مع استضافة كأس العالم قبل ثلاث سنوات، وثمان بطولات عالمية هذا العام، ودورة الألعاب الآسيوية في 2030، يبدو ترشح قطر لتنظيم أولمبياد 2036 خطوة منطقية، رغم التحديات الكثيرة التي قد تؤثر على فرصها أمام منافسين آخرين.
أقيمت بطولة الدوري الماسي لعام 2025 في قطر، وهي دولة أصبح لها تاريخ طويل في استضافة البطولات العالميةصورة من: Noushad/IMAGO
إعلان
يبدو ترشح قطر لاستضافة أولمبياد 2036 هو الخطوة المنطقية التالية للدولة الخليجية، وذلك بعد أن استضافت كأس العالم لكرة القدم قبل ثلاث سنوات فقط، واستضافتها ثماني بطولات عالمية كبرى هذا العام وحده، إلى جانب دورة الألعاب الآسيوية المقرر أن تستضيفها الدوحة في عام 2030.
يعتقد جان لوب شابليه، الخبير في الشؤون الأولمبية وأستاذ الإدارة العامة بجامعة لوزان، أن تاريخ قطر في استضافة البطولات الرياضية الكبرى يعني أنها قادرة تماماً على تحقيق ذلك، لكن يكمن الفارق هذه المرة في الحجم.
في أولمبياد لوس أنجلوس عام 2028، من المقرر أن تنظم المنافسات في 36 نوعا من أنواع الرياضة، ويندرج تحت كل نوع منها مجموعة مختلفة من التخصصات. ثم هناك أيضاً الجانب السياسي للألعاب الأولمبية، وهو أمر يختلف عن كأس العالم لكرة القدم.
سبق لشابليه وأن شارك في ملف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1992 في ألبرتفيل، وقال لـ DW إنّ "توافر المرافق ليس الأهم بالنسبة للألعاب الأولمبية في الوقت الحاضر".
وأضاف الخبير الفرنسي: "معظم الدول المضيفة للألعاب الأولمبية الصيفية تضع معيارين: الدعم السياسي والدعم الشعبي. هذا أكثر أهمية من المنشآت. في الواقع، يمكن تغيير الملاعب، كما شهدنا كثيرًا في لوس أنجلوس مؤخرًا وفي بريسبان. لذا، لا أحد يشك في أن الملاعب والمنشآت متوفرة. لكن المهم هو الدعم السياسي من السلطات العامة".
إعلان
الطقس وصورة البلد.. عائقان أمام ملف قطر
نظرًا لأن متوسط درجة الحرارة العظمى في قطر خلال شهر يوليو/ تموز يبلغ 44 درجة مئوية (111 فهرنهايت)، فإن استضافة دورة الألعاب الأولمبية في ذلك الوقت أمرٌ غير وارد.
وقال شابليه: "سيتعين أن تُقام المنافسات في نوفمبر/ تشرين الثاني، كما هو الحال في كأس العالم 2022. هل يُمكننا ذلك؟ من المُحتمل أن يحدث ذلك، لكنه يُمثل مُشكلة كبيرة لأن جدول الفعاليات الرياضية بأكمله مُرتبط بالألعاب الأولمبية".
في بطولة العالم لألعاب القوى 2019 في الدوحة، عانى العديد من الرياضيين من الأجواء الحارة على الرغم من بدء المنافسات ليلاًصورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/IMAGO
وبافتراض إمكانية حدوث ذلك، فإن ذلك يطرح أيضًا سؤالاً حول المعيارين المذكورين. فبما أن الدعم السياسي الوطني من غير المُرجح أن يُمثل مُشكلة، فإن الاهتمام سيُركز على الدعم الشعبي. عادةً ما يُقاس هذا الدعم من خلال الاستفتاءات، ولكن في حالة قطر، يُبدي شابليه شكوكه بشأن التخطيط لاستفتاءات من هذا النوع، مشيراً إلى أن استفتاء مشابهاً قد ينظم في ألمانيا فيما يتعلق حتى بفكرة التقدم بطلب استضافة دورة ألعاب 2036.
