استطلاع: نصف الألمان يتوقعون حدوث أزمة لاجئين جديدة
٢٨ يوليو ٢٠١٧
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية يستعيد موضوع اللاجئين حيويته ويثيره المرشحون في حملاتهم الانتخابية. وحسب استطلاع جديد للرأي يتوقع نصف الألمان أن البلاد ستواجه أزمة لجوء مشابهة لما حدث قبل عامين.
إعلان
بإثارته موضوع اللاجئين وأزمة اللجوء التي مرت بها ألمانيا خلال العامين الماضيين، تطرق مارتين شولتس، منافس ميركل في الانتخابات التشريعية القادمة، إلى موضوع حساس جدا بالنسبة للألمان، الذين يرى نصفهم أن بلادهم ستواجه أزمة لاجئين مماثلة لما شهدته عام 2015. ففي استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف قال حوالي 50 بالمائة ممن استطلعت آراءهم أن ألمانيا ستواجه تدفقا جديدا للاجئين على غرار ما حدث قبل عامين.
وأعرب 83 بالمائة عن قناعتهم أن أعداد اللاجئين القادمين إلى أوروبا سيزداد ويرتفع من جديد. ويقول بيتر مانوت، الباحث في معهد يوغوف لاستطلاعات الرأي، "إن الألمان يقيمون ظروف اللجوء بشكل متباين، ويرون أنه من الضروري مناقشة الموضوع"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
لكن كيف يمكن مواجهة أزمة اللاجئين؟ إجابات المشاركين في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه اليوم الجمعة (28 يوليو/ تموز) كانت متباينة على هذا السؤال، حيث يرى 22 بالمائة منهم أن مواجهة الأزمة وحلها يجب أن يكون على المستوى الوطني (ألمانيا)، في حين يعول 36 بالمائة على حل أوروبي ومواجهة جماعية للأزمة، أما نحو الثلث (34 بالمائة) فيرون أنه من الأصح مواجهة الأزمة بشكل مشترك (أوروبيا- ألمانياً).
وقد أثار مرشح الحزب الاشتراكي ومنافس ميركل على منصب مستشار ألمانيا، موضوع اللجوء بتحذيره من الوضع الصعب للكثير من اللاجئين القادمين إلى إيطاليا عن طريق البحر المتوسط. جاء ذلك خلال زيارته يوم أمس الخميس إلى إيطاليا للاطلاع على الوضع هناك عن كثب، وطالب بتوزيع عادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي.
لكن 46 بالمائة ممن شاركوا في استطلاع الرأي، يرون أن انتقادات شولتس لميركل وإثارته لموضع اللجوء غير ذات مصداقية ويراها 50 بالمائة منهم أنها تصريحات شعبوية، في حين ينظر إليها 70 بالمائة على أنها تكتيك انتخابي لا أكثر.
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو