1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استعادة الثوارلأجدابيا تفتح سيناريوهات مختلفة للمعركة ضد قوت القذافي

٢٦ مارس ٢٠١١

إعادة سيطرة الثوار الليبيين على مدينة أجدابيا الإستراتيجية وتقدمهم نحو غرب البلاد، أكد نجاعة العمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد قوات القذافي. لكن الخبراء يقولون إن المعركة ضد قوات القذافي لم تحسم بعد و"الأصعب آت".

ليبيون يحتفلون في بنغازي بتقدم قوات الثوار نحو غرب البلادصورة من: AP

لئن اتفق المحللون على أن استعادة الثوار الليبيين السيطرة على مدينة أجدابيا الإستراتيجية بموقعها ومواردها البترولية، وتقدمهم نحو الغرب، جاء نتيجة للضربات العسكرية القوية التي وجهتها قوات التحالف الدولي لقوات القذافي مما أدى إلى إصابة نظامه الدفاعي الجوي بشلل شبه تام. فإنهم يختلفون حول ما سيأتي بعدها، خصوصا أن قوات القذافي ما تزال تسيطر على مدن ومواقع إستراتيجية كبرى في البلاد.

وفي تحليله لمدى أهمية سيطرة الثوار على مدينة أجدابيا، يرى الخبير العسكري الإفريقي الجنرال التشادي المتقاعد يوسف اهمات تيارا في حوار مع دويتشه فيله، أنها جاءت بعد أسبوع كامل من ضربات قوية من قوات التحالف الدولي لقوات القذافي وإمداداتها، فقد تكون خطوة "تكتيكية من قوات القذافي للتراجع وتركيز القوات في منطقة جغرافية محددة قريبة من سرت وطرابلس"، كما يمكن فهمها على أنها "خسارة من قبل قوات القذافي التي تلقت دون شك ضربات قوية جدا من قوات التحالف". ولذلك يتعين، برأيه، مراقبة تطورات الأوضاع الميدانية للتأكد من دلالات هذه الخطوة من الناحية العسكرية، لاسيما أن معظم قوات القذافي تتمركز في مدن أخرى تكتسي أهمية إستراتيجية مثل مصراتة وسرت والزاوية، بالإضافة إلى العاصمة طرابلس.

وفي ظل استمرار المعارك، يخشى مراقبون، من استمرار المعارك لفترة طويلة وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، قبل تحقيق الهدف المعلن للتحالف الدولي والمتمثل في "حماية المدنيين من بطش قوات القذافي" ناهيك عن الهدف الذي يسعى إليه الثوار وهو إسقاط نظام القذافي، الذي يشدد القادة العسكريون للتحالف الدولي على أنه "ليس هدفهم". ولذلك يميل بعض المحللين الغربيين والليبيين أيضا، إلى فرضية التوصل إلى "صفقة سياسية" بوقف إطلاق النار ورحيل القذافي عن السلطة. ويقول الإعلامي الليبي المعارض، محمود شمام، أنه يفضل " إيقاف المدافع والسماح للشعب بالتظاهر سلميا إلى حين إسقاط نظام القذافي" معتبرا أن "الوضع الطبيعي هو أن تؤدي الثورة إلى إسقاط النظام سلميا وليس عبر السلاح". لكن هذا الرأي يصطدم بواقع استمرار قوات القذافي في قصف المدن وإصابة وقتل المزيد من المدنيين. الأمر الذي يضع ليبيا أمام خيارات وسيناريوهات أحلاها مر.

سيناريو انهيار سريع لقوات القذافي

الثوار يحكمون سيطرتهم على أجدابيا والبريقة في شرق ليبياصورة من: picture alliance/dpa

سيناريو وقف شامل لإطلاق النار ورحيل القذافي عبر مفاوضات، وهو السيناريو"الأفضل" بالنسبة للمجتمع الدولي، وإن لم يكن منصوصا عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، كما يقول خبراء غربيون ، وضمنهم فرنسوا هايزبورغ خبير الشؤون الاستراتيجية في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس، الذي يعتقد أن قوة الضربات العسكرية الجوية التي توجهها قوات التحالف الدولي لقوات القذافي وقواعدها الرئيسية، قد تؤدي إلى شلل كبير في قوات القذافي، ومن ثم فقدانه لأي قوة.

ويعتقد الخبير الفرنسي، في مقابلة مع موقع مجلة "نوفيل اوبسيرفاتور" الفرنسية، أن نجاج هذا السيناريو يتطلب فعالية كبيرة على الأرض من قبل الثوار، لكن "هؤلاء يفتقدون للقوة اللازمة لحسم المعركة الأرضية". وهو استنتاج يتفق معه الخبير العسكري الافريقي الجنرال التشادي المتقاعد يوسف اهمات تيارا، الذي يعتقد أن الثوار "ينقصهم التنظيم والتدريب" وحتى في حالة مدهم بالأسلحة من قبل دول غربية فإن ذلك سيتطلب وقتا و"ليس مجرد بضعة أسابيع".

ويعتقد الخبير العسكري الافريقي أن تولي حلف الناتو قيادة العمليات ابتداء من يوم الاثنين المقبل، لن يغير سوى "عنوان التحالف" الذي كان يتحرك باسم دول كبرى( الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا)، أما قوام تلك القوات وأدواتها ووسائلها فهي نفسها، وبالتالي فإن الوضع على الأرض لن يحدث فيه تغيير جوهري.

احتمال حرب طويلة مدمرة

لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يعلن من القاهرة عن لائحة تضم مائة شخص على رأسهم القذافي، للتحقيق معهم في جرائم حربصورة من: dapd

ويشير خبراء غربيون إلى سيناريو حرب طويلة الأمد، وهو "الأسوأ" في نظر معظم الخبراء، لأنه سيتطلب خوض حرب مدمرة للبلد وسيكون ضحاياها المدنيون كثر، قبل التمكن من القضاء النهائي على قوات القذافي. وتقول تقارير غربية إنه يتعين أخذ تَوعُّد القذافي للتحالف الدولي بحرب "طويلة الأمد"، مأخذ الجد، وقد أكد متحدث رسمي باسم حلف الناتو أن مهمة الحلف في ليبيا قد تدوم 90 يوما.

وحسب هذا السيناريو فقد يكون القذافي بالفعل قد أعد نفسه لحرب طويلة الأمد، ولديه الإمكانيات لتمويلها (الحرب)، رغم قيام الدول الغربية بتجميد أموال وأصول على ملكيته والمقربين منه، تقدر بحوالي 200 مليار دولار جلها تعود للبنك المركزي الليبي والصندوق الوطني للاستثمار السيادي.

ومن جهته يعتقد الخبير العسكري الافريقي الجنرال المتقاعد يوسف تيارا، أن القذافي "ما يزال يمتلك أوراق عسكرية وسياسية تمكنه من الاستمرار في مواجهة قوات التحالف طالما هي توجه ضربات جوية وليست كقوات برية" وأضاف أن تفوق قوات القذافي من حيث العتاد والتدريب على الثوار ترجح فرضية استمرار المعركة على الأرض لفترة طويلة.

وردا على سؤال عن مدى قدرة القذافي على مواجهة الجبهتين البرية في مواجهة الثوار والجوية التي تشنها قوات التحالف، لفترة زمنية طويلة في ظل افتقاده للغطاء العسكري الجوي، يرى الجنرال يوسف تيارا أن "فرضية خوض القذافي لحرب عصابات قائمة، وقد يجعل ذلك أمد المعركة طويلا" مشيرا أن "حسم الحروب يتم عبر البر وليس الجو".

وحسب تقديرات نشرتها صحيفة" الفاينانشل تايمز" استنادا إلى صندوق النقد الدولي، فإن القذافي تحت يديه الآن في البنك المركزي ما يناهز 143,8 طن من الودائع في شكل سبائك من الذهب أي ما يعادل 4,6 مليار يورو. ويقول خبراء أوروبيون بأن القذافي يكون قد أعد نفسه لحصار اقتصادي ومالي، وأن بإمكانه تمويل مزيدا من صفقات الأسلحة التي يمكن أن يقتنيها عبر الحدود الممتدة على آلاف الكيلومترات في الصحراء التي تحده مع عدد من دول الساحل الإفريقي التي نسج معها على امتداد السنوات الماضية تحالفات وتفتقد حدودها للمراقبة الأمنية مثل السودان وتشاد والنيجر.

المجتمع الدولي هل يحافظ على تماسكه في حالة استمرار الحرب لفترة طويلةصورة من: dapd

وفضلا عن الموارد المالية والعسكرية التي يكون القذافي قد جهزها لخوض معركة طويلة، فإنه سيسعى لإطالة أمد الحرب، عبر إطلاق مناورات ومبادرات سياسية قصد إضاعة الوقت على خصومه إضافة لمراهنته على التحالفات القبلية خصوصا في غرب ليبيا، وكان في وقت سابق قد هدد بحرب أهلية.

لكن محللين يرون أن حفاظ القذافي على عدد من المواقع الإستراتيجية لحد الآن ليس سوى كمن يمسك بالجمر في ظل العزلة الدولية والثورة الشعبية المشتعلة ضد نظامه، وبالتالي فإن سعيه لإطالة أمد الحرب سلاح ذو حدين فبقدر ما يكسب به الوقت، فإنه يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتخاء قبضته ومن ثم تسليمه بالهزيمة.

منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW