استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي بسبب "الفشل" في هجوم أكتوبر
٢١ يناير ٢٠٢٥استقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هارتسي هاليفي، من منصبه بسبب الإخفاقات الأمنية التي سمحت لحماس بشن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على جنوب إسرائيل. وبذلك يصبح الليفتنانت جنرال هارتسي هاليفي هو أبرز مسؤول إسرائيلي يتقدم باستقالته من منصبه بسبب هجوم حماس. وأعلن هاليفي استقالته من منصبه، اليوم الثلاثاء (21 يناير/كانون الثاني)، بعد أيام فقط من التوصل لوقف إطلاق النار، الهش، مع حماس في قطاع غزة.
كما قدم الميجور جنرال يارون فيكلمان، رئيس القيادة الجنوبية العسكرية الإسرائيلية، التي تشرف على العمليات في غزة، استقالته أيضا. ومن المحتمل أن تعزز استقالة جنرالين كبيرين مطالب استجواب عام بشأن الإخفاقات في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وهو الأمر الذي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ربما يتم توريط قيادته فيه، إنه يجب أن ينتظر حتى انتهاء الحرب.
وبدا هاليفي على خلاف مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، بشأن اتجاه الحرب، حيث ذكر هاليفي أن إسرائيل أنجزت معظم أهدافها وردد كاتس تعهد نتنياهو بمواصلة القتال حتى "الانتصار الشامل" على حماس. وقال هاليفي في خطاب استقالته إن الجيش، تحت قيادته، "أخفق في مهمة الدفاع عن دولة إسرائيل" عندما شنت حماس الهجوم لكنه حقق "إنجازات كبيرة" في الحرب التي تلت ذلك، والتي أحدثت آثارا عبر الشرق الأوسط.
وقال هاليفي إن "الجيش سوف يستمرّ في القتال لتفكيك حماس أكثر، وإضعاف قدراتها على الحكم، وضمان عودة الرهائن"، وعودة الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب الهجمات المسلّحة.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يستقيل هاليفي من منصبه. وقال رئيس الأركان في رسالة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إنه سيستكمل التحقيقات التي يجريها الجيش في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وسيعمل على تعزيز جاهزية القوات لمواجهة التحديات الأمنية. وكتب يقول "سأنقل قيادة قوات جيش الدفاع الإسرائيلية بأداء فائق الجودة وشامل إلى من سيتولى المنصب بعدي".
صمود الهدنة لليوم الثالث
ما يزال اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس ساريا لليوم الثالث على التوالي في قطاع غزة مع تأكيد مسؤول في حماس الثلاثاء أن الحركة ستفرج السبت عن أربع إسرائيليات أخريات ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل. ومع ذلك شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الالتزام بالهدنة بقوله الإثنين ردا على صحافية سالته إن كان يعتقد أن وقف إطلاق النار سيستمر بشكل دائم في القطاع المدمر، "هذه ليست حربنا، إنها حربهم. لكنني لست واثقا" من صموده.
ومارس ترامب قبل تنصيبه ضغوطا شديدة لحض الطرفين على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار قبل عودته إلى البيت الأبيض. في المقابل، أكدت قطر التي قادت إلى جانب الولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة للتوصل إلى الاتفاق، أنها "واثقة" في إمكانية صمود وقف إطلاق النار، محذرة من أن "أي خرق من أي من الجانبين أو قرار سياسي (...) قد يؤدي بكل وضوح إلى انهيار الاتفاق".
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب قائلا إن "أفضل أيام تحالفنا لا تزال أمامنا". وأضاف "أعتقد أن عملنا معا سيرتقي بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ذروات أعلى". كذلك تعهد نتانياهو الإثنين بعدم السماح لغزة بأن "تشكل مجددا تهديدا لإسرائيل"، بعدما أكد في السابق أنه يحتفظ بحق استئناف القتال في القطاع.
ومع توقف القتال، بدأت المساعدات تتدفق إلى غزة وأعلنت الأمم المتحدة دخول 915 شاحنة مساعدات الإثنين إلى القطاع، وهو ما يزيد عن العدد المحدد في اتفاق الهدنة الذي نص على دخول 600 شاحنة في اليوم. ويفترض في المرحلة الأولى من الهدنة أن يتم الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 فلسطيني، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من بعض أجزاء غزة مع بدء الأطراف المعنية التفاوض على بنود اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. لكن باقي الآلية غير واضحة، ويتعين التفاوض خلال الأسابيع الستة المقبلة على وضع حد نهائي للحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن.
عملية في جنين
في غضون ذلك، نفذت قوات أمن إسرائيلية مدعومة بطائرات هليكوبتر عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية التي تشهد اضطرابات مما أسفر عن مقتل عشرة فلسطينيين، فيما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "عملية عسكرية واسعة النطاق ومهمة" بهدف "استئصال الإرهاب". وجاءت العملية بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن مستوطنين إسرائيليين متهمين بالعنف بسبب شن هجمات على قرى فلسطينية.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ووصف نتنياهو العملية أيضا بأنها هجوم جديد ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران. وقال نتنياهو "نحن نتحرك بشكل منهجي وحازم ضد المحور الإيراني أينما مد ذراعيه، في غزة ولبنان وسوريا واليمن ويهودا والسامرة". وتستخدم إسرائيل اسم (يهودا والسامرة) للإشارة إلى الضفة الغربية المحتلة. وذكر الجيش أن جنودا وفرقا من الشرطة وأجهزة المخابرات بدأت عملية لمكافحة الإرهاب في جنين. ويأتي ذلك بعد أن نفذت قوات الأمن الفلسطينية عملية استمرت أسابيع لإعادة فرض السيطرة على مخيم اللاجئين المتاخم لها حيث تتمركز بشكل كبير جماعات مسلحة في الضفة الغربية منها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
ومع بدء العملية انسحبت القوات الفلسطينية من المخيم، وسُمع دوي إطلاق نار كثيف في لقطات مصورة بالهواتف المحمولة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت سلطات الصحة الفلسطينية إن أربعة فلسطينيين على الأقل قُتلوا وأصيب نحو 35 عندما بدأت العملية الإسرائيلية.
ف.ي/ي.ب (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)