استطلاع للرأي: غالبية الألمان مع وقف تجنيس السوريين
خالد سلامة د ب أ
١٣ نوفمبر ٢٠٢٥
كشف استطلاع للرأي، أجري بتكليف من صحيفة "بيلد" رفض غالبية الألمان لتجنيس المزيد من اللاجئين السوريين وعدم منح مكافأة نقدية للعودة الطوعية. بينما تحدث وزير الداخلية عن وجوب توفير فرص مستقبلية في ألمانيا للمندمجين جيدا.
عادت قضية اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى الواجهة بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل حوالي عامصورة من: Andreas Arnold/dpa/picture alliance
إعلان
كشف استطلاع للرأي أجراه معهد INSA-Consulere "إنسا كونولير" بتكليف من صحيفة "بيلد" اليمينية الشعبية أن 64% من الألمان يؤيدون تعليق تجنيس السوريين لحثهم على العودة إلى بلدهم، دون منحهم أي مكافأة مادية على العودة الطوعية.
وحسب النتائج لا يعارض سوى 16% من المستطلعة آراؤهم تجميد التجنيس، وأظهر 8% عدم ميل للتأييد أو المعارضة، في حين امتنع 12% عن الإجابة.
وجاء أكثر المؤيدين لتعليق تجنيس السوريين من صفوف ناخبي حزب "البديل" الألماني، حيث أيد 85% منهم الفكرة، بينما كان أقل المؤيدين هم ناخبو حزب الخضر، فقد أيد 46% منهم تعليق تجنيس السوريين.
وفيما يخص إعادة إعمار سوريا يعتقد 48% إلى 52 % من الألمان أن المهمة يجب أن يقوم بها السوريون أنفسهم في المقام الأول، بينما يرى 36% أن المسؤولية يجب أن يتقاسمها السوريون والداعمون الدوليون، بينما يرى 6% فقط أن تلك المسألة مهمة الداعمين الخارجيين.
الجدير بالذكر أن المعهد الذي أجرى الاستطلاع متهم بأنه قريب من دوائر حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي والمعادي للمهاجرين.
وزير الداخلية الألماني: عازمون على المضي في تنفيذ عمليات الترحيل
وفيما يخص السوريين أيضا، قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت إن السوريين الذين اندمجوا جيداً في المجتمع الألماني يجب أن تكون لديهم فرصة لحياة مستقبلية في ألمانيا. وفي تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، قال الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري: "من يندمج ويعمل، له أفق للبقاء، أما من لا يندمج ولا يعمل، فالأفق المتاح لديه يتمثل في العودة إلى سوريا".
ويكون الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري مع شقيقه الأكبر المسيحي الديمقراطي، الذي يترأسه المستشار فريدريش ميرتس، ما يعرف بالاتحاد المسيحي، وهو الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا الذي يضم أيضاً الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وفي الوقت نفسه، أكد دوبرينت عزمه على المضي في تنفيذ عمليات الترحيل إلى سوريا، مشيراً إلى أن هناك محادثات بهذا الشأن جارية، وأردف: "بمجرد التوصل إلى اتفاق، سنقوم بترحيل مرتكبي الجرائم والخطرين".
ويواصل المستشار ميرتس الضغط من أجل سرعة استئناف عمليات الترحيل إلى سوريا.
وكان وزير الخارجية يوهان فاديفول، المنتمي إلى "حزب ميرتس" المسيحي الديمقراطي، قد أثار مؤخراً جدلاً داخل الاتحاد المسيحي بتصريحات أدلى بها أثناء زيارته لإحدى الضواحي المدمرة في العاصمة السورية دمشق، حيث أعرب عن شكوكه في إمكانية عودة عدد كبير من اللاجئين طوعاً في المدى القريب نظرا لحجم الدمار هناك. وأضاف فاديفول أنه "من الممكن بالطبع التعامل مع الحالات النادرة جداً الخاصة بمرتكبي الجرائم الخطيرة من خلال إعادتهم إلى سوريا".
تحرير:
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.