استطلاع: غالبية الألمان ترى أن حالة ميركل الصحية شأن شخصي
١٣ يوليو ٢٠١٩
أكدت غالبية الألمان أن الحالة الصحية لمستشارتهم شأن شخصي لا يجب عليها الإفصاح عنه علنيا. وفيما تؤكد ميركل بأنها بصحة جيدة، تجنب إعلام حزبها الحديث عن حالتها لكن مصادر حزبية تحدثت عن جدل بشأن موعد تسليمها السلطة.
إعلان
أظهر الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه اليوم السبت (13 يوليو/تموز)، أن 59% من الألمان أعربوا عن معارضتهم لأن تدلي المستشارة أنغيلا ميركل بمعلومات علنية مفصلة عن حالتها الصحية، معتبرين ذلك شأنا شخصيا للمستشارة.
وفي المقابل، طالب 34%من الألمان ميركل بالإفصاح عن سبب إصابتها بهذه النوبات، بينما لم تحدد نسبة 7% موقفها من الأمر.
أجرى الاستطلاع معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي، بتكليف من صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية. وشمل الاستطلاع 4495 شخصا.
وحتى الحزب الذي قادته ميركل حتى كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الاتحاد الديموقراطي المسيحي، يبدو أن تناول مسألة نوبات الارتجاف يمثل "موضوعاً محرّماً"، وفق ما افترضت صحيفة "بيلد" الأكثر قراءة في ألمانيا، والتي وصفت نوبات الارتجاف بـ"الغامضة".
إظهار الضعف ممنوع على الزعماء والرؤساء؟
المستشارة ميركل ترتعش والعالم قلق، فهل المستشارة مريضة؟ وإلى حد الآن لا توجد إلا تكهنات ولا معلومات تسربت لوسائل الاعلام. هذا ملف صور يستذكر سير ساسة أداروا دفة الحكم رغم المرض.
صورة من: Imago Images/M.Popow
ممارسة الحكم انطلاقا من السرير
سبق وأن حصل في عام 2014 أن اختفت أنغيلا ميركل عن الأنظار بعد حادثة تزحلق على الجليد في سويسرا. والتشخيص كان كسر غير مكتمل في الحوض. والمستشارة كانت تشعر بآلام قوية وكانت مجبرة على "الاسترخاء على السرير" طوال أسابيع، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة. لكن رغم الإصابة واصلت ميركل إدارة الحكم. ومن أجل حضور جلسات حكومية كانت تأتي إلى المستشارية مستعينة بعكاز، كما كشف المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Reuters
لا لإظهار الضعف
تسببت البروستات في متاعب للمستشار الألماني الراحل هلموت كول في عام 1989. وحصل ذلك في فترة غير مواتية للغاية: فخلال مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي كان منافس داخلي يعد لانقلاب ضد كول. ومن أجل عدم إظهار أي ضعف، أخفى كول المرض وحضر إلى المؤتمر وفرض نفسه. وبعدها أخضع نفسه لعملية جراحية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Jung
"مئات المرات فاقدا للوعي"
"لم أكن أبدا معافا بشكل تام"، هذا ما اعترف به المستشار الراحل هلموت شميت في عام 2014. وخلال فترة حكمه واجه دوما مشاكل صحية. لكنه وموظفيه حافظوا على سرية هذا الأمر، رعم أن موظفيه عثروا عليه مرارا فاقدا للوعي داخل مكتبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
سر الدولة السرطان
الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران (الصورة) كان مريضاً ولكن لم يعلن مرضه. ومنذ توليه السلطة تنبأ الأطباء بأنه سيعيش ثلاث سنوات فحسب، لكنها امتدت إلى 15 سنة. وبعد اعتزاله منصبه توفي بسبب سرطان البروستات. كما توفي رئيس فرنسا الراحل جورج بومبيدو بشكل مفاجئ بالنسبة للناس في عام 1974، لكن الوفاة لم تكن مفاجئة، فقد كان يعاني من السرطان وأخفى ذلك طوال سنوات.
صورة من: Imago
حملة انتخابية مريضة
في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن للمرض أن يؤثر على مصير الانتخابات. وأثناء السباق من أجل دخول البيت الأبيض بين الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، تسبب شريط فيدويو في متاعب لوزيرة الخارجية السابقة، حيث ظهرت هيلاري كلينتون متعبة لاتكاد تطيق الوقوف على رجليها. وتحدث طبيب كلينتون عن التهاب في الرئة. وركز المنافس ترامب على صحته الجيدة مقارنة بصحة منافسته.
صورة من: Reuters/C. Barria
رئيس دولة تحت أثر المهدئات
جون اف. كندي كان يملك جسدا واهناً. ولم يكن يظن أحد أن الرئيس الشاب الراحل كان مجبرا في بعض الأوقات على تناول ثمانية أدوية مختلفة في اليوم الواحد. كندي كان يعاني من فقر الدم الوبيل. وبدون العناية الطبية يكون هذا المرض مميتا. ونجا كندي عدة مرات من الهلاك، كما ذكرت دوائر مقربة. وكل هذا ظل طي الكتمان ضمن أقصى درجات السرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الرئيس على كرسي متحرك
السياسيون يعملون على مستوى العالم على كتمان مرضهم. لكن لا أحد نجح في تلك المهمة مثل الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت. قبل توليه الرئاسة في 1933، كان جليس الكرسي المتحرك منذ عشر سنوات. ولم يكن ناخبوه يعرفون شيئا عن ذلك. وإلى يومنا هذا لا يُعرف المرض الذي كان يعاني منه. ولا توجد إلا ثلاث صور تُظهر روزفيلت وهو يجلس على كرسي متحرك. والأمة كانت مصدومة عندما توفي "فجأة" في 1945.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
حياة جديدة قبل الموت
الاصابة بسرطان الكلية غيًر حياة الرئيس الراحل لسلوفينيا يانيش درنوفشيك بشكل سريع. فالسياسي الظاهر في الصورة والذي ظل بشكل متواصل من 1992 حتى 2002 رئيسا للوزراء وبعدها رئيسا للبلاد تقهقر. وقلما ظهر بعدها للعلن وغير السكن من فيلا إلى كوخ في الجبال وكان يتغذى على النباتات واهتم بالبوذية. وفي 2008 توفي بسبب مرضه. باتريك غروس/ م.ا.م
صورة من: Getty Images/AFP/H. Polan
8 صورة1 | 8
لكن مصادر رفيعة في الحزب قالت إن نوبات الارتعاش التي أصابت ميركل خلال مناسبات عامة أذكت الجدل بين بعض أعضاء الحزب بشأن ما إذا كان عليها أن تسلم السلطة في موعد قبل التاريخ المقرر في 2021. في هذا السياق قال عضو في اللجنة التنفيذية للحزب "الارتعاشات تشعل النقاش الداخلي في الحزب بشأن إمكانية صمود الجدول الزمني المتفق عليه بين ميركل... وكرامب-كارنباور المتعلق بعدم تسليم السلطة قبل 2021"، وفق ما نقلت وكالة رويترز. لكن مصادر في معسكر المحافظين قالت إنها لا هي خليفتها في رئاسة الحزب ، تريدان تغيير هذا الجدول الزمني. وفي حالة تنحي ميركل مبكرا فإن هذه الخطوة ستؤدي على الأرجح لإجراء انتخابات جديدة.
يُذكر أن ميركل عانت من عدة نوبات ارتجاف علانية خلال استقبالها رؤساء حكومات على مدار الأسابيع الماضية. وكانت تظهر هذه النوبات خلال وقوفها تحية للسلام الوطني. وكانت آخر نوبة ارتجاف للمستشارة يوم الأربعاء الماضي، أثناء استقبالها رئيس الوزراء الفنلندي أنتي رينه بمراسم عسكرية. وأكدت ميركل بعد ذلك أن حالتها الصحية جيدة، وقالت: "لا ينبغي الشعور بقلق".