سيختار سكان نيويورك رئيسا جديدا لبلدية نيويورك بعد حملة انتخابية حظيت باهتمام واسع النطاق خارج حدود أكبر مدينة في الولايات المتحدة، في وقت وصف الرئيس دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا زهران ممداني بأنه "شيوعي".
منذ سنوات دراسته الجامعية، نشط ممداني سياسيا، وهو عضو في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الأمريكي، وينتمي إلى الجناح اليساري للحزب الديمقراطي.صورة من: Eduardo Munoz/REUTERS
إعلان
يتصدر المرشح البارز عن الحزب الديموقراطي زهران ممداني، وهو أميركي مسلم مجنس يمثل منطقة كوينز في المجلس التشريعي للولاية، السباق الانتخابي متقدما على الحاكم السابق أندرو كومو المتهم بالاعتداء الجنسي، والذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لحزبه أمام ممداني.
أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا البالغ من العمر 71 عاما، الذي جاء ثالثا في الاستطلاعات، فلديه ماضٍ لافت فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة "الملائكة الحارسة" التطوعية ومحب للقطط.
من يكون ممداني؟
وُلد في أوغندا عام 1991 من أبوين من أصل هندي، والدته مخرجة أفلام، ووالده أستاذ علوم سياسية مرموق. انتقلت العائلة لاحقا إلى نيويورك. منذ سنوات دراسته الجامعية، نشط زهران ممداني سياسيا، وبات عضوا في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الأمريكي، وينتمي إلى الجناح اليساري له.
في عام 2021، انتخب لعضوية المجلس التشريعي لولاية نيويورك عن دائرته الانتخابية في حي كوينز بمدينة نيويورك. تتمثل القضية الرئيسية لحملة ممداني الانتخابية في توفير تكاليف المعيشة في واحدة من أغلى مدن العالم. ويعد بضبط تكاليف الإيجار، وتوفير حافلات مجانية، ودور رعاية أطفال مجانية. ولتمويل ذلك، يخطط لزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في الفترة ما بين 23 إلى 27 تشرين الأول/أكتوبر حصول ممداني على 43% من الأصوات، يليه كومو بنسبة 33 % وسليوا بنسبة 14 %. وتركزت الحملة الانتخابية على تكلفة المعيشة والجريمة وكيفية تعامل كل مرشح مع ترامب الذي هدد بحجب الأموال الفدرالية عن المدينة.
المرشح المسلم
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا لينكولن ميتشل لوكالة فرانس برس "ممداني شخصية سياسية غير عادية، وهو يجسد روح المرحلة تماما. هذه مرحلة سيحظى فيها أي صوت معارض لترامب في أكبر مدن الولايات المتحدة باهتمام إعلامي كبير". وأضاف "بصراحة، إن ترشح مسلم لرئاسة بلدية نيويورك يمثل حدثا بالغ الأهمية".
هاجم ممداني البالغ 34 عاما خصومه بسبب خطابات معادية للإسلام وحملات تشويه، منتقدا الجمهوريين والديموقراطيين على حدٍّ سواء على خلفية ما وصفه بـ"المشاعر المعادية للمسلمين التي أصبحت متفشية جدا في مدينتنا".
وأظهرت بيانات مجلس الانتخابات في مدينة نيويورك أن 275,006 من الناخبين الديموقراطيين المسجلين أدلوا بأصواتهم بالإضافة إلى 46115 جمهوريا و42383 ناخبا غير منتمين لأي حزب، وذلك خلال الأيام الخمسة الأولى من التصويت المبكر الذي ينتهي في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني. وسلط صعود ممداني الضوء على الفجوة بين اليسار واليمين الوسط في الحزب الديموقراطي.
وحضرت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، وهي من التيار الوسطي، تجمعا انتخابيا لممداني في 26 تشرين الأول/أكتوبر. لكن هتافات "افرضوا الضرائب على الأثرياء" طغت على كلمتها، وفقا لما رصده مراسل وكالة فرانس برس. وانتقدت هوشول مقترحات ممداني بفرض ضريبة دخل بنسبة 2 % على سكان نيويورك الذين يزيد دخلهم السنوي عن مليون دولار.
إعلان
سياق صعود ممداني
جاء صعود ممداني غير المتوقع بدفع من جهود الشباب النيويوركيين الذين قاموا بحملات لصالحه، وقالت حملته إن 90 ألف شخص تطوعوا. وقال ممداني لبرنامج "ذا ديلي شو": "الأمر كله يعود إلى تواصل الناس مع سكان نيويورك الآخرين بشأن المدينة التي نحبها جميعا".
وظهر ممداني مع السيناتور بيرني ساندرز، أحد أبرز الشخصيات اليسارية، في تجمع حاشد في كوينز في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
وتأكيدا على أهمية الناخبين الأكبر سنا الذين عادة ما يشاركون بأعداد أكبر من الشباب، حضر ممداني جلسة "رسم ومطر" في دار لكبار السن في بروكلين الخميس.
وتسببت الأمطار الغزيرة في نهاية الأسبوع في تباطؤ الحملات الانتخابية وقصد المرشحون الثلاثة الرئيسيون استوديوهات التلفزيونات في محاولة أخيرة لكسب أصوات الناخبين المترددين. وقبل أيام من التصويت ظهر سليوا في مقطع راب محافظ غريب الطابع مرتديا بدلة وقبعة البيريه الحمراء التي تميزه.
وسعى كومو البالغ 67 عاما والحاصل على تأييد عدد كبير من الشركات، الخميس إلى استمالة الناخبين السود والمسلمين، فقام بحملة انتخابية في حي هارلم مع رئيس البلدية الحالي إريك آدامز، وهو ديموقراطي متهم بالفساد انسحب من السباق ودعم في النهاية خصمه السابق كومو.
وأثيرت ضجة خلال الأسبوع عندما نشرت صحيفة بريطانية ما قالت إنها مقابلة مع رئيس البلدية السابق ومؤيد ممداني، بيل دي بلازيو، بدا فيها وكأنه يشكك في جدوى خطط الإنفاق الاشتراكية للديموقراطيين. لكن المقابلة حُذفت بعد أن نفى رئيس البلدية السابق إجراء أي مقابلة مع الصحافي.
تحرير: وفاق بنكيران
قانون التمرد والحرس الوطني ـ سجل حافل بصراعات السلطة في أمريكا
قرر دونالد ترامب نشر الحرس الوطني لإنهاء المظاهرات في لوس أنجلوس، ما أثار خلافات مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، الذي رفض القرار في تكرار لوقائع مشابهة سابقة. فما تاريخ الخلافات بشأن الحرس الوطني وقانون التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
مظاهرات ضد سياسات الهجرة
كانت عمليات الاعتقال بحق مهاجرين غير نظاميين من قبل ضباط إدارة الهجرة والجمارك وعناصر إنفاذ القانون الفيدراليين، بمثابة شرارة موجة الاحتجاجات في لوس أنجلوس. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
صورة من: Apu Gomes/Getty Images
الحقوق للجميع
ويُنظر إلى المداهمات التي قامت بها دائرة الهجرة والجمارك باعتبارها جزءا من جهود إدارة ترامب لتنفيذ قوانين الهجرة، التي يقول معارضوه إنها تستهدف المهاجرين من أصل لاتيني. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين. ودعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إلى عدم معاملة المهاجرين كـ"مجرمين".
صورة من: Eric Thayer/AP/dpa/picture alliance
تشديد سياسات الهجرة
منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، ازدادت موجة الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت مئة ألف، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي. وقد أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة على مستوى البلاد، حيث أُلقي القبض على الكثير من المحتجين في لوس أنجلوس.
صورة من: Barbara Davidson/REUTERS
إصابة مراسلة أسترالية
ومع تصاعد الاشتباكات، لاقى مقطع مصوّر يُظهر إصابة المراسلة الأسترالية، لورين توماسي، بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة خلال تغطيتها للمظاهرات، انتشارا واسعا. وقالت قناة "ناين نيوز" الأسترالية إن المراسلة توماسي أُصيبت بجروح، لكنها لم تُصب بأذى بالغ.
صورة من: 9news Australia/AAP/dpa/picture alliance
معركة قانونية
أمر الرئيس ترامب بنشر نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم عناصر الهجرة والجمارك، حيث قال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى "التصدي للفوضى". بيد أن الأساس القانوني لنشر الحرس الوطني محل نزاع. ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها "تحريض متعمد"، معلنا رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب.
صورة من: Frederic J. Brown/AFP
كوارث طبيعية واضطرابات مدنية
عادةً ما يتم نشر قوات الحرس الوطني في أعقاب كوارث طبيعية أو اضطرابات مدنية. ويمنح قانون "مكافحة التمرد" الرئيس الأمريكي سلطة نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية في إنفاذ القانون في أوقات التمرد أو الاضطرابات. وغالبا ما يتم النشر بموافقة سلطات الولاية والسلطات المحلية.
صورة من: Daniel Cole/REUTERS
قانون مكافحة التمرد
نشر ترامب عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس دون موافقة حاكم الولاية أو بموجب طلب منه، في واقعة هي الأولى منذ عقود. فما أبرز استخدامات قانون مكافحة التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
1957.. مدرسة ليتل روك وتدخل الجيش
في عام 1957، قام الرئيس دوايت أيزنهاور بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في أركنساس. وأرسل قوات لمرافقة تسعة طلاب سود إلى مدرسة "ليتل روك" المركزية الثانوية، ردا على استخدام حاكم الولاية آنذاك، أورفال فوبس، الحرس الوطني لمنع الطلاب من دخول المدرسة التي كانت تمارس "تمييزا عنصريا".
صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance
1965.. حركة سيلما وحق التصويت
عقب عنف الشرطة ضد متظاهرين مؤيدين لحقوق التصويت عام 1965، تجاوز الرئيس ليندون جونسون حاكم ولاية ألاباما، الذي كان يؤيد الفصل العنصري، وأرسل قوات الحرس الوطني لدعم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة من مدينة سيلما إلى عاصمة الولاية، مونتغمري. وبقيادة مارتن لوثر كينغ الابن، أصبحت المسيرة حدثا بارزا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
صورة من: UPI/picture alliance
1968..اغتيال مارتن لوثر كينغ
اُغتيل مارتن لوثر كينغ، بطل النضال من أجل الحقوق المدنية للسود الأمريكيين، في الرابع من أبريل/ نيسان 1968. وأثار اغتياله اضطرابات مدنية وأعمال شغب في أكثر من مئة مدينة في أنحاء البلاد. وردًا على ذلك، فعّل الرئيس جونسون قانون "مكافحة التمرد" لاستعادة النظام في العاصمة واشنطن، بما في ذلك نشر قوات فيدرالية لقمع الاضطرابات، متجاوزًا بذلك سلطة الولاية على الحرس الوطني.
صورة من: akg-images/picture alliance
1992..مظاهرات في لوس أنجلوس
في عام 1992، فعّل الرئيس جورج بوش الأب قانون "مكافحة التمرد"، حيث أمر بنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد أيام من الاضطرابات. واندلعت احتجاجات عارمة عقب تبرئة ضباط شرطة اعتدوا على راكب دراجة نارية أسود يُدعى رودني كينغ. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من ألفي شخص.
صورة من: Nick Ut/AP&picture alliance
2020..احتجاجات جورج فلويد
خلال ولايته الأولى، فكّر ترامب في تفعيل قانون "مكافحة التمرد" لإنهاء الاحتجاجات التي عمّت البلاد عقب مقتل رجل أسود يُدعى جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أقدم حكام بعض الولايات على نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الاضطرابات.