كورونا قد تقسم المجتمع الألماني أكثر من أزمة اللاجئين
٦ يونيو ٢٠٢٠
يعتقد أكثر من نصف الألمان أن أزمة كورونا قد تتسبب في أقوى استقطاب يشهده المجتمع خلال السنوات العشر الماضية. يأتي ذلك فيما أعلن معهد روبرت كوخ اكتشاف 407 حالات إصابة جديدة بالفيروس، وسط تحذيرات رسمية من موجه وباء ثانية.
إعلان
أعرب غالبية الألمان في استطلاع للرأي عن اعتقادهم بأن جائحة كورونا قد تتسبب في انقسام المجتمع بصورة أقوى مما حدث إزاء أزمة اللاجئين.
وفي المقابل، ذكر نحو 27% من المشاركين أنهم لا يعتقدون ذلك، بينما لم تحسم نسبة 13% موقفها من الأمر.
أجرى الاستطلاع معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية. وشمل الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من 3 حتى 5 حزيران/يونيو الجاري، 5037 ألمانيا.
ارتفاع في عدد الإصابات
على جانب آخر، سجل معهد "روبرت كوخ" لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم السبت 407 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا خلال يوم واحد، استناداً إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 183 ألفا و678 حالة.
وذكر المعهد أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس بلغت حتى صباح اليوم 8646 حالة، بزيادة قدرها 33 وفاة مقارنة بأمس الجمعة.
وبحسب تقديرات المعهد، بلغ عدد المتعافين من الفيروس 168 ألفا و900 حالة، بزيادة قدرها نحو 400 حالة مقارنة بأمس.
ووفقاً لبيانات معهد "روبرت كوخ" أمس الجمعة، بلغ معدل الاستنساخ 68ر0، ما يعني أن كل عشرة مصابين قد ينقلون العدوى إلى نحو 5 أشخاص تقريبا في المتوسط.
وكان المعهد أكد من قبل أنه يتعين أن يكون معدل الاستنساخ أقل من 1 لضمان انحسار الوباء. ويعكس معدل الاستنساخ وضع انتشار المرض قبل أسبوع ونصف تقريبا.
دعوات للاستعداد لموجة كورونا جديدة
وفي سياق متصل، طالب رئيس مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية، جيورج ماير، بتوفير احتياطيات من المستلزمات الضرورية، مثل الملابس الواقية والأدوية، استعداداً لمواجهة موجة ثانية من جائحة كورونا بحلول الخريف المقبل.
وقال ماير، الذي يشغل منصب وزير الداخلية المحلي في ولاية تورينجن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في إرفورت: "يتعين توقع حدوث
انتشار جديد في الخريف، بسبب بقاء الأفراد في المعتاد داخل أماكن مغلقة، على سبيل المثال".
وذكر ماير أنه يتعين لذلك التأكد من توافر الاحتياطيات القومية، وذلك فيما يتعلق بمستلزمات الإمداد الأساسية وبالغة الأهمية للنظام الصحي، موضحا أن الأمر يتعلق بملابس الوقاية والمنتجات الطبية والأدوية، وقال: "اعتقد أن لدينا وقت الآن لتوفير مخزون الموارد اللازمة".
ع.ح./ع.ج.م. (د ب ا)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.