أعرب أكثر من نصف الألمان عن اعتقادهم بأنهم لن يفتقدوا أنغيلا ميركل كمستشارة، وكانت أكبر نسبة للذين سيفتقدونها من أنصار التحالف المسيحي، الذي تقوده. وفي المقابل، بلغت أقل نسبة بين أنصار حزب "البديل" اليميني الشعبوي.
إعلان
أعرب أكثر من نصف الألمان عن اعتقادهم بأنهم لن يفتقدوا أنغيلا ميركل كمستشارة، والتي من المقرر أن تنتهي مهام عملها بعد الانتخابات التشريعية.
وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية، أجاب 52% من الألمان على سؤال: "هل ستفتقد أنغيلا ميركل بعد انتهاء فترة ولايتها كمستشارة؟" بـ"لا، مطلقا" أو "لا على الأحرى".
وفي المقابل، ذكر 38% من الألمان أنهم يتوقعون أن يفتقدوا ميركل كمستشارة، فيما لم يحدد 10% موقفهم.
وبحسب الاستطلاع، كانت أكبر نسبة للذين يقولون إنهم سيفتقدون ميركل بين أنصار التحالف المسيحي، حيث بلغت 63%. وفي المقابل، بلغت نسبة من قالوا ذلك بين أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي 2% فقط.
ولم تترشح ميركل لخوض الانتخابات العامة المقررة غداً الأحد بعد 16 عاماً قضتها في المستشارية، وستنسحب من الحياة السياسية.
إرث كبير
من جانبها علقت صحيفة "تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت على قرب نهاية حقبة ميركل. واستهلت الصحيفة تعليقها قائلة إن " أفضل ما يمكن قوله عن أسلوب ميركل في الحكم هو أنها ساعدت في قيادة أوروبا عبر سلسلة من الأزمات، ولاسيما من خلال إسهامها على نحو أساسي في إعداد سلسلة من حزم الإنقاذ خلال القمم الليلية (للاتحاد الأوروبي)".
وأضافت الصحيفة أن ميركل " رغم كل نقاط ضعفها، ستترك مهام منصبها بعد 16 عاماً وهي تتمتع بمعدل قبول يحسدها عليه أي رئيس حكومة في العالم، وسيفتقد الكثيرون براجماتيتها العقلانية، العنيدة، وخاصة لدى اندلاع أقرب أزمة".
ورأت الصحيفة " أن أكبر إرث ستتركه ميركل هو أنها قادت صعود ألمانيا بعد إعادة توحيد شطريها لتتحول إلى سيادة بلا منازع في أوروبا"، لكن الصحيفة نوهت في الوقت نفسه إلى أن " شركاء ألمانيا في أنحاء العالم كانوا يتمنون قيادة ألمانية أقوى (للعالم)".
واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة :" للأسف ليست هناك مؤشرات على أن خليفتها سيفعل ذلك".
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)
وداعا ميركل.. 16 عاما في صدارة أغلفة المجلات
توشك حقبة المستشارة أنغيلا ميركل أن تنتهي. خلالها تصدرت ميركل أغلفة المجلات في العالم مدحا بتشبيهها بأيقونة العمل الإنساني الأم تيريزا أو انتقادا بدعوى هيمنتها وتسلطها بمقارنتها بـ "هتلر". فما هي أبرز أغلفة تلك المجلات؟
صورة من: Adrian Bradshaw/dpa/picture alliance
علامة اليورو ..ضربة بالسوط أو بالحديد؟
في خضم أزمة اليورو، قامت مجلة "لا جيفيس" الإسبانية الساخرة عام 2011 بتركيب صورة لميركل تظهرها كشخصية متسلطة، إذ رغبت المجلة بهذه الصورة في تسليط الضوء على الشروط الصارمة التي بموجبها ستمنح ميركل مساعدات مالية لإسبانيا التي كانت تواجه أزمة خانقة في حينه. ذات مرة سألت ميركل رئيس الحكومة الإسبانية (الأسبق) ماريانو راخوي هل كانت علامة اليورو ضربة بالسوط أم بالحديد؟ فأجابها بنبرة تذمر"الأمر يعتمد".
