استمرار الاحتجاجات في هامبورغ وميركل تدين عرقلة قمة العشرين
٧ يوليو ٢٠١٧
فيما يواصل قادة دول العشرين اجتماعاتهم ولقاءاتهم في هامبورغ، يحاول المتظاهرون ومناهضو العولمة إعاقة أعمال القمة وهو ما أدانته ميركل واعتبرته "غير مقبول"، وأدى ذلك إلى اضطراب حركة النقل وإغلاق بعض المصارف في المدينة.
إعلان
أدانت المستشار الألمانية انغيلا ميركل، اليوم الجمعة (07 يوليو/ تموز) أعمال الشغب والتخريب التي يقوم بها بعض المتظاهرين المناهضين لقمة العشرين في هامبورغ. وقالت ميركل: "اتفهم المظاهرات السلمية، ولكن المظاهرات التي تشمل أعمال عنف تُعرض حياة المواطنين للخطرلا يمكن قبولها". وأعربت المستشارة عن امتنانها للقوات تقديرا منها للعمل الصعب للغاية الذي يقومون به. وقالت: "دعمي الكامل لقوات الأمن التى تقوم بعملها هنا خلال هذه الساعات. ويعد ذلك عملا صعبا جدا، لذا فإننا ممتنون لهم للغاية".
وقد أعاقت الشرطة الألمانية وصول محتجين مناهضين لقمة مجموعة العشرين إلى قاعة "إلب فيلهارموني" للحفلات الموسيقية في هامبورغ، حيث سيحضر قادة دول وحكومات المجموعة في وقت لاحق من اليوم الجمعة حفلا ومأدبة عشاء. فقد حاول نحو 15 زورقا تحمل متظاهرين الوصول إلى قاعة "إلب فيلهارموني"، وقفز المتظاهرون من الزوارق في المياه قبل أن تلاحقهم الشرطة.
وأغلقت العديد من المصارف فروعها في هامبورغ اليوم بشكل مؤقت وذلك في أعقاب أعمال العنف المصاحبة لمظاهرات مناوئة لقمة العشرين المنعقدة في المدينة.
وأكدت متحدثة باسم مصرف البريد (بوست بنك) لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المصرف أغلق العديد من فروعه في هامبورغ. وفي سياق متصل، لم يفتح مصرف (شباركاسه) العديد من فروعه في المدينة، وقالت متحدثة باسم المصرف: "نحن نجري تبادلا مكثفا لوجهات النظر مع سلطات الأمن ولم نفتح الفروع في قلب المدينة في ضوء الوضع الأمني". وتابعت المتحدثة أنه تم إغلاق بعض الفروع بشكل مؤقت في أحياء محيطة لأسباب أمنية.
ونشرت شرطة هامبورغ هذه التغريدة والصورة حول اقتحام متظاهرين لمحطة القطارات.
يذكر أن العديد من شركات الخدمات المالية أخطرت عملاءها عن إغلاق فروعها على المدى القصير، ما أثار ضيقا بين سكان المنطقة، ولم تتمكن الشرطة حتى الآن من إعطاء بيانات حول حجم الأضرار المادية التي لحقت بالمصارف جراء أعمال العنف التي صاحبت المظاهرات.
صور طريفة على هامش تظاهرات هامبورغ
01:50
من ناحية أخرة قال مسؤولو النقل والشرطة الألمانية إن شبكة النقل العام في هامبورغ تشهد اضطرابات واسعة النطاق وسط احتجاجات مناهضة لمجموعة العشرين، وطالبوا المواطنين بالابتعاد عن القيادة في وسط المدينة طوال مدة انعقاد القمة. وتلقى سائقو القطارات أوامر بعدم التوقف في المحطات القريبة من أماكن الاحتجاجات ومن بينها كل من لاندونغسبروكن وريبربان ، في حين قالت الشرطة إن المتظاهرين قاموا بإلقاء الأشياء على مسارات القطارات.
ع.ج/ ح.ع.ح (د ب أ)
قمة العشرين: وللمناوئين كلمتهم
كل مرة يجتمع فيها قادة العالم في قمة ما، تبدأ الاحتجاجات المناوئة للقمة على اختلاف تسمياتها، وتصبح المناسبة فرصة لمناوئي العولمة للتنفيس عن غضبهم. في صور استعراض لأهم التظاهرات المناوئة للقمم.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
هامبورغ 2017، يبدو المشهد كأن المدينة في حالة حرب، بعد تصاعد ألسنة اللهب والدخان من أزقة هامبورغ التاريخية، اثر حرق متظاهرين معارضين لقمة مجموعة العشرين لسيارات في المدينة. وأعلنت السلطات الألمانية أن 76 شرطيا على الأقل أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع متظاهرين.
صورة من: Reuters/Social Media
وتصاعدت الاحتجاجات في هامبورغ بعد منع تظاهرة تحمل شعار "مرحبا بكم في الجحيم".وطلبت الشرطة الألمانية في هامبورغ تعزيزات من مناطق أخرى في البلاد في المواجهات مع متظاهرين. وهذه الاحتجاجات ضد قمة العشرين ليست الأولى، بل سبقتها عدة تظاهرات.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
البداية كانت في "معركة سياتل" في سنة 1999، والتي تعد الانطلاقة غير الرسمية لموجة احتجاجات الحركات المناوئة للعولمة. وكانت التظاهرة موجهة آنذاك ضد مؤتمر وزراء التجارة والاقتصاد لمنظمة التجارة الدولية، ولم يتم عقد المؤتمر بسبب المواجهات التي حدثت بين آلاف المعارضين للعولمة والشرطة.
صورة من: Getty Images/K.Stallknecht
وفي الاحتجاجات في سياتل اجتمعت لأول مرة الحركات المطالبة بحقوق العمال ودعاة حماية البيئة. وهذا شيء جديد. وتظاهرت المجموعتان سوية ضد منظمة التجارة الدولية وضد الآثار السلبية للعولمة. وكانت هنالك الكثير من الاعتقالات – رغم ذلك بقي أعضاء نقابات العمال الأمريكيين وممثلو حماية البيئة "الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية السلاحف"، سوية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. G. Mabanglo
في شهر حزيران/يونيو 1999، كانت في لندن إحدى أولى التظاهرات المنظمة من قبل المعارضين للعولمة. وحملت المظاهرة اسم "كرنفال ضد العولمة". وعقدت في الوقت نفسه قمة مجموعة الثماني في مدينة كولونيا الألمانية. وانتشرت أخبار التظاهرة في مختلف أنحاء العالم ونظمت حفلات مساندة لها في لندن وفي مدينة أوريغون الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في جنوا الإيطالية عام 2001 تظاهر آلاف الناس تحت شعار "عالم آخر ممكن" أثناء انعقاد مؤتمر مجموعة الثماني، ضد هدر الموارد وسوء التغذية والفجوة بين الأغنياء والفقراء. ولم تكن التظاهرات للأسف كلها سلمية. وأسست الاحتجاجات بداية لعصر احتجاج جديد – يتخلله الغاز المسيل للدموع وسيارات محترقة وقذائف المولوتوف.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
وحاول 20 ألف شرطي إيطالي في جنوا ضبط المتظاهرين، دون جدوى. والنتيجة المحزنة: عدد لا يحصى من الجرحى ومقتل شخص واحد وهو الإيطالي كارلو جولياني. ومنذ ذلك الحين بدأ تطبيق مبدأ جديد، وهو الحرص على اختيار مكان معزول ويمكن تأمينه بصورة جيدة لعقد قمة الثماني وقمة العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
في عام 2015 عقدت قمة الدول السبع في قصر إلماو في ولاية بافاريا الألمانية. وقبل وأثناء عقد القمة كانت هنالك إجراءات أمنية مشددة. وأغلقت الشرطة حتى فتحات مجاري المياه وصناديق البريد. وتم عزل منطقة انعقاد القمة تماما. أما الاحتجاجات العنيفة التي يخشى منها، فلم تحدث أصلا. وكان هنالك بعض الاعتراضات على مكان عقد الاجتماع، الذي حدث في منطقة فاخرة ومكلفة.
صورة من: imago
وفي قمة إلماو تناول قادة الدول السبع بصورة مفاجأة عدة مواضيع تخص البيئة وحماية المناخ، مثل موضوع حماية البحار. وتوصل الزعماء إلى "مكافحة رمي النفايات في البحار، بصورة أكثر فعالية وتركيزا "، وأتفق القادة على خطة عمل. ومع ذلك، افتقرت القرارات النهائية لمطالب الجماعات المدافعة على البيئة، التي دعت إلى التزام أكثر صرامة لتجنب النفايات.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
أما عقد قمة العشرين 2017، داخل مدينة كبيرة، وهي هامبورغ، فكان قرارا شجاعا. واحتشد 20 ألف شرطي لحفظ أمن القمة. واختيرت المدينة لعقد القمة كي تذكر دائما باعتبارها "بوابة العالم". أما النشطاء فنصبوا خيامهم في المدينة تحت شعار "يمكننا التخييم"، دون ان يسألوا أن كان يحق لهم ذلك أم لا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/J. Widener
وعقدت قمة "التضامن العالمي" في هامبورغ قبيل عقد قمة العشرين. وقال منظموها إن "قمة العشرين تدافع عن نظام يدعو إلى عدم المساواة الاجتماعية بأعلى مستوياتها". ودعا مناهضو العولمة ودعاة حماية البيئة إلى بديل عن سياسة قمة العشرين، لأنها لا تحل، حسب وجهة نظرهم، المشاكل الرئيسية في العالم مثل التغير المناخي والحروب والجوع.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالفعل في هامبورغ المعارضة لقمة العشرين. فيما تعرض قارب مطاطي لنشطاء "السلام الأخضر" لسفينة شحن الفحم الصينية "غولدن أبورتيونيتي"، قبل إنزال شحنتها في ميناء هامبورغ. ورفع النشطاء لافتات تطالب بوقف الاعتماد على الفحم، وكتبوا عبارة "أنهوا الفحم" على جانب السفينة، ومن ثم تدخلت الشرطة النهرية وصادرت القارب المطاطي. الكاتب: هانا فوكس/ زمن البدري.