استجواب قبطان السفينة الإيطالية المنكوبة واستمرار البحث عن 29 مفقودا
١٧ يناير ٢٠١٢قال مسؤولون بفرق الاطفاء إن عمال الانقاذ عثروا على خمس جثث اليوم الثلاثاء في الجزء المغمور بالمياه من السفينة الايطالية التي انقلبت امام الساحل الغربي لايطاليا مما يرفع عدد القتلى الى 11.
وكان مسؤولون قد قالوا في وقت سابق من اليوم 14 ألمانيا وستة إيطاليين وأربعة فرنسيين وأمريكيين اثنين. وقال مسؤولون في إدارة الحماية المدنية الايطالية إن هناك مفقودا من الهند وآخر من بيرو وآخر من المجر. والمفقودون في الحادث هم 25 راكبا وأربعة من طاقم السفينة.
وكانت مصادر إعلامية إيطالية أفادت أن شخصا ألمانيا على الأقل لقي حتفه في حادث جنوح السفينة. وقالت إذاعة "راي" الإيطالية اليوم الثلاثاء إن جثة رجل انتشلت أمس الاثنين من داخل السفينة الجانحة، لكن هويته لم تعرف إلا اليوم. ولم يتسن الحصول على تأكيد فوري من وزارة الخارجية الألمانية.
وأعلن المتحدث باسم خفر السواحل فيليبو ماريني لوكالة فرانس برس أن "اعمال البحث متواصلة"، مشيرا إلى أن "مادة لامعة شوهدت تطفو على سطح البحر وتم تطويقها على الفور بعوامات لامتصاصها". ولم يوضح ماهية المادة والتي يمكن ان تكون نتيجة مصادر عدة.
وتخشى السلطات الايطالية تلوثا بحريا في حال تسرب الوقود من خزانات السفينة.
وذكر المتحدث باسم خفر السواحل الإيطالية، فيليبو ماريني، أنه بعد توقف عمليات البحث ليلا، استأنف رجال الإنقاذ اليوم الثلاثاء عملهم داخل السفينة كوستا كونكورديا المنكوبة، حيث استخدموا المتفجرات لإزالة العقبات من طريقهم. وقال :"نريد استغلال الطقس الجيد لمحاولة إحراز تقدم بقدر المستطاع" في البحث عن ناجين محتملين.
استجواب القبطان
يستجوب ممثلو الادعاء العام في إيطاليا الثلاثاء قبطان السفينة السياحية كوستا كونكورديا المنكوبة، ويواجه القبطان فرانشيسكو شيتينو اتهامات متعددة بالقتل غير العمد والهروب من السفينة. ويجب أن يقرر القضاة الآن ما إذا كان سيتم الإبقاء على احتجازه أم لا. ويواجه القبطان عقوبة تصل إلى السجن 15 عاما حال إدانته.
وندد بير لويجي فوسكي مدير شركة "كوستا كورسييري" المالكة للسفينة، الذي بدا عليه التأثر الكبير خلال مؤتمر صحافي في جنوى، بوجود "خطأ بشري لا يمكن تفسيره" من جانب القبطان، وأشاد بطاقم السفينة "الذين تصرفوا كالأبطال". وجاء في بيان أصدرته شركة "كوستا كورسييري" المالكة للسفينة، والتي تعتبر الأكبر في أوروبا لتسيير رحلات سياحية بحرية، "يبدو أن الربان ارتكب أخطاء في التقدير كانت لها تبعات خطيرة" و"قراراته في إدارة الحالة الطارئة لم تتوافق مع المعايير التي تتبعها كوستا كروسييري والتي تلتزم المعايير الدولية".
أما محامي القبطان برونو ليبورتيتي فاعتبر أن هذا الأخير "تأثر كثيرا" بالكارثة وأنه قام ب"مناورة ملفتة" بعد الاصطدام بالصخور لجعل السفينة تقترب قدر الإمكان من الشاطئ لتفادي أن تغرق في عرض البحر".
من جهته، أعلن مدعي غروسيتو فرانشيسكو فيروسزيو أن "الطريق التي سلكها الربان لم تكن الطريق الصحيحة". وتابع أن الربان "اقترب بتهور من جزيرة جيليو واصطدم بصخرة على الجانب الأيسر من السفينة ما أدى إلى جنوحها وتسرب كميات كبيرة من المياه إلى داخلها خلال دقيقتين أو ثلاث دقائق".
وتابع المدعي انه وبحسب العناصر الأولى التي تم الحصول عليها من الصندوق الأسود فإن السفينة كانت "فقط على بعد 150 مترا من الشاطئ، وهي مسافة قريبة جدا".
أما العنصر الاكثر خطورة فهو ان خفر السواحل طلبوا مرارا ودون جدوى من القبطان أن يعود إلى متن السفينة خلال عمليات الإنقاذ وهو ما نفاه هذا الأخير. وأشار رجال الإطفاء إلى أن القبطان كان "قد بلغ جزيرة جيليو بعيد منتصف الليل" بينما تم إجلاء آخر الركاب قرابة الساعة الخامسة صباحا.
(ي ب/ ا ف ب، د ب ا، رويترز)
مراجعة: عبد الرحمن عثمان