أظهر استطلاع للرأي أن حوالي ربع الألمان يرغبون في عودة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل إلى منصب المستشارة. هذه الرغبة كانت واضحة لدى فئة عمرية معينة.
ربع الألمان يرغبون في عودة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل إلى منصب المستشارة بحسب استطلاع للرأيصورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
إعلان
بعد مرور نحو أربع سنوات على مغادرتها منصب المستشارة، لا تزال أنغيلا ميركل تحظى بشعبية لافتة في أوساط الألمان. فقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "Civey" لصالح مجموعة صحف "المجموعة الإعلامية فونكه"، أن واحدًا من كل أربعة مواطنين يتمنى عودة ميركل إلى قيادة البلاد.
وبحسب الاستطلاع الذي نشرته عدة وسائل إعلام ألمانية، تظهر هذه الرغبة بشكل خاص بين مؤيدي حزب الخضر و اليسار، وبين الشباب وسكان المدن. وقد أجاب على السؤال الذي طرح في استطلاع الرأي "هل تفتقد أنغيلا ميركل كمستشارة؟"، أجاب 25 بالمائة من المشاركين بـ"نعم" أو "نعم إلى حد ما"، بينما قال 68 بالمائة "لا" أو "لا إلى حد ما".
جذير بالذكر أن الاستطلاع أجري عبر الإنترنت في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، وشمل نحو 5000 شخص من عمر 18 عامًا فما فوق. وبحسب معهد "سيفي"، فإن نتائج الاستطلاع تُعد ممثلة للرأي العام الألماني.
انتقادات من داخل الحزب المسيحي الديموقراطي
من ناحيته وجه رئيس اتحاد الشباب في الحزب المسيحي الديموقراطي، يوهانس فينكل، مؤخرا انتقادات إلى ميركل بسبب ما وصفه "كثرة تصريحاتها العلنية" وقال في تصريح لمجلة "دير شبيغل" إنه "من غير المعتاد أن تتدخل بهذا القدر في السياسة اليومية." وأضاف أن العديد من أعضاء الحزب يشعرون "بالانزعاج" من ذلك.
وكانت العلاقة بين ميركل والمستشار الألماني فريدريش ميرتس تتسم بالصعوبة، حيث وجهت له انتقادات علنية عدة، سواء عندما كان زعيما للمعارضة أو بعد توليه منصب المستشار. ومن بين تلك الانتقادات وصفها لقرار الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي بتمرير قرار متعلق بالهجرة في البرلمان بدعم من أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه "خاطئ".
لكن ميركل أثنت مؤخرا على ميرتس، تحديدا على سياسته الخارجية في الأشهر الأولى من ولايته. وقالت ميركل في تصريحات لمدونة صوتية لمجلة "دير شبيغل" الألمانية: "بصفتي مواطنة، أرى أن ما فعله فريدريش ميرتس جيد في المقام الأول... بصراحة، من المريح أن تعود ألمانيا لتبرز في أوروبا والعالم بجاذبية وصوت".
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.