كشف استطلاع ألماني حديث تراجع ثقة المواطنين الألمان في المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مقارنة بالأعوام الماضية. وأشار الاستطلاع أيضا إلى أن الألمان يثقون بشكل أساسي في السياسيين الذين يتولون مناصب محلية.
إعلان
حسب الاستطلاع الذي أجراه معهد "فورزا" لقياس مؤشرات الرأي لصالح مؤسسة "أر تي إل" الإعلامية الألمانية وتم نشره اليوم الاثنين (الثامن من يناير/ كانون الثاني 2018) فقد فقدت المستشارة ميركل جزءا كبيرة من ثقة المواطنين، حيث ذكر 50 بالمئة فقط ممن شملهم الاستطلاع أنهم يولون ثقتهم حاليا في ميركل، فيما بلغت هذه النسبة 64 بالمئة في عام 2014 وفي المقابل أظهر الاستطلاع أن المواطنين في ألمانيا يثقون حاليا على المستوى السياسي في الرئيس الاتحادي بصفة خاصة، حيث صرح 79 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع بأنهم يضعون ثقة كبيرة أو ثقة كبيرة للغاية في رئيس الدولة وهو فرانك فالتر شتاينماير الذي تولى هذا المنصب منذ عام تقريبا.
ومقارنة بعام 2014 فإن هذه النسبة زادت بمقدار 8 نقاط مئوية، بحسب الاستطلاع. وأشار الاستطلاع أيضا إلى أن المواطنين الألمان يثقون بشكل أساسي في السياسيين الذين يتولون مناصب محلية، حيث صرح 54 بالمئة منهم في الاستطلاع أنهم يعتبرون عمد المدن أو رؤساء مجالس البلديات جديرين بالثقة. يشار إلى أنه تم إجراء هذا الاستطلاع في الفترة بين 15 و20 كانون أول/ديسمبر الماضي، وشمل 2307 شخصا.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)