صورة من: el jueves
"هتلر المتقشف"
خلال أزمة اليورو، عانت اليونان بدورها من أزمة ديون خانقة ما فرض عليها الاقتراض بشكل كبير لإبقاء اقتصادها على قيد الحياة لكنها لم تستطع سداد الديون الضخمة في بادي الأمر. إبانها تعهدت ميركل بتقديم مساعدات كبيرة لليونان شريطة تبني إجراءات تقشفية قاسية. إثر ذلك تعرضت ميركل لانتقادات من صحف يونانية، حيث قارنت صحيفة "ديمقراطية" في عددها بتاريخ 9 من فبراير/ شباط عام 2012 الأمر بحقبة الاحتلال والنازية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
ميركل .."سجينة في معسكر اعتقال"
في عام 2013، عمدت مجلة "أوزام رزي" اليمينية في بولندا إلى إبراز وجه آخر للعلاقة بين ميركل و"النظام النازي"، عندما صورت على غلافها ميركل كأنها سجينة في معسكر اعتقال. وكانت الصورة تشير إلى سلسلة "أمهاتنا وآباؤنا" الوثائقية من إنتاج القناة الألمانية الثانية (ZDF). وكانت الصورة تنطوي على اتهام لألمانيا بتشويه تاريخ الحرب خاصة بطريقة تصويرها لما عُرف بـ "جيش الوطن البولندي" في ذاك الوقت.
صورة من: BARTLOMIEJ ZBOROWSKI/dpa/picture alliance
وجه البوكر في بكين
لطالما تم تصوير ميركل باعتبارها زعيمة فولاذية حازمة وعنيدة. وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2011 عنونت مجلة صينية غلافها بعبارة "وجه البوكر" مع صورة لميركل بملامح وجهها الباردة التي تخلو من أى إنفعالات. وصدر هذا العدد قبل زيارة ميركل الرسمية إلى الصين حيث أجرت مباحثات مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو تركزت حول دور بكين في المساعدة على تعزيز الاستقرار في منطقة اليورو.
صورة من: Adrian Bradshaw/dpa/picture alliance
المدمر
نشرت مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية في يونيو / حزيران 2012 هذه الصورة لميركل لتوحي كيف تحولت من مفاوض شرس إلى قاتل سياسي في انتقاد من المجلة لسياسات ميركل التقشفية إذ زعمت المجلة أن هذا الأسلوب التقشفي في حينه سيدفع أوروبا صوب كساد جديد. وصورت المجلة ميركل في شخصية القاتل الآلي أو "المدمر" المستوحاة من فنتازيا هوليود فيما ذهبت قصة الغلاف إلى القول بأن ميركل كانت "أخطر زعيم ألماني" منذ أدولف هتلر.
صورة من: dpa/picture alliance
الأم تريزا - ماما ميركل
خلال أزمة الهجرة عام 2015، صدر غلاف مجلة "دير شبيغل" يحمل صورة ميركل وكأنها الأم تريزا وعنونت"ماما ميركل". فعقب رفض المجر استقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب وسط شبح أزمة إنسانية كارثية عند حدود أوروبا، قررت ميركل السماح لطالبي اللجوء بالدخول إلى ألمانيا وأطلقت مقولتها الشهيرة "نستطيع إنجاز ذلك" للتأكيد على قدرة ألمانيا تجاوز أزمة اللاجئين لتصبح فيما بعد عبارة تاريخية للتعبير عن الإنسانية.
صورة من: SPIEGEL
مستشارة العالم الحر
في عام 2015، منحت مجلة تايم الأمريكية ميركل لقب "شخصية العام" إذ اعتبرتها "مستشارة العالم الحر". وأشادت المجلة بميركل لإظهارها "الرحمة كسلاح" عقب قرارها بفتح حدود ألمانيا أمام اللاجئين. وقال الفنان الأيرلندي كولين ديفيدسون الذي رسم الصورة، إنه كان يرمي من وراء هذا العمل الفني تسليط الضوء على جزء قليل مما أظهرته ميركل من "كرامة وتعاطف وإنسانية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
"السيطرة على بولندا"
لم تجد إشادة العالم بميركل صدى في الإعلام البولندي الذي عارض سياسة الباب المفتوح التي أعلنتها ميركل في 2015 بشأن الهجرة. وفي ردها قارنت مجلة Wprost الأسبوعية البولندية ميركل مرة أخرى بـ "هتلر" وكتبت عبارة "إنهم يرغبون في السيطرة على بولندا مجددا". المجلة عمدت إلى إظهار ميركل محاطة بمسؤولي الاتحاد الأوروبي مثل رئيس المفوضية السابق جان كلود يونكر في تلميح لصورة هتلر التاريخية مع حاشيته.
صورة من: Maciej Chmiel/dpa/picture alliance
نهاية الحقبة
وبعد 16 عام في السلطة أعلنت ميركل أنها ستنسحب مع نهاية حقبة حكمها التاريخية. ورغم تصدر صور قاسية غلاف بعض المجلات والصحف، إلا أن القليل كُتب عن قيادتها المتميزة لألمانيا في فترات صعبة. من بين ما كتب في الإشادة بقيادتها سيرة ذاتية كتبتها الصحافية الألمانية أورسولا فيدنفيلد وفيها عنوان فرعي: "صورة الحقبة". بعد انتخابات 26 سبتمبر / أيلول الجاري سيعرف من سيخلف ميركل.
إعداد: بيتينا بومان / م ع