عام واحد فقط  بات يفصلنا عن انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 المقامة في البرازيل، ورغم ذلك لاتبدو الملاعب مستعدة تماما لاحتضان هذه التظاهرة الكروية العالمية. كما أن أعمال البناء في المدن الستة التي تستضيف بطولة كأس القارات، في الـ15 من شهر حزيران/يونيو لم تنته بعد.

ففي مدينة "ريو" مازالت مخلفات البناء تحجب المداخل، وفي "سيلفادور" ينبغي ترميم جزء من سطح الملعب، و مداخل محطات قطار الأنفاق في مدينة "ريسفي" غير جاهزة والطرقات في مدينة "فورتاليتزا" غير جيدة. أما في مدينة "بيلو هوريزونته" فلا تبدو المداخل الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة متاحة كما يجب.

وسيحتضن الملعب الوطني في العاصمة برازيليا  المباراة الافتتاحية لبطولة كأس القارات، ورغم تدشينه في منتصف شهر مايو/أيار إلا أنه مازال غير جاهز تماما.

ورغم أن أعمال البناء في أغلب الملاعب لم تنته بعد ، إلا أن ملعب "أرينا دو ساو باولو" هو أكثر مايقلق اتحاد كرة القدم (الفيفا)، مادفع الأمين العام للفيفا "جيروم فالكه" لإنذار العاصمة بامكانية خسارة مركزها كمدينة العرس الكروي العالمي. ليتضح وجود "سوء فهم" بين القائمين على أعمال البناء، وليعلن فاليكه في تغريدة على التويتر موعد انتهاء تجهيز الملعب بقوله "شهر ديسبمر/كانون الأول 2013 هو الموعد النهائي لإنهاء تجهيز ملعب ساو باولو، مايجعل ساو باولو مثالا جيدا".

جهود خاصة لتلافي الازدحام

وتدور الشكوك حول امكانية وصول المشجعين إلى الملاعب في الوقت المناسب. فالطرقات العامة في البرازيل مزدحمة جدا، والمواصلات العامة غير مجهزة بشكل كافي حسبما تشرح راكيل رولنيك الأستاذة المتخصصة في علم تخطيط المدن وتضيف موضحة "على مدى عقود طويلة لم يكن لوسائل النقل الجماعية أولوية، إذ غالبا ما يتم استخدامها من قبل الطبقة الفقيرة فقط".

أدركت الحكومة هذه المشكلة مؤخرا، إذ تسعى لتحفيز المستثمرين من أجل بناء البنى التحتية عبر قروض تصل قيمتها إلى 52 مليار يورو. ومن المرجح أن برنامج  التمويل جاء متأخرا بالنسبة لبطولة العالم ، ليكون الحل بتحديد مسارات خاصة بالحافلات التي تنقل المشجعين إلى الملاعب.      

التجهيزات الأمنية

أما المدن التي تستضيف هذه التظاهرة العالمية ، فسيتم تجهيزها بمراكز أمنية خاصة تؤمن الحماية للمشجعين، وتضم المراكز الأمنية عشرات المراقبين، إذ سيقوم ممثلون من مختلف وحدات الشرطة بعمليات مراقبة كاملة لكل مايتعلق بكأس العالم، وفقا لبيان صادر عن لجنة كأس العالم.  

وتعتبر كلا من مدينتي سان باولو وريودي جينرو من أكثر المدن التي يحدث فيها أعمال عنف، ما دفع الحكومة لتخصيص ميزانية قدرها حوالي 400 مليون يورو، سيتم استثمارها لتدريب قوات الأمن وغيرها من المعدات الحديثة حسبما أكد ضابط الأمن في كأس العالم فالدينو كيتانو مضيفا بقوله " لن يكون هناك مناطق محظورة، لدينا خطة أمنية خاصة تسمح للسياح بالتنقل بحرية في جميع المناطق".

ريودي جينرو حالة خاصة 

تطوير الخطط الأمنية للمشجعين وحده غير كافي في مدينة ريو دي جينرو، إذ تستضيف هذه المدينة "اليوم العالمي للشباب 2013" إلى جانب احتضانها لدورة الألعاب الأولمبية عام 2016 والتي ستقام في جميع أنحاء المدينة.

  

ومنذ عدة سنوات يسعى مجلس المدينة إلى إعادة الأمن للأحياء الفقيرة، إذ تعد هذه الأحياء مركزا لأعمال العنف،  مادفع رجال الشرطة لمطاردة تجار المخدرات المقيمين في تلك الأحياء، وتم تعين وحدات خاصة عرفت بـ"شرطة السلام" للمحافظة على الأمن هناك، وليتمكن السياح بذلك من زيارة تلك المناطق المحظورة سابقا.

استضافة البرازيل لهذه الأحداث الرياضية سيجعلها مسرحا للحظات رياضية لا تنسى، إذ ستجذب أنظار العالم إليها، مايجعل سكان المدن المستضيفة  فخورين ببلدهم، آملين في أن تتمكن بلادهم منإحراز ألقاب في هذه الفاعليات الرياضية العالمية الهامة.