمانية بخبرات عربية

منتجات تونسية بتقنيات ألمانيةصورة من: Fraunhofer ISE

احدى الشركات الألمانية العاملة في تونس هي شركة "فان لاك" للملابس، والتي تتخذ من مدينة مونشن غلادباخ الألمانية مقراً لها. وكانت هذه الشركة قد افتتحت أربعة مصانع لإنتاج الملابس في تونس، وذلك باستخدام الأيدي العاملة المؤهلة هناك. وتنتج مصانع الشركة الألمانية في تونس ملابس ذات جودة عالية مخصصة للسوق الأوروبية، مستفيدة من قرب تونس الجغرافي من هذه الأسواق لتوفير تكاليف الشحن والتصدير. وتوفر مصانع شركة الموضة الألمانية في تونس فرص عمل لنحو ثمانمائة شخص، وذلك منذ نحو 30 عاماً.

ولا يقتصر النشاط الألماني على تونس وحدها، كما يقول ناو، ففي مصر مثلاً تنشط الشركات الألمانية في قطاع الواردات البديلة وقطاع الطاقة المتجددة، وخصوصاً في ظل تركيز الحكومة المصرية على الطاقات المتجددة كبديل لمصادر الطاقة التقليدية. إحدى الشركات الألمانية أنشأت مصنعاً لإنتاج قطع توربينات طاقة الرياح. وتأمل الشركة الألمانية في استخدام مصنعها في مصر كنقطة لتزويد منطقة شرق أفريقيا بأبراج إنتاج طاقة الرياح ذات تقنية ألمانية ومصنوعة في مصر.

نظرة مستقبلية


ويشير رضا قويعة إلى أن بقية الدول الأفريقية في جنوب الصحراء ينقصها الاستقرار السياسي لجذب الاستثمارات الأجنبية، حتى بالرغم من احتواء بعضها على مخزون ضخم من المواد الأولية التي تتهافت عليها الأسواق العالمية. يضيف قويعة إلى أن الاستقرار السياسي لهذه البلدان قد يزيد من حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة فيها، والتي لا تزيد حالياً عن 1.5 في المائة من الاستثمارات الأجنبية العالمية.

وفي السياق ذاته يقول فينفريد ناو إن المستثمرين الأجانب سيركزون في المستقبل على السوق الآسيوية وأسواق دول شرق أوروبا، وذلك لكونها أسواقاً ضخمة ذات نسبة استهلاك عالية، بالإضافة إلى توفيرها أيدي عاملة رخيصة وسياسات اقتصادية منفتحة وودودة تجاه المستثمرين. أما أسواق شمال أفريقيا وبالرغم من ارتفاع نسبة نموها، فهي حالياً ليست على المستوى نفسه مقارنة بدول جنوب شرق آسيا أو الصين مثلاً، بحسب الخبير الألماني.

الكاتب: ياسر أبو معيلق

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW