أظهر استطلاع نشر الجمعة أن الألمان أصبحوا أكثر تشكيكا في قدرة البلاد على استيعاب تدفق المهاجرين، في ظل أجواء مشحونة نتيجة لاعتداءات كولونيا وما تلا ذلك من جدل سيساسي واجتماعي حاد، فيما تتزايد الضغوط على المستشارة ميركل.
إعلان
وفقاً لاستطلاع نشرته القناة الألمانية الأولى ARD اليوم الجمعة (15 يناير/كانون الثاني 2016)، يشكك 51 بالمائة من الألمان في قدرة ألمانيا السيطرة على أزمة اللاجئين الراهنة، بينما دافع 44 بالمائة عن سياسة المستشارة الألمانية ودعموا رأيها بقدرة بلادهم التعامل مع الأزمة.
وأكد هذا الاستبيان الذي شارك فيه 500 مائة مواطن، على تغير المزاج العام اتجاه اللاجئين عقب أحداث كولونيا، ومقارنة بأكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تكن نسبة هؤلاء تتجاوز 48 بالمائة.
وأوضح الاستطلاع أن الألمان مازالوا منقسمين فيما يتعلق بموقفهم اتجاه اللاجئين، حيث أعرب 48 بالمائة من الألمان عن تخوفاتهم منهم، فيما قال 50 بالمائة عكس ذلك،بينما اعتبر 45 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أن اللاجئين إثراء للحياة في ألمانيا. وجرى الاستطلاع عبر الهاتف يومي 12 و13 كانون الثاني/ يناير الجاري.
ويرى المراقبون أن أحداث كولونيا أثرت سلبا على صورة اللاجئين في ألمانيا. فقد تعرضت مئات النساء في ليلة رأس السنة إلى التحرش والسرقة على أيدي مجموعة من الرجال غالبيتهم من أصول أجنبية. ووفق شهادات الضحايا فإن "الجناة ينحدرون من دول عربية وشمال إفريقية". وهو ما أكدته شرطة كولونيا، حين أعلنت أن أكثر من نصف المتهمين الخاضعين للتحقيقات هم من دول مغاربية. وبلغ عدد الشكاوى الجنائية المتعلقة بهذه الأحداث 652 شكوى بحلول الخميس، بينها 331 حالة اعتداء جنسي، بحسب الادعاء العام في المدينة.
وأشعلت هذه القضية التوترات في ألمانيا التي استقبلت نحو 1.1 مليون طالب لجوء العام الماضي، غالبيتهم من سوريا وأفغانستان والعراق، ووضعت ضغوطا على ميركل، التي تبنت موقفا إيجابيا تجاه استقبال اللاجئين الفارين من الحروب.
س.ك/و.ب (أ.ف.ب، DW)
#gallery#
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.