استطلاع: أغلب الألمان لا يرون خليفة ميركل مناسبة للمستشارية
٢٩ مايو ٢٠١٩
كثرت متاعب خليفة ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغريت كرامب ـكارنباور. فبعد أن تعرضت لانتقادات شديدة بسبب تصريحات لها حول التعبير عن الرأي في الإنترنت، جاءت نتائج أحدث استطلاع عن الرأي صاعقة بالنسبة إليها.
إعلان
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجري حديثا في ألمانيا أن غالبية كبيرة من الألمان لا يعتبرون أنغريت كرامب-كارنباور، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة أنغيلا ميركل، مناسبة لتولي منصب المستشارية خلفا لميركل.
وأظهرت نتائج استطلاع معهد (فورسا)، التي نُشِرَتْ اليوم الأربعاء (29 أيار/مايو 2019)، أن 70% من الألمان يتبنون مثل هذا الرأي. وبلغت نسبة من يرون هذا الرأي بين أنصار الحزب المسيحي 52%، وفي المقابل أعرب 37% من أعضاء الحزب عن ثقتهم في قدرة كرامب-كارنباور على شغل هذا المنصب.
وكان الحزب المسيحي الديمقراطي قد مني بخسارة فادحة في انتخابات برلمان أوروبا التي خاضها لأول مرة تحت زعامة كرامب-كارنباور. وأعرب العديد من ساسة الحزب عن اعتقادهم بأن هذه الخسائر سببها فشل سياسة المناخ التي ينتهجها الحزب، مشيرين إلى أن حزب الخضر استفاد من هذا الفشل. وقد اتفق 17% فقط ممن شملهم الاستطلاع مع هذا الرأي، بينما رأى 83% أن " ثمة أسبابا أخرى" لهذا الفشل.
يذكر أن زعيمة الحزب كرامب-كارنباور كانت قد أثارت ضجة بتعليقاتها بشأن التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، والتي فسرها البعض على أنها هجوم على حرية التعبير، وذلك عقب انتشار مقطع فيديو على يوتيوب يدعو الناخبات والناخبين بعدم التصويت في الانتخابات الأوروبية لشريكي الائتلاف الحاكم في برلين.
ونفت زعيمة الحزب أنها تريد فرض رقابة على حرية التعبير على الإنترنت. وجمعت عريضة تحمل عنوان "لا رقابة على آرائنا" نحو 60 ألف توقيع حتى اليوم الأربعاء. لكن ميركل ساندت خليفتها كرامب-كارينباور، التي تولت رئاسة الحزب من منها في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وقالت ميركل في بروكسل مساء أمس الثلاثاء: "كل شخص أعرفه في الحزب المسيحي الديمقراطي يدعم حرية التعبير كحق أساسي". وعندما سألها صحفيون عن تقارير تشير إلى أنها لديها شكوك في أن كرامب-كارنباور مناسبة لخلافتها في منصب المستشارية، قالت ميركل إن هذه تقارير "سخيفة"، رافضة الإدلاء بمزيد من التصريحات.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة