1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"استفتاء جنوب السودان بقرة مقدسة لا يمكن المساس بها"

١٣ نوفمبر ٢٠١٠

جددت مفوضية الاستفتاء الخاص بجنوب السودان عدم قدرتها على تنظيم الاستفتاء في موعده المقرر؛ إلا أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ترفض ذلك وتصر على إجراء الاستفتاء في موعده. دويتشه فيله استطلعت آراء بعض السياسيين والخبراء.

البشير ونائبه سلفا كيرصورة من: picture-alliance/dpa

في كلمة له أمام المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي إن الاستفتاء، المقرر إجراؤه في التاسع من شهر كانون الثاني/ يناير من العام المقبل حول مستقبل جنوب السودان، قد تحول إلى "بقرة مقدسة"، لا يستطيع أحد أن يمسها في السودان، معتبرا أن الولايات المتحدة الأمريكية فقط يمكنها المطالبة بتأجيله. والمعروف أن السجال يدور في السودان حاليا حول إجراء الاستفتاء في موعده أو تأجيله لفترة زمنية محددة؛ إذ تصر الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سلفا كير على عدم المس بموعد التاسع من يناير بينما تقول مفوضية الاستفتاء، ومن ورائها الحزب الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، إن هذا الأمر مستحيل لأسباب تصفها بالفنية.

أما لماذا الولايات المتحدة وحدها صاحبة الحق في المس بـ"البقرة المقدسة"، حسب كلام رئيس الوزراء السوداني الأسبق، فلأنها بمثابة "ولي الأمر للجنوبيين الذين لا يستمعون إلى أي جهة أخرى محلية أو عربية أو أجنبية". هذا الكلام يرفضه أتيم غرنق، نائب رئيس البرلمان السوداني والقيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان، معتبرا أن "الجنوب ليس ولاية أمريكية". ويضيف غرنق، في حوار مع دويتشه فيله، بأن "الأمريكان ليسوا غرباء على اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وهم كانوا شهودا عليه ويريدون لهذا الاتفاق أن ينفذ وألا يعود السودان إلى مربع الحرب".

"أهل مكة أدرى بشعابها"

كيري كشف عن وجود خطة طريق أمريكية لحل النزاع بين شريكي الحكم في السودانصورة من: picture-alliance/dpa

ويتهم غرنق الحزب الوطني الحاكم بـ"التحايل والتهرب من تنفيذ اتفاقية السلام عبر الحديث عن قضايا فنية. فهذه القضايا ليست جديدة ولم تظهر فجأة حتى يقال إنها ستعيق إجراء الاستفتاء في موعده المقرر". وكان السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، قد أعلن، خلال زيارته مؤخرا إلى السودان، عن وجود خارطة طريق اقترحها الرئيس باراك أوباما لحل المسائل العالقة بين شريكي الحكم في السودان فيما يتعلق باستفتاء الجنوب وكذلك الاستفتاء الخاص بمنطقة أبيي الغنية بالنفط. وحسب ما تسرب لوسائل الإعلام فإن أوباما قدم حزمة حوافز للحكومة السودانية كي تسهل إجراء الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب؛ ومن هذه الحوافز شطب اسم السودان من الدول الداعمة للإرهاب.

وبالرغم من أن الحكومة السودانية لم ترفض رسميا العرض الأمريكي فإن ربيع عبد العاطي، القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني، اتهم إدارة الرئيس أوباما بالانحياز للحركة الشعبية (جنوب) رافضا ربط إجراء الاستفتاء بالعقوبات وشطب اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب. وأضاف عبد العاطي في حوار مع دويتشه فيله، بأن الحزب الوطني ملتزم بإجراء الاستفتاء وفق اتفاقية عام ألفين وخمسة، التي تعتبر مرجعية للطرفين (شمال وجنوب)، مطالبا "الأطراف الخارجية أن تترك السودانيين يتفاوضون فيما بينهم وسيصلون إلى حلول لمشاكلهم؛ فأهل مكة أدرى بشعابها".

شريكا الحكم يفشلان في تنفيذ اتفاقية السلام

عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان (صورة من الأرشيف)صورة من: AP

ما الباحثة المصرية المتخصصة في الشأن السوداني أماني الطويل فترى بأن خارطة الطريق الأمريكية ستدفع طرفي النزاع "نحو مزيد من التفاهم". وتضيف الطويل، في حوار مع دويتشه فيله، بأن شريكي الحكم في السودان "فشلا، خلال الفترة الانتقالية (ست سنوات)، في التوصل إلى تفاهمات جوهرية بينهما وتطبيق بنود اتفاقية السلام دون أزمات؛ والآن جاء دور المجتمع الدولي كي يمارس ضغوطا عليهما حتى لا تعود القضية إلى المربع الأول وتندلع الحرب بين الشمال والجنوب".

وتشدد أماني الطويل، وهي باحثة في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، على أنه لا يمكن "التمسك بموعد الاستفتاء وكأنه شيء مقدس" قبل التأكد من الإجراءات التي تسبقه حتى لا يتحول إلى سبب إضافي للمشاكل بين الشمال والجنوب. فقد أُريد للاستفتاء أن يكون "جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة". فإجراء الاستفتاء قبل التوصل إلى حلول للقضايا الخلافية يعني "أننا أمام فشل دولة أخرى في إفريقيا؛ وهذه الحالة إذا حصلت فستهز الأمن الإقليمي في كل إفريقيا".

إلا أن أتيم غرنق، القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان، لا يرى أي مبرر لعدم "إجراء الاستفتاء المتعلق بمصير الجنوب في موعده المتفق عليه؛ أما الاستفتاء المتعلق بمنطقة أبيي، المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، فيمكن أن يؤجل". ويرفض غرنق وجود "قضايا فنية، كالتمويل، أو زمنية أو حتى سياسية تعيق إجراء الاستفتاء" كما تقول مفوضية استفتاء الجنوب.

أحمد حسو

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW