40 في المئة من الألمان لا يثقون بمرشحي منصب المستشارية
٢٤ يوليو ٢٠٢١
تشير أحدث الاستطلاعات أن نسبة كبيرة من الناخبين الألمان لا يثقون بمرشحي المستشارية لخلافة ميركل. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، يكافح المرشحون الثلاثة لكسب أصوات المؤيدين محاولين الاستفادة من كارثة الفيضانات.
إعلان
قبل نحو شهرين على توجه الألمان إلى صناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان الاتحادي (بوندستاغ)، أظهر استطلاع للرأي أن 17% فقط منهم يعتقدون أن مرشح التحالف المسيحي لخلافة أنغيلا ميركل في منصب المستشارية، أرمين لاشيت، قد تعلم الدروس المستفادة من كارثة الفيضانات.
ووجد الاستطلاع، الذي أجراه معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية، أن 25% من الألمان يضعون ثقتهم في مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك، بينما أعرب 20% آخرين عن ثقتهم في أولاف شولتس، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وقال ما يقرب من 40 في المئة إنهم لا يثقون بهؤلاء المرشحين الثلاثة الرئيسيين لشغل منصب المستشارية.
وبدت الأمور أفضل قليلا بين مؤيدي حزب كل مرشح. ورغم ذلك كان لاشيت هو الأضعف من بين الثلاثة، حيث حصل على تأييد 48% من أنصار المحافظين (التحالف المسيحي)، بينما تجاوز دعم شولتس وبيربوك بين أنصار حزبيهما نسبة 70%.
شمل الاستطلاع 5040 ألمانيا خلال الفترة من 21 حتى 23 تموز/يوليو الجاري. ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في ألمانيا في 26 أيلول/سبتمبر المقبل.
وعقب حوالي أسبوع من الفيضانات الهائلة التي ضربت غرب ألمانيا، قد يواجه السكان في ولايتي راينلاند-بفالتس وشمال الراين-ويستفاليا مزيدا من الأمطار الغزيرة في المناطق الأكثر تضررا هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يشارك لاشيت، الذي يشغل منصب رئيس حكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا، في حفل للمشاهير لجمع تبرعات لصالح ضحايا الفيضانات، والذي سيبث على محطة البث الخاصة "سات 1" اليوم السبت.
وأودت كارثة الفيضانات بحياة أكثر من 170 شخصا.
ع.أ.ج/ ع ش (د ب أ)
تاريخ الفيضانات في ألمانيا.. مصائب قوم عند ساسة فوائد؟
نظراً لتكرر الفيضانات في ألمانيا على مدار العقود الماضية، فقد بقيت صور السياسين وهم يتفقدون المناطق المنكوية جزءا من مشوارهم السياسي وبرامجهم الانتخابية في "لحظات تاريخية" لا تٌنسى أحياناً قبل الانتخابات المصيرية.
صورة من: Andreas Gebert/dpa/picture alliance
هيلموت شميدت خلال فيضانات هامبورغ عام 1962
تسبب الفيضان الهائل لبحر الشمال في شباط/ فبراير 1962 في مقتل أكثر من 300 شخص فيما ترك عشرات الآلاف في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية دون مأوى. الحادثة التي كانت نقطة تحول حاسمة في مسيرة المستشار الأسبق هيلموت شميدت الذي كان حينها وزيراً للداخلية في هامبورغ. إذ اكتسب من خلال إدارته للأزمة، وخاصة قراره لتحشيد الجيش للمساعدة، شعبية على مستوى البلاد.
صورة من: Blumenberg/dpa/picture alliance
هيلموت كول خلال فيضانات ولاية براندنبورغ عام 1997
كان "مهندس الوحدة الألمانية" المستشار الأسبق هيلموت كول في المرحلة الأخيرة من ولاية حكمه عندما زار ولاية براندنبورغ الشرقية في عام 1997 بعد فيضانات ضخمة على طول نهر الأودر. الكارثة التي أطلق عليها غالباً اسم "Einheitsflut": "فيضان الوحدة"، باعتبارها أول أزمة وطنية لاختبار التضامن بين ألمانيا الشرقية والغربية التي كان قد أعيد توحيدها حديثاً.
صورة من: picture alliance
غيرهارد شرودر، بلدة غريما عام 2002
انقلبت حظوظ غيرهارد شرودر عندما سقطت الأمطار في ساكسونيا في صيف 2002 وتسببت الفيضانات القاتلة بأضرار على ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك. إذ مع تراجع حظوطه خلال حملته الانتخابية، ارتدى المستشار الاشتراكي الديموقراطي جزمة مطاطية ليخرج بصورة المسؤول عن إدارة الأزمة في بلدة غريما الشرقية الصغيرة. وفاز في الانتخابات بعد شهر من ذلك.
صورة من: localpic/imago images
إدموند روديغر شتويبر في باساو عام 2002
كان خصم غيرهارد شرودر، إدموند شتويبر، المرشح لمنصب المستشار عن الاتحاد المسيجي في إجازة بشمال ألمانيا عندما وقعت الكارثة. ووصل إلى ولاية ساكسونيا بعد أيام قليلة فقط، واشتكى بمرارة من "سياحة الفيضانات" التي يمارسها منافسه.
صورة من: Armin_Weigel/dpa/picture-alliance
أنغيلا ميركل في نيو غارج عام 2006
زارت أنغيلا ميركل مناطق الفيضانات عدة مرات خلال فترة توليها منصب مستشارة لألمانيا. حدث أول فيضان كبير خلال فترة ولايتها في أذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2006 مرة أخرى حول نهر إلبه في ولاية ساكسونيا. وقد وقعت الكارثة بعد أشهر قليلة من إعصار كاترينا في نيو أورلينز بالولايات المتحدة، عندما تعرض جورج دبليو بوش للهجوم لفشله في تنظيم استجابة مناسبة. لذا حرصت ميركل على تجنب انتقادات مشابهة.
صورة من: Patrick Lux/dpa/picture alliance
أنغيلا ميركل في دريسدن عام 2013
تعرض شرق ألمانيا وجنوبها مرة أخرى لفيضانات شديدة في صيف 2013، هذه المرة قبل بضعة أشهر من الانتخابات. وبات المركز التاريخي لمدينة دريسدن مهدداً، حيث تسبب نهر الإلبه ضفافه في فيضانات واسعة النطاق ضربت معظم مناطق وسط أوروبا. وزارت ميركل المناطق المتضررة في ولايتي ساكسونيا وبافاريا ووعدت بتقديم المساعدات.
صورة من: Arno Burgi/dpa/picture alliance
ارمين لاشيت في مدينة هاغن عام 2021
ألغى مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي لخلافة ميركل ورئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا كافة المواعيد لزيارة مدينة هاغن المتضررة بشدة في ولايته. غير أن المخاطر السياسية كبيرة، حيث يتم ربط الفيضانات المميتة بتغير المناخ، في حين يُعرف لاشيت كحامي لصناعة الفحم في الولاية، مما قد ينعكس سلباً على حملته.
صورة من: Ina Fasbender/AFP
أولاف شولتس في مدينة باد نوينار عام 2021
كما ظهر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتس في ولاية راينلاند بفالس المجاورة بعد أن ضربت الفيضانات، إلى جانب رئيسة وزراء الولاية ورفيقته في الحزب مالو دراير. على الرغم من أن حزبه يظهر تراجعاً في الاستطلاعات بفارق كبير عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلا أن شولتس، بصفته وزيراً للمالية، كان قادراً على الوعد بتقديم مساعدة فورية للمناطق المنكوبة. نايت بنيامين / ر.ض