نحو 40% من الألمان غير راضيين عن الأداء الديمقراطي في بلادهم
١٨ يناير ٢٠٢٥
لماذا سجل الشرق الألماني أعلى نسبة عدم رضا عن أداء الديمقراطية في بلادهم بنسبة استياء بلغت 56% مقارنةً بـ 36% في غربها؟ ولكن كيف يرى معظم الألمان فكرة الديمقراطية بحد ذاتها وكذلك قضايا الهجرة والمناخ والتعايش السلمي؟
إعلان
أظهر استطلاع حديث للرأي أن هناك استياء كبيرا من أداء الديمقراطية في ألمانيا، وخاصة في الجزء الشرقي من البلاد. وأعرب ما يقرب من 40% من المشاركين في الاستطلاع على مستوى ألمانيا عن استيائهم من أداء الديمقراطية، وارتفعت النسبة إلى 53% في شرق ألمانيا، بحسب "مؤشر ألمانيا"، الذي تصدره جامعتا ينا وهاله-فيتنبيرغ بالتعاون مع معهد لايبنتس للعلوم الاجتماعية في مانهايم.
أداء الديمقراطية وفكرتها
وفي غرب ألمانيا بلغت نسبة الاستياء 36% وعزا النائب البرلماني المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي كارستن شنايدر النتائج إلى الشعور المستمر بانخفاض القيمة الذي يشعر به الألمان في شرق البلاد منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا في تسعينيات القرن الماضي، إلى جانب الافتقار إلى التمثيل الكافي. وقال شنايدر، وهو مفوض الحكومة الألمانية لشؤون شرق ألمانيا: "نحن بحاجة إلى المزيد من الألمان الشرقيين في المناصب القيادية".
لن يتكرر ذلك أبدا - ما مدى قوة الديمقراطية في ألمانيا؟
42:36
وأشار شنايدر إلى أن المناطق الضعيفة هيكليا في شرق ألمانيا تسجل أعلى نسبة عدم رضا (56%)، مضيفا أن الارتباط بين انخفاض الثقة في الديمقراطية والمشكلات الاقتصادية في المنطقة واضح. وعلى الرغم من ذلك أيد جميع الذين شملهم الاستطلاع تقريبا (98%) فكرة الديمقراطية بوجه عام.
الهجرة والمناخ والتعايش السلمي
ودعم 95% من الألمان المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، ودعم 89% التعايش السلمي بين جميع الأديان. ومع ذلك، كانت الآراء أكثر انقساما بشأن قضايا مثل الهجرة، حيث اعتبرها 56% فقط فرصة، ودعم 57% هدف مستقبل محايد للمناخ.
وشمل الاستطلاع حوالي 4000 شخص عبر الهاتف خلال الفترة من أبريل / نيسان حتى مايو/أيار 2024 للجزء الرئيسي من الدراسة.
وتم إجراء مسح إقليمي منفصل مع حوالي 4000 شخص في مايو / أيار ويونيو / حزيران من العام الماضي 2024. ويهدف الباحثون من خلال "مؤشر ألمانيا" إلى تقديم منظور جديد للمواقف والتقييمات الاجتماعية والسياسية للسكان الألمان، ويتم إجراء المسح سنوياً.
ع.م / ع.ج.م (د ب أ)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي