يواصل المحتجون المناهضون للرئيس حسني مبارك اليوم الاثنين (07 شباط/ فبراير) اعتصامهم في ميدان التحرير في قلب القاهرة لليوم الرابع عشر على التوالي، حيث أمضى بضعة آلاف من المحتجين في الميدان ليلتهم تحت خيام بسيطة أو في العراء.

ولا يزال المعتصمون يتواجدون حول الدبابات المنتشرة على مداخل الميدان لمنع عناصر الجيش من أي محاولة محتملة للتقدم داخل الميدان مقدمة لاخراجهم، او لإزالة العوائق التي وضعوها على كل المداخل لمنع موالين لمبارك من التقدم داخله.

­وفي مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء تواصلت التظاهرات اليوم حيث بدأ توافد المواطنين منذ الصباح الباكر على ميدان الحرية وساحة مسجد الرفاعي للمشاركة في التظاهرات اليومية. ودعت قوى المعارضة في سيناء إلى هذه التظاهرات وشكلت لجنة شعبية لوضع كافة تفاصيل إدارة التظاهرات في سيناء. وقررت اللجنة إقامة خيمة كبيرة لأعضائها ولمن يريد الاعتصام في ميدان مسجد الرفاعي والذي تم تغيير اسمه إلى ميدان الحرية، وتم الاتفاق على مواصلة التظاهرات يوميا في النهار والاجتماع ليلا لمناقشة المستجدات.

وأكدت اللجنة أن أهدافها تتمثل في رحيل مبارك وإقامة حكومة وحدة وطنية وتنفيذ المطالب الخاصة بسيناء وأهمها الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإلغاء الأحكام القضائية الغيابية ومعاملة أهالى سيناء كمواطنين من الدرجة الأولى وتعيين أبنائهم في المناصب القيادية وكذلك قبول الطلاب منهم في الكليات العسكرية والشرطة والهيئات القضائية مع التأكيد على إعمار سيناء وخاصة وسط سيناء.

أوباما: الهدف هو تطبيق الديمقراطية

­وفي مستجدات الموقف الأمريكي من الأزمة المصرية، قال الرئيس الامريكي مساء أمس الاحد في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الأمريكية "إن الشعب المصري يريد الحرية، ويريد انتخابات حرة ونزيهة، يريد حكومة تمثيلية، حكومة تلبي مطالبه" وأضاف "قلنا إن عليهم بدء المرحلة الانتقالية الآن".

وبالنسبة إلى المخاوف من سيطرة الاسلاميين على الحكم في مصر قال أوباما، جماعة الاخوان المسلمين لا تحظى بمساندة الأغلبية في مصر، ولكنه تجنب الاجابة على نحو مباشر على سؤال عما إذا كانت الجماعة تمثل تهديدا. وأضاف أوباما" الجماعة منظمة بشكل جيد وهناك عناصر في ايديولوجيتها مناهضة للولايات المتحدة".

وأضاف أوباما "الأمر الذي يتعين علينا أن نفهمه هو أن هناك جماعة من العلمانيين في مصر. وهناك جماعة من المثقفين والمجتمع المدني في مصر ترغب في أن تكون في المقدمة ايضا. وقال ان الهدف يجب ان يكون تطبيق الديمقراطية".

انتقادات للحوار بين الحكومة والمعارضة

وفي ردود الفعل على بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة أمس الأحد. قالت شخصيات معارضة بارزة إن المطلب الرئيسي هو الرحيل الفوري لمبارك. وعبر البعض عن مخاوفه من أن تكون الحكومة تسعى إلى كسب الوقت على أمل أن يبقى مبارك في منصبه حتى أيلول/ سبتمبر حيث تنتهي ولايته الدستورية.

في حين قالت الحكومة بعد الاجتماع الذي ترأسه عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أنها وافقت على وضع خارطة طريق للحوار مشيرة إلى أن مبارك سيبقى في منصبه للإشراف على التغيير. وقالت إنها ستمضي قدما نحو الافراج عن الناشطين المعتقلين وضمان حرية الصحافة وإلغاء قانون الطوارئ. وتم تشكيل لجنة لدراسة التعديلات الدستورية.

لكن المعارضة قالت ان الحكومة لم تستجب لمطالبتها بالتغيير الكامل للنظام السياسي. وقال عبد المنعم ابو الفتوح العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين ان بيان الحكومة قدم نوايا حسنة لكنه لم يتضمن اي تغييرات حقيقية.

وانتقد محمد البرادعي المحادثات وقال انه لم يدع إليها. وقال لقناة (ان.بي.سي) التلفزيونية الأمريكية إن هذه المحادثات يديرها الجيش بالكامل وأن هذه هي المشكلة.

اسرائيل ترفض نشر قوات مصرية جديدة في سيناء

وفي سياق آخر ذكرت مصادر رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي أنه تم الاسبوع الماضي رفض طلب ثان من مصر لنشر المزيد من قواتها في شبة جزيرة سيناء. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في موقعها الالكتروني اليوم الاثنين عن المصادر قولها ان وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي رفضا الطلب الذي تقدمت به مصر لنشر قوات اضافية في سيناء.

وكانت اسرائيل سمحت في الاسبوع الماضي للجيش المصري بنشر كتيبتين قوامهما 800 جندي في منطقة شرم الشيخ وبالقرب من رفح المقسمة بين سيناء وقطاع غزة وذلك للمرة الاولى منذ توقيع معاهدة السلام في عام1979 على خلفية التطورات الأخيرة في مصر.

(ع.ج/ رويترز، ا.ف.ب، د.ب.أ)

مراجعة: منصف السليمي