وقال شابليه لـ DW: "بشكل عام، فإن اللجنة الأولمبية الدولية تكتفي باستطلاعات الرأي". وتجري شركات مستقلة استطلاعات الرأي أيضًا، والتي تظهر ما يُمكن اعتباره دعمًا شعبيًا. لكن تكمن المشكلة في قطر في قلة عدد السكان المحليين، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المهاجرين. لذا، يجب مناقشة مدى صحة هذا الدعم الشعبي بكل تأكيد.
ويرى خبراء أنه إذا تم تأمين هذا الدعم الشعبي، فهناك أيضًا مسألة صغيرة تتعلق بالتعامل مع الجارة السعودية، ذلك أنه إذا فازت قطر باستضافة الأولمبياد، فسيمنع ذلك السعودية من استضافة دورة الألعاب الأولمبية لسنوات عديدة مقبلة، ومع تأكيد استضافة كأس العالم 2034 في السعودية، فلن يكون استضافة الأولمبياد بعد ذلك بفترة وجيزة أمرًا مفاجئًا.
وبافتراض أن كل ذلك لا يُمثل مشكلة، فإن العقبة الأخيرة تكمن في تأثير اختيار قطر.
وقال شابليه: "حقوق الإنسان مسألة بالغة الأهمية، لا سيما فيما يتعلق ببناء المرافق، والعمال. وفي هذا الإطار كانت هناك مشاكل كبيرة في قطر بشأن هذا الأمر. وقد بذلت الدوحة بعض الجهود، لكن صورة قطر ليست بالجودة التي يُمكن أن تكون عليها في نظر الدول الأخرى".
وعلى الرغم من سنوات من الانتقادات المتواصلة، أُقيم كأس العالم في قطر. وقال شابليه: "الأمر ليس مُستعصيًا. يُمكن تحقيقه. بالطبع ستُواجه اللجنة الأولمبية الدولية الكثير من الانتقادات، لكن السؤال هو: هل ترغب اللجنة الأولمبية الدولية في تحمّل كل هذه الانتقادات أم ستسلك مسارًا آخر أقل خطورة؟"
تعرضت الفيفا لانتقادات كثيرة بعد اختيار قطر لاستضافة كأس العالم 2022 بسبب قضايا حقوق الإنسان، لكن البطولة أقيمت رغم ذلك.صورة من: Chandan Khanna/AFP/Getty Images
هل لدى الهند وكوريا وإندونيسيا فرصة؟
يعتقد شابليه أن تأكيد ترشح قطر سيُجبر الآخرين على التحرك. وفي هذا السياق قال شابليه: "هذا يعني أن عليهم إعادة تأهيل أنفسهم قليلًا".
ونظراً للحرارة المرتفعة، وقضايا المنشطات الحالية، وضعف نتائج الرياضيين، يعتقد شابليه أن الهند خرجت بالفعل من المنافسة. كوريا أيضاً من بين المرشحين، لكن قوة ترشيح ملفها تعتمد على نتيجة التصويت المحلي لاختيار عمدة سيول العام المقبل، بينما من المرجح أن تكون تشيلي مرشحة محتملة في المستقبل نظراً لأن دور آسيا قد حان. من المفترض أن تُقام الألعاب بالتناوب.
ومع إقامة نسخة 2028 في أمريكا الشمالية ونسخة 2032 في أوقيانوسيا، فإنه يُفترض أن تُقام دورة الألعاب الأولمبية 2036 في آسيا أو أفريقيا، اللتين لم يسبق لهما استضافة الأولمبياد.
يضع هذا الأمر كلاً من قطر وإندونيسيا في موقف جيد، مع أن شابليه يعتقد أن إسطنبول لديها فرصة قوية.
