استفتاء موريتانيا.. تزايد الاقبال بعد انطلاقة ضعيفة
٥ أغسطس ٢٠١٧
بعد انطلاق بطيء لعملية التصويت على التعديلات الدستورية في موريتانيا صباح اليوم السبت، تزايد الاقبال بعد منتصف النهار على مكاتب الاقتراع، فيما يتوقع أن يحظى المشروع الدستوري بموافقة أغلبية الناخبين وسط مقاطعة المعارضة.
إعلان
بعد حملة صاخبة سادها التوتر وشهدت أعمال عنف خلال تظاهرات للمعارضة في موريتانيا، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الموعد المحدد في الساعة السابعة بتوقيت غرينتش من اليوم السبت (الخامس من آب/ أغسطس 2017) في هذا البلد الصحراوي الشاسع المتاخم للسنغال ومالي والجزائر والصحراء الغربية.
وتزايد الاقبال على مراكز التصويت في الاستفتاء الدستوري بموريتانيا بعد منتصف نهار اليوم السبت. وشهدت مراكز الاقتراع في العاصمة نواكشوط بشكل خاص تزايدا ملحوظا للاقبال بعد أن بدأت العملية الانتخابية لكثافة أقل في الساعات الأولى من صباح اليوم.
يذكر، ووفقا للبيانات الرسمية، فإنه يحق لحوالي 1.4 مليون موريتاني التصويت في استفتاء اليوم. وتنتشر قوات الأمن أمام مراكز الاقتراع لضمان انسيابية الاقتراع وتفاديا لوقوع أي احتجاجات من المعارضة المقاطعة للاستفتاء.
وكانت المعارضة قد هددت بتنظيم احتجاجات أمام مراكز الاقتراع، لكنها اكتفت بقيام وفد معارض بزيارة تضامنية لأعضاء مجلس الشيوخ المعتصمين داخل مقر المجلس احتجاجا على تنظيم الاستفتاء.
وكان أعضاء مجلس الشيوخ قد أسقطوا التصويت على التعديلات الدستورية ما دفع الرئيس الموريتاني لعرضها على الاستفتاء الشعبي.
ويتوقع أن تحظى التعديلات الدستورية بموافقة كبيرة خاصة في مناطق الريف التي يسيطر عليها الحزب الحاكم. وتشمل التعديلات المقترحة على الدستور إلغاء مجلس الشيوخ، والاستعاضة عنه بمجالس جهوية منتخبة، فضلا عن تغيير العلم الوطني.
ويتوقع أن تعلن النتائج مطلع الأسبوع المقبل في الاستفتاء الذي تعتبره المعارضة التي توصف بالمتشددة "تمريرا قسريا" لهذه التغييرات بعدما رفضت في البرلمان وتخشى سابقة يمكن أن تسهل على مر الوقت تعديل عدد الولايات الرئاسية المحددة باثنتين حاليا.
ح.ع.ح/ ع.خ (د.ب.أ/ أ.ف.ب)
العبودية في موريتانيا: واقع مرير
ما تزال العبودية في موريتانيا حاضرة بقوة في المجتمع الموريتاني، فحوالي عشرين بالمئة من السكان البالغ عددهم ثلاث ملايين ونصف يعيشون تحت وطأة العبودية، في مجتمع تجذرت فيه التفرقة الإثنية والعنصرية.
صورة من: Robert Asher
مولودة بالأغلال
ولدت شفيده في موريتانيا ووجدت نفسها تحت وطأة العبودية كما هو حال إخوتها. وبعد أن نجح أخوها معطى الله في تحرير نفسه، أنقذها مع أطفالها في مارس/ آذار 2013.
صورة من: Safa Faki
الفقر المدقع
بعد ربع قرن من الجفاف الذي شهدته موريتانيا تحول مجتمع البدو الرحل إلى مجتمع مستقر.غير أن هذا التحول المجتمعي كان صعبا، حيث أصبح معدل البطالة في البلاد 40 في المئة، والكثير من الناس اضطروا للعيش بأقل من دولار واحد في اليوم.
صورة من: Robert Asher
العيش في "غيتو"
على مشارف العاصمة نواكشوط توجد الأحياء الفقيرة، حيث يعيش عبيد سابقون، بالإضافة إلى سكان الأرياف الفقراء في غيتو على شاكلة أكواخ الصفيح.
صورة من: Robert Asher
مبادرات المجتمع المدني
العبودية في موريتانيا لا تشكل الاستثناء. فمباركة ولدت كأمة، وكانت مجبرة على خدمة إحدى العائلات الغنية في نواكشوط. في عام 2011 وبدعم من الناشط بيرام عبيد ومنظمته "مبادرة المقاومة من أجل الانعتاق في موريتانيا" استطاعت مباركة أن تتحرر.
صورة من: Robert Asher
النضال من أجل الحرية
مسعود ابوبكر (يسار) هو ناشط في منظمات غير حكومية لمناهضة العبودية، وهو الذي ساعد معطى الله (يمين) وأخته وأطفالها التسعة في الانعتاق من براثن العبودية. ينتمي الاثنان إلى أثنية الحراطين، أي الأفارقة السود، وهي الإثنية التي يتم استعبادها من قبل بعض البيض في موريتانيا سواء من العرب أو الأمازيغ.
صورة من: Robert Asher
أرقام مخيفة
يعيش الحراطين في أسف السلم الاجتماعي والاقتصادي ولا توجد إحصائيات موثقة حول توزيع السكان. ولكن المنظمات الحقوقية تقدر نسبة العبيد في المجتمع الموريتاني بين 10 إلى 20 بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة.
صورة من: Robert Asher
مجتمع خال من الآباء
"في مجتمع العبودية لا يوجد آباء"، كما يقول مسعود أبو بكر الناشط في مجال مناهضة العبودية. يغيب دور الأب تماما، حيث أن المستعبِدين "يمتلكون" النساء، وعندما يصبحن حوامل ويصبح لديهن أطفال، يتم بيعهن أو يفعلون بهن ما يشاؤون.
صورة من: Safa Faki
العدالة الغائبة
في يمين الصورة يظهر الطفل يرق البالغ من العمر 11 عاما، وهو من العبيد القلائل الذين نجحوا في تقديم مستعبديهم إلى المحاكمة . تم الحكم على الرجل بسنتين سجنا، في جريمة من المفروض أن يكون أخف حكم فيها هو عشر سنوات سجنا.
صورة من: Robert Asher
الهوة بين الفقراء و الأغنياء
موريتانيا واحدة من أغنى بلدان غرب افريقيا، ومع ذلك فأن مداخيل الصيد البحري والموارد المعدنية لا تجد طريقها إلى كافة شرائح الشعب الموريتاني.
صورة من: Robert Asher
استعادة الكرامة
يعيش معطى الله اليوم رفقة زوجته وابنه في فقر مدقع، ولكن بالرغم من كل التحديات التي ينبغي أن يواجهها، إلا أنه استعاد كرامته الإنسانية والأمل في مستقبل أفضل.