قللت الحكومة الاسترالية من أهمية اندلاع أعمال شغب في مركز احتجاز يقع في "كريسماس آيلاند" على الرغم مما قاله نزلاء مذعورون لوسائل الإعلام المحلية، أن مثيري الشغب سيطروا على أجزاء من مركز لاعتقال المهاجرين.
إعلان
قالت وزارة الهجرة الجزائرية اليوم (الاثنين التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)على "عدم وجود أعمال شغب واسعة النطاق" في مركز لاحتجاز المهاجرين، إلا أن هذا المركز مازال يشهد حالة من التوتر. وتم سحب الموظفين لأسباب تتعلق بالسلامة. وقالت وزارة الهجرة إن المعتقلين الذين تم إلغاء تأشيراتهم وينتظرون ترحيلهم، هم من قاموا بإلحاق الأضرار و"التحريض".
وقالت الإدارة في بيان لها بعد ظهر اليوم الاثنين إن "أعمال الاحتجاج بدأت عندما قامت مجموعة صغيرة من المعتقلين الإيرانيين بالمشاركة في احتجاج سلمي في أعقاب هروب أحد المعتقلين من المركز أمس الأحد، ووفاته خارجه". وقال وزير الهجرة بيتر دوتون أمام البرلمان إنه "لا يوجد هناك أي ظروف تثير الشبهة" وراء مقتل النزيل الهارب الذي تم العثور على جثته أمس الأحد. وأوضح دوتون أن هناك 203 نزلاء في مركز الاعتقال - وهو أحد ثلاث منشآت موجودة في جزيرة مانوس وناورو - الذي يضم مهاجرين فشلوا في الوصول إلى البر الرئيسي الاسترالي.
وقال المدافعون عن حقوق اللاجئين، إن ما يقرب من نصف عدد السجناء في كريسماس آيلاند، هم من المجرمين، وينتظرون يتم ترحيلهم، أما النصف الآخر، فهم من طالبي اللجوء الذين ينتظرون قبولهم في أستراليا كلاجئين. ولم تحدد الحكومة اسم الرجل المتوفى، إلا أن المدافعين عن حقوق اللاجئين قالوا إنه يدعى "فضل شيجيني"، وهو رجل إيراني كردي في الثلاثينيات من عمره، وكان قد وصل على متن قارب قبل خمس سنوات.
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.