استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الفرنسي جان موريس ريبير في موسكو احتجاجا على اعتقال السلطات الفرنسية عشرات من مشجعي كرة القدم كانوا في طريقهم من مباراة في مرسيليا الى ليل، محذرة في الوقت نفسه من تفاقم العلاقات.
إعلان
وأوضحت الوزارة في بيان أنه "تم استدعاء سفير فرنسا لدى موسكو، لتسليمه مذكرة تؤكد "توقيف مجموعة من المشجعين الروس الذين كانوا في طريقهم من مرسيليا إلى ليل" على متن حافلة. وأشارت الوزارة إلى أن جميع الأشخاص الـ 43 المعنيين، بمن فيهم ثلاثة من سائقي الحافلات، وضعوا قيد الحبس مدة 48 ساعة على ذمة التحقيق في أعمال العنف على هامش مباراة انكلترا وروسيا السبت ضمن كاس أوروبا لكرة القدم 2016.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد في وقت سابق الأربعاء أنه "من غير المقبول على الإطلاق" توقيف المشجعين. وقال لافروف أمام مجلس النواب الروسي (الدوما) "توقيف حافلة على متنها أكثر من أربعين مشجعا من قبل الشرطة تصرف غير مقبول على الإطلاق".
من جهتها أكدت السلطات الفرنسية أن مشجعين روس تم ضبطهم يوم أمس الثلاثاء في جنوب فرنسا سيتم إبعادهم، للاشتباه بأنهم يشكلون تهديدا للنظام العام بعد أعمال الشغب التي وقعت السبت الماضي. وأجرت السلطات عمليات تدقيق في هويات 29 من المشجعين الروس في فندق قرب مرسيليا. وأكدت السلطات إنها قررت نقل بعضهم إلى مركز للاحتجاز تمهيدا لطردهم من فرنسا.
وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" قد سلم إلى المنتخب الروسي قرار بالاستبعاد من بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2016) بفرنسا مع إيقاف التنفيذ. وأعلن اليويفا اليوم أن المنتخب الروسي سيستبعد من البطولة رسميا في حالة تكرار شغب وعنف مشجعيه في الاستادات. وذكرت لجنة الانضباط باليويفا أن عقوبة الاستبعاد مع إيقاف التنفيذ ستظل سارية حتى نهاية يورو 2016 .
ع.أ.ج/ أ.ح (د ب أ، أف ب)
الهوليغنز..كابوس يقلق السلطات ويرعب جماهير كرة القدم
يعرف عن الهوليغنز إثارتهم لأعمال الشغب وميلهم للعنف أينما حلوا. مدينة مرسيليا الفرنسية الهادئة ليست أولى ضحاياهم. ألبوم الصور التالي يسلط الضوء على ظاهرة الهوليغنز وأبرز الأحداث التي تسببوا فيها.
صورة من: AP
اشتبك المئات من مثيري الشغب الروس والانكليز في مدينة مرسيليا الساحلية على مدى يومين في مشهد يذكر بحرب الشوارع. ورغم إطلاقها لقنابل الغاز المسيلة للدموع، إلا أن الشرطة الفرنسية عجزت عن السيطرة على الأوضاع مما أدى إلى جرح 35 شخصا انجليزيا.
صورة من: Reuters/J. Pelissier
يعرف عن الهوليغنز تعصبهم المطلق لفريقهم ويتسم سلوكهم بالعنف وإثارة الشغب في محيط الملعب وداخله ودوما ما تندلع مواجهات دموية بين هوليغنز الفرق المتنافسة في ما بينها أو مع رجال الأمن.
صورة من: Reuters/J.P. Pelissier
السلطات الفرنسية وجهت أصابع الاتهام إلى نحو 150 من مثيري الشغب الروس "المدربين بشكل جيد جدا" والحاملين لعصي حديدية. إلا أنهم أفلتوا جميعا من قبضة الشرطة. وسيتم في المستقبل حظر بيع واستهلاك ونقل المشروبات الكحولية إلى الملاعب تجنبا لاندلاع صدامات.
صورة من: Getty Images/C. Court
رسام الكاريكاتور الروسي الساخر سيرغي إيلكن اختار هذا الشكل ليعبر عن أحداث تبادل رمي الكراسي وقذف زجاجات البيرة بين الهوليغنز الروس والانجليز.
إلى جانب مثيري الشغب الروس والانجليز تخشى السلطات الفرنسية من الهوليغنز الألمان. السلطات الألمانية سلمت نظيرتها الفرنسية أسماء وبيانات نحو 2500 من مثيري الشغب. وذلك في خطوة لتشديد الرقابة عليهم تفاديا لاندلاع مواجهات دامية على غرار أحداث مرسيليا.
صورة من: picture-alliance/Maxppp/E. Bride/La voix du nord
هذه هي المرة الثانية التي تشهد فيها مدينة مرسيليا الساحلية الهادئة حرب شوارع وأحداث شغب وتكسير بسبب مباراة كرة قدم. المرة الأولى كانت إثر انتهاء مباراة انكلترا وتونس في بطولة كأس العالم سنة 1998.
صورة من: Reuters/J.P. Pelissier
بطولة يورو الماضية التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا عام 2012 شهدت مواجهات عنيفة بين مثيري الشغب الروس والبولنيين بعد تعادل منتخبي روسيا وبولونيا 1-1. وأدت هذه الأحداث إلى إصابة ثمانية أشخاص.
صورة من: picture-alliance/dpa
لكنها ليست المرة الأولى التي تنشب فيها مواجهات عنيفة في بطولة اليورو. إذ شهدت شوارع مدينة شارلوروا البلجيكية أعمال شغب بين هوليغنز ألمان وانجليز قبيل مباراة تجمع فريقهما خلال بطولة اليورو عام 2000.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
لم تعد أنشطة الهوليغنز في ألمانيا مقتصرة على المجال الرياضي فحسب، بل تجاوزت ذلك لتأخذ منحا سياسيا قريبا من إيديولوجيا اليمين المتطرف كمجموعة "هوليغنز ضد السلفيين". نظمت المجموعة التي انطلقت في مدينة كولونيا مظاهرات عديدة في شتى أنحاء ألمانيا.
صورة من: DW/ N. Steudel
كارثة ملعب هيسل في بلجيكا هي أكبر فاجعة عرفتها لعبة كرة القدم. إذ تسبب مواجهات عنيفة بين جماهير ليفربول الانجليزي ويوفنتوس الإيطالي في في نهائي دوري أبطال أوروبا في شهر مايو/آيار 1985 في انهيار جدار أحد المدارج. قتل 39 من المشجعين وأصيب حوالي 500 آخرون. إعداد: سميح عامري