استطلاع يتوقع خسارة الأحزاب الانفصالية في كاتالونيا
٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
أظهر استطلاع جديد أن الأحزاب المطالبة باستقلال كاتالونيا، من المتوقع أن تخسر أغلبيتها في البرلمان في الانتخابات لكن تقارب أعداد الأصوات بين الجانبين ينذر بحملة صعبة في الانتخابات المقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
إعلان
أظهرت نتائج استطلاع شمل نحو ألف مشارك وأجرته مؤسسة سيغما دوس ونشرت نتائجه اليوم (الأحد 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) في صحيفة الموندو المناهضة لاستقلال إقليم كاتالونيا أن الأحزاب المؤيدة لاستقلال الإقليم من المتوقع أن تحصل على 42.5 في المئة من الأصوات مقابل 43.4 بالمئة من الأصوات للأحزاب المناهضة للاستقلال.
من جهة أخرى، قال السفير الإسباني في باريس إنه بإمكان رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون الذي أقالته سلطات مدريد أن يترشح للانتخابات المحلية التي قررت الحكومة الإسبانية الدعوة لها في 21 كانون الأول/ ديسمبر طالما أن القضاء لم يقرر ما يخالف ذلك. وصرح فرناندو كارديريرا لإذاعة اوروبا 1 "نشجع الجميع على المشاركة والسيد بوتشيمون مدعو للترشح. نعم يمكنه الترشح". وردا على سؤال بشأن الملاحقة القضائية بتهمة "العصيان" التي ستطلقها مدريد الأسبوع القادم ضد بوتشيمون، قال السفير "القضاة هم من يقررون إن كان خارجا عن القانون أم لا. وحاليا يمكنه التقدم للانتخابات".
ودعت حكومة مدريد إلى انتخابات في إقليم كاتالونيا في 21 كانون الأول/ ديسمبر إثر قرارها إقالة حكومة كاتالونيا. واعتبر السفير أنه إذا "اعتقدوا (الكاتالونيون) أنهم يعيشون خارج إسبانيا فهم يعيشون في بلد خيالي" مضيفا "ليس هناك أي تأثير لهذا الإعلان للاستقلال من جانب واحد" الذي أصدره برلمان كاتالونيا الجمعة.
وتابع أنه "لا يعتقد أن هناك انشقاقا في الشرطة ولا بين الموظفين فهم أدوا يمين الولاء". واعتبر أن بوتشيمون "يمكن أن يدعو إلى نوع من المقاومة، ولا أعتقد أنه سيلقى تجاوبا".
في سياق متصل، قال وزير الدولة البلجيكي لشؤون الهجرة واللجوء تيو فرانكين إنه من الممكن أن يحصل بوتشيمون على اللجوء السياسي في بلجيكا. وقال فرانكين لقناة "في تي إم نيوز" الفلمنكية: "هذا ليس أمرا غير واقعي" ، متسائلا ما إذا كان بوتشيمون سوف يتمكن من الحصول على "محاكمة عادلة" في إسبانيا. وقال فرانكين، الذي ينحدر من حزب فلمنكي انفصالي، إنه إذا طلب بوتشيمون اللجوء "فسوف نكون أيضا في موقف دبلوماسي صعب مع الحكومة الإسبانية، هذا واضح".
ح.ز/ ع.ج (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
يستمر الشد والجذب بين كاتالونيا ومدريد، فقد فاز الانفصاليون بأغلبية مقاعد برلمان الإقليم. بين مدريد وكاتالونيا تاريخ طويل من العلاقات المضطربة وصلت ذروتها بعد محاولة الإقليم الاستقلال وهروب رئيس وزرائه إلى بلجيكا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
حصد الانفصاليون في انتخابات كاتالونيا إغلبية المقاعد في البرلمان الإقليمي، وحصلت الأحزاب الانفصالية في الإقليم الإسباني معا على 70 مقعدا من أصل 135، وبوسعها حكم الإقليم إذا شكلت ائتلافا فيما بينها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
حصول الانفصاليين على الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان لا يعني أنهم حصلوا على الأكثرية المطلقة من أصوات الناخبين، لا بل إنهم لم يحصلوا حتى الأغلبية البسيطة، والسبب في ذلك عائد إلى النظام الانتخابي المتّبع. فالقانون الانتخابي في كاتالونيا يتضمن نظام ترجيح للأصوات يعطي أفضلية للمناطق الريفية التي يتجذر فيها الانفصاليون، ما منحهم الفوز من حيث عدد المقاعد.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
المفوضية الأوروبية أعلنت أن الانتخابات التي جرت في كاتالونيا وفاز فيها الانفصاليون بالأغلبية المطلقة "لن تغيّر" موقف الاتحاد من المسألة الكاتالونية.
صورة من: Reuters/Y. Herman
وللمفارقة فإن أكثرية الكاتالونيين صوّتت ضد المعسكر الانفصالي، وهو ما حدا بزعيمة حزب سيودادانوس المناهض للانفصال إينيس اريماداس للقول إنه بعد هذه النتيجة "هناك أمر ازداد وضوحا، وهو أن الغالبية الاجتماعية تؤيد الوحدة مع باقي الإسبان والأوروبيين، ولن يكون بوسع الأحزاب القومية بعد اليوم التحدث باسم كاتالونيا ككل، لأن كاتالونيا هي نحن جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
وكان رئيس الحكومة السابق بوتشيمون قد عمل على استقلال الإقليم ثم علق إجراءات الاستقلال عن مدريد، التي عزلته واصدر المدعي العام الإسباني بحقه أمر ألقاء قبض. فغادر إلى بلجيكا مع أربعة من وزرائه المعزولين.
صورة من: Reuters/A.Gea
1932
وللصراع بين كاتالونيا ومدريد قصة طويلة، فبعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، أجرت كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.