استطلاع: غالبية الألمان تؤيد تحدث مستشارهم شولتس مع بوتين
١١ أكتوبر ٢٠٢٤
قبيل وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى برلين للمرة الثالثة خلال خمسة أسابيع، كشف استطلاع للرأي أن أغلبية واضحة من الألمان ترغب في أن يستأنف مستشارهم أولاف شولتس الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إعلان
أظهر استطلاع أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن 59% من الألمان يؤيدون أن يتحدث المستشار اولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف، بينما عارض ذلك 26% فقط ممن شملهم الاستطلاع، في حين لم يقدم 15% إجابة. وفي شرق ألمانيا دعم 68% من الألمان مثل هذه الخطوة، بينما عارضها 19%.
ويسعى شولتس منذ عدة أسابيع إلى عقد مؤتمر جديد من أجل السلام في أوكرانيا بمشاركة روسيا. ولم تتم دعوة بوتين لحضور قمة السلام الأولى التي انعقدت في سويسرا في حزيران/يونيو الماضي.
ومن المقرر أن يلتقي شولتس اليوم الجمعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين للمرة الثالثة خلال خمسة أسابيع. ومن المرجح أن تتركز المحادثات حول مساعي إيجاد حل سلمي للحرب التي بدأتها روسيا في شباط/ فبراير 2022. ومن المرجح أن يتحدث الزعيمان أيضا عن مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
وكانت آخر مرة تحدث فيها شولتس وبوتين عبر الهاتف في 2 كانون الأول/ديسمبر 2022، لكن المستشار الألماني أوضح مراراً أنه يمكنه تصور التحدث مع بوتين مرة أخرى.
وهناك تكهنات بإمكانية إجراء مكالمة هاتفية قبل قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو يومي 18 و19 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وسوف تشارك روسيا في ذلك الاجتماع، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان بوتين نفسه سيحضر.
أوكران باقون للحصاد من حقولهم رغم الحرب لآخر لحظة
04:39
وأشار الاستطلاع إلى انقسام بين الألمان حول مسألة ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا أن تتخلى عن جزء من أراضيها من أجل السلام مع روسيا، حيث قال حوالي 39% من الألمان إنه لا ينبغي أن تتخلى أوكرانيا عن شبر واحد من أراضيها، بينما رأى 22% آخرون أنه يجب على أوكرانيا أن تتخلى عن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني قبل عشرة أعوام.
ويرى 23% آخرون أن تخلي كييف عن الأراضي لا يجب أن يقتصر فقط على شبه جزيرة القرم، بل أيضاً عن الأراضي التي احتلتها روسيا منذ غزوها الشامل قبل أكثر من عامين. ويؤيد إجمالاً 45% من المشاركين في الاستطلاع التنازل عن الأراضي.
وأشار الاستطلاع أيضاً إلى انقسام بين الألمان حول مسألة ما إذا كان ينبغي السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى في ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، حيث أيد ذلك 42%، بينما عارضه 43% آخرون.
ولطالما دعا زيلينسكي حلفاءه الغربيين بالسماح له بذلك، قائلاً إنه بدون هذا فإن الأمر يشبه محاولة القتال بأيدي مقيدة.
وفي المقابل يتشكك شولتس إزاء هذا الأمر. وعلى عكس الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لم تقم ألمانيا حتى الآن بتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى. ولا يزال شولتس معترضا على تزويد كييف بصارويخ كروز من طراز "تاوروس"، التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، حيث يخشى أن يؤدي ذلك إلى جر ألمانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحرب.
خ.س/ ع.خ (د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.