NS
١٦ ديسمبر ٢٠٠٩
ألقت الشرطة الدنمركية القبض على نحو مئة محتج اليوم الأربعاء كانوا في طريقهم صوب مكان محادثات المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة في كوبنهاجن بعد أن قال نشطاء إنهم يعتزمون اختراق سياج أمني. وتأتي هذه الاحتجاجات مع تزايد المخاوف بشأن فشل المباحثات التي تهدف إلى خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. و كان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون والمسؤولون في الدنمرك التي تستضيف المؤتمر دعوا الدول المشاركة لقبول حل وسط لإنقاذ المحادثات والتوصل لاتفاقية دولية جديدة للحد من التغيرات المناخية الخطيرة. ويحاول الوزراء المشاركون تذليل العقبات في المحادثات العالمية بشأن المناخ قبل يومين من القمة التي سيشارك فيها قادة العالم لتوقيع اتفاق بهذا الشأن. لكن ومع عدم التوصل إلى حل لأكثر القضايا أهمية، حذر مسئولون الأطراف المشاركة من إمكانية الفشل، و دعوا إلى تجاوز خلافاتهم والعمل من أجل التوصل إلى اتفاق طموح.
الدول الغنية تبحث عن تنازلات
وقال منظمو المحادثات إن وزراء البيئة سيكثفون جهودهم لتضييق شقة الخلافات. وأضافوا أن الجزء الأكبر من العمل يتعين أن يكتمل قبل أن ينضم نحو 115 من زعماء العالم رسميا للاجتماع يوم الخميس. فبعد تعليقها لعدة ساعات في يوم الاثنين توقفت المحادثات مجددا الثلاثاء بسبب خلاف بشأن نسب الخفض في الانبعاثات من جانب الدول الغنية وتحديد هدف عالمي بعيد المدى للحد من الارتفاع في درجة حرارة الأرض الذي يمكن أن يؤدي لزيادة مستويات مياه البحار والفيضانات وموجات القحط.
وأظهرت مسودات تحمل تاريخ أمس الثلاثاء أن المفاوضين حذفوا من مسودات قدمتها الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الأرقام الخاصة بالأهداف العالمية بعيدة المدى ونسب الخفض في الانبعاث من جانب الدول الغنية بحلول عام 2020.
ويمكن أن يعاد وضع الأرقام إذا تم التوصل لاتفاق. وقال تود ستيرن المبعوث الأمريكي الخاص المكلف بملف التغيرات المناخية "ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. مواقف الأطراف متباعدة تماما بشأن عدد كبير من القضايا". وأضاف انه لا يتوقع أي تغيير في أهداف الولايات المتحدة بشأن الحد من الانبعاثات خلال المحادثات.
محادثات ألمانية فرنسية أمريكية
وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان غوردن براون وانغيلا ميركل وباراك اوباما ونيكولا ساركوزي تباحثوا الثلاثاء عبر دائرة فيديو مغلقة في المفاوضات حول المناخ. وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أن "المباحثات دامت 50 دقيقة وخصصت للنقاط الأساسية التي يتم التفاوض بشأنها في إطار مؤتمر كوبنهاجن". وأضافت الرئاسة أن "القادة الأربعة اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق حتى يحين موعد لقائهم مع رؤساء الدول والحكومات الآخرين في كوبنهاجن".
ويبدو مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ مهددا في حين عرض مشروع جديد لاتفاق عالمي على المندوبين من دون تحديد أهداف بالأرقام. وأعربت ميركل الثلاثاء عن "توترها" أمام خطر فشل مؤتمر كوبنهاجن. وقالت ميركل ردا على صحافي سألها عن آمالها بالتوصل إلى اتفاق يحد انبعاثات ثاني اكسيد الكربون "لن اخفي باني متوترة بعض الشيء بشأن ما إذا سننجح جميعا".
الأوساط الاقتصادية في ألمانيا تحذر التنازلات الأحادية
وفي ظل هذا التخوف من تعثر المفاوضات حذرت الأوساط الاقتصادية في ألمانيا حكومة بلادها من تقديم تنازلات أحادية الجانب في قمة المناخ. وقال فيرنر شناباوف المدير التنفيذي للرابطة الاتحادية للصناعة الألمانية في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء إنه يتعين أن تكون اتفاقية دولية جديدة لحماية المناخ ملزمة لجميع الدول التي تصدر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وجميع القطاعات الصناعية على نحو مماثل.
وذكر شناباوف أن عملية حماية المناخ ستكون ممكنة فقط إذا اتحدت جميع الاقتصاديات الكبيرة على هدف واحد، وتتوقع الرابطة حدوث مشكلات إذا ألزمت ألمانيا والاتحاد الأوروبي نفسيهما بأهداف صارمة لحماية المناخ وقدمت الولايات المتحدة والصين في المقابل وعودا ضعيفة.
وفي الوقت نفسه حذر مجلس غرفة التجارة والصناعة الألمانية الاتحاد الأوروبي من تقديم وعود مبالغة واتخاذ مواقف أحادية الجانب في قمة كوبنهاجن. وقال ماترن فانسليبن المدير التنفيذي للمجلس في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم إن الالتزام بشكل أحادي الجانب بخفض انبعاثات غاز ثان أكسيد الكربون بمقدار 30 في المائة حتى عام 2020 يعني تكاليف إضافية كبيرة. وذكر فانسليبن أن هذا الأمر سيؤدي إلى إضعاف شديد لوضع المنافسة للشركات التي تعمل على المستوى الدولي.
(ي ب / ا ف ب / رويترز/ د ب ا)
مراجعة: عبده المخلافي