وقال شابليه: "تركيا دولة كبيرة، وقد تقدمت عدة مرات بعروض لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية. هي دولة اقتصادها مزدهر، وبالطبع تواجه مشاكل كغيرها من الدول، ربما تتعلق بحقوق الإنسان، لكنها أيضاً دولة مسلمة، وهو ما أعتقد أنه حجّة". وأضاف: "يجب أن يحظى العالم الإسلامي باستضافة دورة الألعاب الأولمبية يوماً ما".
من المتوقع تأجيل القرار النهائي حتى عام 2027، بعد أن صرّحت رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية المنتخبة حديثًا، كيرستي كوفنتري، مؤخرًا أن أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية يرغبون في المشاركة بشكل أكبر في عملية الاختيار.
وقالت كوفنتري: "كان هناك دعم كاسح من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية لتمديد فترة الانتظار ومراجعة عملية اختيار الدولة المضيفة المستقبلية. يرغب الأعضاء أولاً في زيادة مشاركتهم في العملية، وثانيًا: كان هناك نقاش واسع النطاق حول موعد منح الدولة المضيفة التالية شرف تنظيم الدورة" الأولمبية.
أعده للعربية: عماد حسن
بالصور.. تعرف على ملاعب بطولة كأس العالم قطر 2022
بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول تستضيف قطر مباريات مونديال 2022 لكرة القدم. وتقام البطولة على ثمانية ملاعب، سبعة منها بُنيت خصيصاً للحدث العالمي الذي يقام مرّة كل أربع سنوات.. فما هي تلك الملاعب؟
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP
إستاد لوسيل - استدامة مع نقوش إسلامية
يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي. روعي في تشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها سقف مصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس لنمو العشب في الملعب مع توفير الظل.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
ملعب نهائي المونديال
يقع إستاد لوسيل على بعد 16 كلم شمال الدوحة، وسيستضيف ملعبه 10 مباريات حتى نصف النهائي والنهائي المنتظر. وسيتحوّل الملعب، البالغة سعته 80 ألف متفرج، إلى مركز حيوي يستفيد منه سكان مدينة لوسيل الحديثة بعد انتهاء المونديال: "مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية، وعيادات صحية". واشتُق اسم المدينة من "الوسل" وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
إستاد البيت - بيت سكان البادية
افتتح في 9 أيلول/ سبتمبر 2022 بمباراة بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية. استوحي تصميم استاد البيت من بيت الشّعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مرّ التاريخ الذين عاشوا مرتحلين في صحراء قطر بحثاً عن الكلأ والماء. سعته 60 ألف متفرج ويقع على مدخل مدينة الخور على بعد 43 كلم من وسط المدينة. شهد هذا الاستاد تسجيل رقم قياسي في فرش الأرضية العشبية.
صورة من: Xinhua News Agency/picture alliance
ملعب القمة النارية بين ألمانيا وإسبانيا
بدأت الحديقة العامة في المنطقة المحيطة بإستاد البيت في استقبال الجمهور منذ شباط/فبراير 2020. وإستاد البيت مجهز بسقف قابل للطي بالكامل وسيستضيف 9 مباريات بينها الأولى لقطر أمام الإكوادور وقمة ألمانيا-إسبانيا في دور المجموعات، حتى الدور نصف النهائي. صُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم.
صورة من: MB Media Solutions/imago
إستاد الجنوب من تصميم زها حديد
شُيد في أحد أقدم أحياء قطر المأهولة بالسكان. يقع في مدينة الوكرة الجنوبية على بعد 23 كلم من وسط الدوحة وبسعة 40 ألف متفرج سيتم تخفيضها بعد المونديال. صمّمته المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، مستلهمة فكرته من أشرعة المراكب التقليدية، في تخليد لتراث مدينة الوكرة الساحلية العريقة التي عُرفت عبر التاريخ كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ.
