رفضت المعارضة اليمنية اليوم الخميس عرضاً بالمشاركة في محادثات تتوسط فيها السعودية لنقل السلطة، وحددت مهلة أسبوعين لتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وقال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل وهو أحد زعماء المعارضة البارزين إن المعارضة تؤكد مجدداً على الحاجة للإسراع بعملية تنحي صالح في غضون أسبوعين ولذا فإنها لن تذهب للرياض.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية وقطر والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وعمان والكويت) قد أطلقت الأحد مبادرة غير مسبوقة طلبت من خلالها صالح تسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة التي ستكلف صياغة دستور وتنظيم انتخابات. لكن أحزاب المعارضة والثوار رفضوا المبادرة لأنها ـ حسب قولهم ـ لا تنص على رحيل صالح فوراً، كما تضمن له وللمقربين منه من القيادات حصانة ضد المحاكمة.

يأتي ذلك فيما تتواصل في مختلف المدن اليمنية المظاهرات والاعتصامات المطالبة بـ"إسقاط النظام" و"رحيل" الرئيس علي عبد الله صالح، وسط دعوات لمحاكمته. ويستعد معارضو النظام اليمني وأنصاره لتظاهرات الجمعة في صنعاء وغيرها من مدن البلاد حسب مصادر من الطرفين. وأطلق المتظاهرون المناهضون للنظام والداعون إلى تنحي الرئيس صالح اسم "جمعة الإصرار" على تظاهرات الغد بينما سماها أنصار النظام "جمعة الحوار".

مظاهرات واعتصامات وعصيان مدني ..وقتلى وجرحى

ويوم أمس الأربعاء احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين المناوئين للنظام اليمني أمس الأربعاء في العاصمة صنعاء، للمطالبة بإقصاء صالح، منددين باستخدام القوة ضد المتظاهرين في أنحاء البلاد. كما بدأت بعض المدن عصياناً مدنياً جزئياً وسط تهديدات بالتصعيد حتى يرحل الرئيس.

وردد المتظاهرون شعارات من بينها "إرحل إرحل يا صالح" و "الدور عليك"، والثورة "سلمية". كما تم تنظيم مسيرة أخرى مساء الأربعاء في شوارع مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد، للمطالبة بتنحية صالح. وندد المتظاهرون بهجوم القوات الموالية للحكومة على المتظاهرين صباح أمس في عدن، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين. وانطلقت مسيرات أمس في نصف محافظات اليمن العشرين على الأقل، وطالبت جميعها بإقصاء صالح بعد 23 عاماً له في الحكم. وقتل أكثر من 100 شخص وجرح الآلاف في هجمات القوات الحكومية على المتظاهرين السلميين، وخاصة في محافظات صنعاء وتعز وعدن والحديدة.

وأتخذ الوضع في اليمن يوم أمس منحى خطيراً بعد اشتباك بين قوات الشرطة ووحدة من الجيش انضمت إلى حركة المعارضة ويقودها اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية. وقال مصدر عسكري إن ضابطا في الجيش وأربعة شرطيين قتلوا فيما أصيب جنديان آخران بجروح في الحادث الذي وقع في عمران على بعد 170 كلم شمال العاصمة صنعاء.

(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عماد م. غانم