أظهرت استطلاع للرأي أن غالبية المواطنين الألمان ضد السماح للاجئين بلمّ شمل أسرهم. ولم يؤيد إلا 23 بالمئة من الألمان للأمر. وحسب الاستطلاع ينظر أغلبية مؤيدي "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" للأمر بعين ناقدة.
إعلان
أظهرت استطلاع للرأي أن غالبية المواطنين الألمان ضد السماح للاجئين بلمّ شمل أسرهم إلى ألمانيا. ولم يؤيد إلا 23 بالمئة من الألمان للأمر.
هذا ما كشفت عنه مجلة "فيرتشافت فوخه" الألمانية استناداً إلى استطلاع للرأي أجراه معهد أخصائي. وحسب الاستطلاع ينظر أغلبية مؤيدي "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" للأمر بعين ناقدة. وبشكل عام يرى 55 ممن شملهم الاستطلاع أن لم شمل عائلات اللاجئين كـ"مخاطرة".
والجدير ذكره أن لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على "الحماية الثانوية" معلّق من آذار/مارس 2016 حتى آذار/مارس 2018.
وكان لمّ شمل هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل "التحالف المسيحي"(الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الحزب المسيحي الاجتماعي) و"حزب الخضر" و"الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) في التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة. وبعدها شرع التحالف المسيحي في مباحثات لتشكيل حكومة مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي".
خ.س/ح.ع.ح (رويترز)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)