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
من الوكرة إلى الجنوب
إستاد الجنوب مجهّز بتقنية تبريد مبتكرة وسقف قابل للطي. سيستضيف 7 مباريات من دور المجموعات حتى دور الـ16. أُعلن عن جاهزيته في 16 أيار/مايو 2019 خلال استضافته نهائي كأس الأمير وفوز الدحيل على السد، وتم تغيير اسمه من الوكرة إلى الجنوب.
صورة من: picture alliance / M.i.S.-Sportpressefoto
إستاد أحمد بن علي
يطلق عليه أيضاً اسم (الريان)، ويقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر. بُني الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج في موقع إستاد كان يحمل الاسم نفسه ويقع على مشارف الصحراء، على بُعد 20 كلم غرب وسط الدوحة. تتزيّن واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية. تعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية. ومن المقرر أن يستضيف 7 مباريات في المونديال حتى دور الـ16.
صورة من: picture alliance/dpa
إستاد خليفة الدولي
شاهد على تاريخ كرة القدم وألعاب القوى في البلاد. تمّ تجديده وإضافة 12 ألف مقعد جديد لاستضافة كأس العالم. أصبح أول استادات المونديال جاهزية في 19 أيار/مايو 2017، عندما استضاف نهائي كأس الأمير بحضور أكثر من 40 ألف متفرج. يقع الإستاد التاريخي الذي تم تشييده عام 1976 في قلب مؤسسة "أسباير زون" وعلى مقربة من مستشفى "سبيتار" في منطقة الريان.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
متحف قطر الرياضي
سيستضيف خلال المونديال 8 مباريات حتى دور الـ16 إضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث. استضاف الإستاد الذي يبعد 13 كلم عن وسط الدوحة العديد من الفعاليات مثل دورة الألعاب الآسيوية 2006، كأس آسيا 2011، بطولة العالم لألعاب القوى 2019، بطولة كأس الخليج 24 وكأس العالم للأندية 2019. يعلو سقفه قوسان ويتصل من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3-2-1 قطر الأولمبي والرياضي.
صورة من: Christian Charisius/picture alliance/dpa
إستاد الثمامة - تصميم قطري
هو الملعب المونديالي الوحيد من أصل ثمانية غير مجهّز بتقنية التبريد. يمتاز بتصميمه المستوحى من "القحفية" أو قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال والأطفال في أنحاء العالم العربي. صمّمه المعماري القطري إبراهيم الجيدة، وسيستضيف 8 مباريات من دور المجموعات وحتى الدور ربع النهائي. يتسع لأربعين ألف متفرج ويقع على بعد 13 كلم جنوب وسط الدوحة.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
إستاد المدينة التعليمية - مقر منتخب السيدات
تتميز واجهته بالمثلثات التي تشكل زخرفات هندسية متشابكة تعكس نور الشمس، وتبدي تغيراً في ألوانها كلما تغيرت الزاوية التي تطل منها أشعة الشمس. يقع في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على بُعد 12 كلم من وسط المدينة. سيتحول الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج بعد المونديال إلى مقرّ لمنتخب قطر الوطني للسيدات. سيستضيف 8 مباريات بين دور المجموعات وربع النهائي.
صورة من: picture alliance / NurPhoto
إستاد 974 - أول إستاد قابل للتفكيك
يدخل في بنائه 974 حاوية للشحن البحري ووحدات مستقلة من الصلب، مستوحياً تصميمه من الإرث البحري والتجاري لقطر. كان مقرراً أن يُطلق عليه اسم (راس أبو عبود) حيث يتناغم مع اسم ميناء يقع على مقربة منه. يُعدّ أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
أهلا بكم في كورنيش الدوحة
تتسع مدرجات إستاد 974 إلى 40 ألف مشجع ويطلّ على كورنيش الدوحة وناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي وبالإمكان الوصول إليه عبر محطة مترو تبعد مسافة 800 متر. سيستضيف 7 مباريات حتى دور الـ16، ويقع على مقربة من مطار حمد الدولي على بعد 10 كلم شرق وسط الدوحة. إعداد: عماد حسن
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP