استطلاع: غالبية الناخبين الألمان تعتبر حزب "البديل" متطرفا
٢١ يوليو ٢٠٢٣
أظهر استطلاع جديد للرأي أن 57 بالمئة من الألمان يرون أن "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، هو حزب يميني متطرف. فيما أظهر استطلاع آخر أن حزب الخضر بلغ أدنى مستوى له من التأييد منذ أكثر من خمس سنوات.
إعلان
أشار استطلاع للرأي أجراه معهد "يوجوف" البحثي لاستطلاعات الرأي نيابة عن وكالة الأنباء الألمانية إلى أن أكثر من نصف الناخبين الألمان، ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم ، يعتبرون حزب "البديل من أجل ألمانيا" يمينياً متطرفاً.
وبحسب الاستطلاع، فإن 57% يعتبرون مصطلح "اليمين المتطرف"، وصفاً مناسباً لحزب "البديل من أجل ألمانيا". ويعتبر 19% آخرين من الناخبين الحزب محافظاً. وقال 9% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يصنفون حزب "البديل من أجل ألمانيا" بأنه حزب وسطي، بينما وجد 8% أن أيا من هذه الأوصاف، لم تكن مناسبة، و7%، لم يعطوا رداً على السؤال.
وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور، وهو أحد أجهزة الاستخبارات في ألمانيا، قد صنف في آذار/مارس 2021 الحزب تحت شبهة الميني المتطرف.
من جانب آخر، يستمر مستوى التأييد لحزب الخضر الألماني، والذي هو جزء من الائتلاف الحكومي الحاكم حاليا، في التراجع، وذلك بعد استطلاع أظهر أن الحزب بلغ أدنى مستوى له من التأييد منذ أكثر من خمس سنوات.
وأظهر الاستطلاع الذي نشرته محطة "إيه أر دي" العامة اليوم الجمعة أنه إذا أجريت الانتخابات البرلمانية يوم الأحد، فإن حزب الخضر سيحصل على 13% فقط من الأصوات، أي أقل بنقطة مئوية واحدة مما كان عليه في الاستطلاع السابق قبل أسبوعين.
يشار إلى أن أكثر من خمس سنوات مرت منذ أن كان الدعم منخفضاً جداً للحزب الذي يتبنى قضايا حماية البيئة.
وجعلت خطة وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، والذي هو عضو بحزب الخضر، بشأن تبديلأنظمة التدفئة العاملة بالنفط والغاز غير الصديقة للبيئة بمضخات الحرارة وغيرها من التقنيات الصديقة للمناخ، العديد من الألمان في حالة توت، ويساورهم القلق بشأن تكاليف الاستبدال، على الرغم من أن الحكومة قالت إن أولئك الذين لديهم أنظمة تعمل لن يضطروا إلى استبدالها وأن الإعانات ستكون متاحة.
ارتفاع شعبية حزب البديل اليميني المتطرف في ألمانيا
03:25
ووفقا للاستطلاع سيحافظ حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي اليميني على نسبة 20% الحالية.
و سيحتفظ شركاء التحالف - الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي له المستشار الألماني أولاف شولتس - والحزب الديمقراطي الحر بمستويات تأييدهم التي تبلغ 18 % و7 % على التوالي إذا كانت هناك انتخابات اتحادية يوم الأحد.
كما أن مستوى تأييد حزب اليسار سيبقى عند 4 % من الأصوات وبالتالي لن يكون ممثلا في البوندستاغ (البرلمان). يشار إلى ألمانيا لديها حد أدنى يبلغ 5% من أجل التمثيل البرلماني.
وتجرى استطلاعات الرأي هذه بانتظام حول ما يسمى بـ"سؤال الأحد"، حيث يوجه للمستطلع رأيهم سؤال بِشأن الحزب الذي سيصوتون له إذا أجريت انتخابات يوم الأحد التالي.
خ.س/ع.ج.م (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)