تعرضت مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب شمال سوريا لغارات جوية جديدة مما يزيد من تأزيم الوضع في حلب التي تعيش لليوم التاسع على التوالي على وقع قصف متبادل أسفر عن سقوط المئات من القتلى في صفوف المدنيين.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 20 غارة جوية على الأقل نفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا اليوم السبت (30 أبريل/ نيسان) وهو اليوم التاسع على التوالي لعنف وقصف متبادل أسفر عن سقوط قرابة 250 قتيلا من المدنيين.
ولم يذكر المرصد على الفور هل كان سلاح الجو السوري أم سلاح الجو الروسي هو الذي شن الغارات. غير أن المرصد أوضح أن قصفا نفذته القوات الحكومية في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالمدينة منذ 22 أبريل/ نيسان أسفر عن مقتل 140 شخصا بينهم 19 طفلا.
وأضاف أن قصف مقاتلي المعارضة لمناطق تحت سيطرة الحكومة خلال نفس الفترة أسفر عن مقتل 96 شخصا بينهم 21 طفلا. وفي سياق متصل أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الغارات الجوية التي تشنها القوات السورية في مدينة حلب، وكذلك مناطق سكنية ومساجد ومرافق طبية من بينها مستشفى القدس بحلب.
ودعا الأمين العام للمنظمة إياد بن أمين مدني، في بيان له اليوم السبت المجتمع الدولي، وبالخصوص الأطراف التي تعهدت بفرض وقف للعمليات العدائية في سوريا، للتدخل السريع لوقف المجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية التي تتسبب في مقتل المدنيين الأبرياء وتصاعد عمليات القتل والخراب والدمار في مدينة حلب.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود ارتفاع حصيلة قصف مستشفى تشرف عليها في حلب الأربعاء إلى 50 قتيلا، في حين أدى تجدد القصف على المدينة أمس الجمعة إلى مقتل 30 شخصا. وكانت مستشفى القدس الواقعة في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة قد تعرضت للقصف في غارة جوية.
وفي سياق آخر قتل خمسة عناصر من القوات الأمنية الكردية في تفجير انتحاري استهدف اليوم حاجزا لهم في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، وفق ما افاد مسؤول كبير. وقال القائد العام لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش) جوان ابراهيم لفراس برس إن "انتحاريا فجّر حزامه الناسف في حاجز لقوات الأساييش" عند مفترق شارع الوحدة القريب من مقار قوات النظام السوري وقوات الدفاع الوطني الموالية لها في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
ويأتي التفجير بعد نحو عشرة أيام على اشتباكات عنيفة بين الاساييش وقوات النظام السوري أودت بالعشرات، وانتهت باتفاق ينص على عودة الهدوء الى المدينة وتبادل المعتقلين.
هـ.د/ ع.ش (رويترز، د ب أ)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.