استطلاع: حزب الخضر قد يرأس الحكومة المقبلة في ألمانيا
٩ مايو ٢٠٢١
في أحدث استطلاعاته بخصوص الانتخابات البرلمانية الألمانية المقبلة أشار مركز استطلاع الرأي (ARD- Deutschlandtrend) إلى أن هناك تغييرا كبيرا في توجه الناخبين عقب تسمية حزب الخضر رئيسته كمرشحه للمنافسة على منصب المستشارية.
إعلان
كشف استطلاع للرأي عن أن "التحالف الكبير" الحاكم في ألمانيا والمتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يحظى بالدعم الكافي من غالبية الناخبين.
وأكد هذا الاستطلاع على غرار استطلاعات رأي سابقة أن حزب الحضر يأتي في المركز الأول بنسبة 26 بالمائة فيما يواصل الحزب المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي فقدان الدعم، إذ انخفض إلى نسبة 23 بالمائة، فيما بلغ الحزب الاشتراكي الديمقراطي نسبة 14 بالمائة فقط.
مرشحة الخضر في تقدم
ويمكن الربط بين الموقع الجديد حيال استطلاعات الرأي بالسياسيين أنفسهم: فإذا كان بالإمكان أن يحدد الناخبون الألمان مباشرة من سيخلف أنغيلا ميركل في منصب المستشارية في سبتمبر / أيلول المقبل، فإن 28 بالمائة من الأصوات ستذهب إلى مرشحة الخضر أنالينا بيربوك.
وتراجع مرشح التحالف المحافظ، أرمين لاشيت إذ بلغ نسبة 21 بالمائة. وحتى بين ناخبين الحزب المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فإن نصفهم فقط هم من قالوا إنهم سيصوتون لصالح لاشيت.
أما مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس الذي يتولى منصب وزير المالية ونائب ميركل حاليا، فقد حصل على دعم تجاوز 21 بالمائة من كافة المشاركين في الاستطلاع.
وفي تقييم لإنجازها السياسي، فإن بيربوك قد تقدمت 14 نقطة مئوية خلال الشهر الماضي لتضيق التنافس مع شولتس. وفي المقابل، لا يبدو أن مرشح التحالف المحافظ أرمين لاشيت يحقق شعبية منذ تسميته مرشحا لمنصب المستشارية من قبل الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري.
فبلوغ لاشيت نسبة 24 بالمائة، تعني أنه لا يزال في مستوى التصنيف الذي كان عليه قبل شهر وهذا أقل من نسبة الدعم التي حصل عليها هذا التحالف في الانتخابات الأخيرة عام 2017 والتي بلغت أنذاك 32.9 بالمائة.
سياسة الحكومة في محاربة وباء فيروس كورونا، لاتزال القضية الرئيسية في أذهان الناخبين في الوقت الحالي. ورغم أن ألمانيا تواجه حاليا الموجة الثالثة من الوباء إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية على ضعفها في الأيام الأخيرة.
ففي عام 2020 وعقب أسلوب إدارة الحكومة للوباء في بدايته، ارتفعت ثقة الناخبين لكن تغير هذا الأمر بسرعة بعد عام بسبب الشكوك المتزايدة حيال إدارة الأزمة والتباطؤ في البدء في حملات تطعيم ضد الفيروس.
وخلص استطلاع الرأي التابع لمركز (ARD-Deutchlandtrend) في أحدث نتائجه إلى أن ستة من كل عشرة من المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن عدم رضاهم، فيما قال الثلث إنهم غير سعداء بأسلوب الحكومة في إدارة أزمة كورونا. أما أنصار "الحزب الديمقراطي الحر المؤيدين للأعمال التجارية" (74 بالمائة) وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني (91 بالمائة) فكانوا أكثر الأصوات المنتقدة للحكومة.
وبسؤال المشاركين عن ما إذا كانوا راضين حيال الإجراءات التي اتخذت لمحاربة وباء كورونا، قال 40 بالمائة إن القواعد مناسبة، فيما يعتقد 26 بالمائة أن الإجراءات لم تكن بالقدر الكافي. أما 30 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع فقالوا إن الاجراءات ذهبت أبعد مما كان ينبغي.
دعم لحملات التطعيم
وتخطط ألمانيا لتخفيف القيود المفروضة لمكافحة وباء كورونا بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا أو من تعافوا من الفيروس في الأشهر الستة الماضية، ما يعني أن حظر التجول الليلي وقواعد التباعد لن تسري عليهم، وكذلك الاختبار الإلزامي قبل الذهاب إلى المتاجر غير الأساسية أو مصففي الشعر لن تكون ملزمة.
ووفقا لنتائج استطلاع الرأي، فإن أراء الناس في ألمانيا مازالت منقسمة. فهناك من يعتقد أن القيود يجب أن تخفف فقط عندما تتيح الفرصة أكثر للناس كي يتم تطعيمهم. ولحد الآن تلقى قرابة 30 بالمائة من سكان ألمانيا الجرعة الأولى من التطعيم في حين بلغت نسبة من تلقوا الجرعة الثانية أيضا حوالي نحو 9 بالمائة.
وبشكل عام، فإن 55 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن تخفيف القيود على من تلقوا التطعيم أو تعافوا من المرض خطوة في الطريق الصحيح.
وسجل استطلاع الرأي زيادة ملحوظة في الاستعداد للحصول على التطعيم . ففي فبراير، فبينما كانت نسبة الناس المستعدين للحصول على تطعيم تبلغ 60 بالمائة فإن هذه النسبة وصلت حاليا إلى 75 بالمائة. وأشار استطلاع الراي إلى أن الرغبة في التطعيم تزداد مع التقدم في العمر.
يذكر أن استطلاع (ARD-Deutschlandtrend) قد جرى عن طريق مؤسسة Infratest-Dimap بين الثالث والخامس من مايو / آيار وشمل حوالي 1351 شخصا في ألمانيا.
كاي أليكسندر شولتز/ ع.م
15 عاماً على دفة القيادة ـ محطات في مسيرة المستشارة ميركل
كأول امرأة في تاريخ بلادها تشغل أنغيلا ميركل منصب مستشارة ألمانيا منذ عام 2005. قادت أربع حكومات، وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية وجدارة أبهرت العالم، وهي اليوم أشهر قادة العالم. محطات في مسيرة ميركل السياسية.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
قرب الوداع
أعلنت ميركل قبل عامين عن عدم رغبتها الترشح لولاية خامسة في انتخابات خريف عام 2021، لكنها حتى ذلك الحين تريد البقاء في المنصب. في حالة استمرارها في المنصب، كانت ميركل ستقترب من الحكم لما يقرب من 16 عاماً وبمدة أقصر بقليل من هيلموت كول، صاحب الرقم القياسي السابق في المستشارية.