استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
٣١ أكتوبر ٢٠٢٤
يبدو أن التململ من ائتلاف "إشارة المرور" يزداد يوما بعد يوم في ألمانيا؛ إذ انخفض الرضا عن الحكومة بقيادة المستشار أولاف شولتس لأدنى مستوى، وأيدت أغلبية، ولو بسيطة، إجراء انتخابات جديدة.
إعلان
يبدو أن حكومة "إشارة المرور" في ألمانيا أصبحت لا تحظى بشعبية بين الألمان ووصل الرضا عنها إلى دنى مستوياتها، فقد كشفت نتائج استطلاع للرأي أجري لصالح القناة الأولى بالتلفزيون الألماني "ايه آر دي" أن 54% من الألمان يرغبون في إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، مقابل 41% يؤيدون استمرار الائتلاف الحاكم حتى نهاية الدورة التشريعية وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها العادي المقرر في 28 سبتمبر/أيلول عام 2025.
يذكر أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا، المسمى بـ"ائتلاف إشارة المرور" يتكون من حزب المستشار أولاف شولتس ، الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي).
وأوضحت نتائج الاستطلاع أن 77% من أنصار الحزب الاشتراكي و76% من أنصار حزب الخضر يرون أن استمرار الائتلاف لا يزال أمرا منطقيا.
وفي المقابل، يدعو 93% من أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا"، و75% من أنصار حزب "تحالف سارا فاغنكنشت"، و69% من أنصار الاتحاد المسيحي (الذي يتزعم المعارضة في البلاد) إلى إجراء انتخابات مبكرة. يذكر أن الاستطلاع اقتصر على سؤال أنصار الأحزاب التي تحصل في استطلاعات أيام الأحد على تأييد 5% على الأقل من الناخبين الألمان ( وهي النسبة المؤهلة لدخول البرلمان)، ولهذا تم استبعاد الحزب الديمقراطي الحر الذي حصل على 4% في الاستطلاع الحديث الذي أجري لصالح القناة الأولى.
الرضا عن الحكومة في أدنى مستوياته
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "إنفراتست ديامب" بين 1333 ناخب ألماني في الفترة بين يومي الاثنين والأربعاء الماضيين انخفاض مستوى الرضا عن أداء الحكومة الاتحادية بوجه عام، حيث لم تزد نسبة الراضين للغاية أو الراضين عن أداء الحكومة عن 14% بانخفاض قدره خمس نقاط مئوية مقارنة مع استطلاع بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفي المقابل، ارتفعت نسبة قليلي الرضا أو غير الراضين على الإطلاق عن أداء الحكومة بمقدار ست نقاط مئوية لتصل إلى 85%.
وأوضحت نتائج الاستطلاع حصول الاتحاد المسيحي على تأييد 34% من الناخبين الألمان بزيادة ثلاث نقاط مئوية مقارنة باستطلاع يوم الأحد الماضي، ما يجعله بشكل واضح أقوى حزب في البلاد.
ووفقا للاستطلاع، حصل حزب شولتس الاشتراكي على 16% وهي نفس النسبة التي حصل عليها في الاستطلاع السابق، وكذلك الحال بالنسبة لحزب البديل الذي حصل على نسبة 17% دون تغيير. وحصل حزب الخضر على 11% بتراجع بمقدار نقطتين مئويتين، وحصل حزب "تحالف سارا فاغنكنشت" حديث التأسيس على 6% بتراجع بمقدار نقطتين مئويتين.
ص.ش/خ.س (د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش