ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، وهي إحدى قوى المعارضة في داخل سوريا التي تنظم الحركة الاحتجاجية، أن 60 شخصا قتلوا اليوم الأحد (26 شباط/ فبراير 2012) في مختلف أنحاء سوريا. وكانت لجان التنسيق المحلية قد قالت في وقت سابق أن 40 شخصا قتلوا في سوريا في اليوم الذي دعت فيه الحكومة السورية المواطنين إلى استفتاء على الدستور الجديد، لكن لم يتم التأكد من الخبرين من مصادر مستقلة. وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت، مشيرين إلى أنه التقط بتاريخ اليوم في حي بابا عمرو بحمص، تظهر انفجارات تتعالى منها سحب دخان أسود. ويقول صوت مسجل على الشريط "هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ".

وأشار شاهد عيان يدعى هادي العبد الله في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن "القصف الصاروخي والمدفعي مستمر على حمص اليوم، وخصوصا على بابا عمرو وهو يطال أحياء جديدة مثل الحميدية". وقال إن "أحياء مثل جوبر والسلطانية والإنشاءات القريبة من بابا عمرو تتعرض لتضييق بإطلاق النار على المنازل واقتحامات لمنازل يتم طرد الأهالي منها وسلبها وإحراقها"، مشيرا إلى أن قوات النظام "دخلت هذه الأحياء من قبل وعادت وخرجت منها". كما كشف عن اقتحام اليوم في حي كرم الزيتون في حمص. وقال الناشط أبو بكر عبر سكايب من حي بابا عمرو إن "أصوات الانفجارات تملأ المكان"، مضيفا أن "رصاص القناصة يضرب هنا وهناك صوب كل ما يتحرك". وأضاف "البيوت مدمرة (...) وكأننا نشاهد نشرة أخبار عن فلسطين أو هيروشيما بعد أن دمرت. لا كهرباء لا ماء ولا اتصالات ولا هواء نظيفا".

وقتل الأحد تسعة مواطنين اثر إطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في حمص، حسب المرصد السوري. كما قتل ثلاثة مواطنين آخرين في إطلاق نار وقذائف على أحياء أخرى. وفي درعا الجنوبية قتل ثلاثة من عناصر الأمن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في المدينة. كما قتل جنديان في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مستمرة منذ الصباح. وقتل شخص صباحا برصاص القوات السورية في بلدة علما في محافظة درعا. وأشار المرصد إلى "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات منشقة" في علما ومدينة الحراك. وفي محافظة ادلب شمال غرب سوريا، أفاد المرصد عن مقتل "مواطن إثر إصابته بإطلاق رصاص من حاجز أمني في مدينة معرة النعمان".

وزير الخارجية الألماني يصف الدستور "حيلة" لا جدوى منها

وفيما تتواصل أعمال العنف التي تحصد أرواح العشرات اليوم الأحد تستمر عملية التصويت في سوريا على مشروع دستور جديد للبلاد، دعت المعارضة إلى مقاطعته، معتبرة أن لا شرعية له. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباحا ليدلي أكثر من 14 مليون سوري ما فوق 18 عاما بأصواتهم. وأعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله هذا الاستفتاء بأنه "حيلة". وقال الوزير إن "شبه الانتخابات لا يمكن أن تكون مساهمة في إيجاد الحل للأزمات"، موضحا في الوقت نفسه أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن ينهي العنف.

من جانبها دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأحد الجيش السوري إلى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت كلينتون التي تزور الرباط "نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد". وأضافت "ما زلنا نعتقد أن الدائرة التي تحيط بالأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية (..) وان على كل السوريين أن يعملوا معا من اجل مستقبل أفضل".

( م أ م، أ ف ب، رويترز)

مراجعة: أحمد حسو