1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استمرار الفوارق بين غرب ألمانيا وشرقها بعد 16 عاما على إعادة التوحيد

٣ أكتوبر ٢٠٠٦

يحتفل الألمان اليوم بالذكرى السادسة عشرة لإعادة توحيد بلدهم في وقت ما يزال فيه مستوى الأداء الاقتصادي في الشطر الشرقي دون مثيله في الشطر الغربي، ناهيك عن فوارق أخرى في المجالين السياسي والاجتماعي.

في الثالث من اكتوبر 1990 رفرف علم المانيا الموحدةصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

مهد سقوط جدار برلين في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1989، وانهيار الحكم الاشتراكي/ الشيوعي في شرق ألمانيا الطريق أمام إعادة توحيد ألمانيا بعد حوالي 45 عاما من التقسيم. ويعد الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول يوم احتفال رسمي بإعادة التوحيد التي لم تشكل فقط نقطة تحول في تاريخ ألمانيا وأوروبا، وإنما في التاريخ العالمي المعاصر أيضا. فانهيار الجدار أو ما كان يعرف بالستار الحديدي بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي أدى إلى انهيار الأول وسيادة عالم القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة.

وبمناسبة الذكرى السادسة عشرة لإعادة توحيد البلاد دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى التعلم من هذه التجربة، وبالذات من الخبرات المتراكمة في كلا الشطرين والاستفادة من دروس التاريخ. ودعت ميركل سكان الجزء الغربي من البلاد إلى زيادة المساهمة في تنمية الجزء الشرقي، مؤكدة في هذا السياق أن رخاء ألمانيا عموما لن يتحقق إلا إذا أخذت عملية تنمية الولايات الشرقية على محمل الجد بشكل أكبر. وقالت الزعيمة الألمانية إن هذه المهمة "ليست فقط مهمة سكان الشطر الشرقي فحسب، بل مهمة جميع الألمان". يذكر أنه عقب توحيد شطري البلاد، بدأت عملية بناء وتنمية شاملة للشطر الشرقي وشملت مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وذلك لمحو آثار سنوات الحكم الاشتراكي وتضيق الفجوة بين شطري البلاد. لكن كيف تبدو الصورة اليوم بعد ستة عشر سنة من الوحدة؟

مستوى الولايات الشرقية ما يزال دون نظيرتها الغربية

مستشار الوحدة الألمانية: هيلموت كولصورة من: AP

رغم ما تحقق من بناء وتنمية شهدتها الولايات الشرقية، إلا أن بعض السياسيين الألمان والمراقبين، إضافة إلى عدد كبير من أفراد الشعب لألماني لا يعربون فقط عن عدم رضائهم عن واقع الحال، بل وعن تشاؤمهم من المستقبل، مشيرين إلى أن تحقيق الوحدة الوطنية وتضييق الفجوة الاقتصادية بين الشطرين لا يقل أهمية عن الوحدة السياسية والجغرافية. وما تزال هذه الفجوة كبيرة بين الولايات الشرقية والغربية رغم جهود التنمية التي بذلت خلال السنوات الماضية. ويرى مفوض الحكومة المكلف بشئون تنمية الولايات الشرقية، فولفجانج تيفنزيه أنه ما زال أمام بعض هذه الولايات مرحلة طويلة حتى تصل إلى مستوى مثيلاتها في الجزء الغربي. وتوقع السياسي الألماني أن الوضع قد يستغرق ما بين 15 إلى 20 سنة حتى تستطيع نصف الولايات الشرقية على الأقل الوقوف على قدميها. وأضاف: " ما زلنا بحاجة إلى قدر كبير من التضامن للتغلب على آثار الحرب العالمية الثانية والسنوات التي تلتها حتى عام 1989." وكشف الوزير الألماني عن أنه سيتم حتى عام 2019 ضخ حوالي 156 مليار يورو لصالح تنمية الولايات الشرقية، مشيرا إلى أن بعضها ما يزال يعاني من مشاكل كبيرة. من جانبه، وجه رئيس وزراء ولاية سكسونيا، جيورج ميلبرات انتقادات لاذعة لحكومة التحالف الاتحادية الحالية، متهما إياها بأنها لا تملك أفكارا جديدة لتنمية الولايات الشرقية.

ثلثي الألمان لا يرون سببا للاحتفاء بالوحدة

على العكس من رأي حوالي ثلثي الألمان، تعتقد المستشار ة أنجيلا ميركل أن يوم الثالث من أكتوبر مناسبة وطنية يجب الاحتفال بها، لأن هذا اليوم شكل بالنسبة للغالبية العظمى من الجماهير حدثا مهما غيّر مجرى حياتهم إلى الأفضل، حسب تعبيرها. يذكر أن استطلاع للرأي كان قد أشار إلى أن ثلثي الألمان تقريبا لا يرون سببا للاحتفاء بيوم الوحدة الألمانية. هذا الأمر حدا ببعض السياسيين والمراقبين إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء هذا التحول وعن أسباب عدم الرضا. ويرجع بعض المراقبين بأن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع نسبة البطالة وإلى تراجع أحلام العيش الرغيد في كنف الرأسمالية الذي كان يراود الألمان في الجزء الشرقي. يذكر أن نسبة البطالة في القسم الشرقي من البلاد تبلغ ضعف النسبة الموجودة في الجزء الغربي. أضف إلى ذلك مشكلة الاختلال السكاني الناجم عن الهجرة من الولايات الشرقية إلى الغربية وبالذات من قبل الشباب بغرض الحصول على فرص عمل. أما في الجزء الغربي فيسود الاعتقاد بأن التركيز على تنمية الولايات الشرقية وضخ الأموال إليها أدى إلى تراجع المستوى الاقتصادي في الولايات الغربية وارتفاع نسبة البطالة فيها.

الألمان الشرقيين أقل ثقة بالمؤسسات الديمقراطية

لافتة رمزية تحذر المشاة من أنهم يغادرون القسم الغربي من برلين

يتساءل المراقبون هل تحققت الوحدة الوطنية فعلا بعد مرور 16عاما على سقوط جدار برلين ، وعما إذا كان النسيج الاجتماعي والسياسي يتجه نحو الاندماج والتقارب أم أن الفروق تتسع والتناقضات تزداد. في هذا السياق يقول رئيس المركز الاتحادي الألماني للتنمية السياسية، توماس كروجر:" صحيح أن الوحدة الاجتماعية الداخلية تحقق تقدما ملموسا، لكن ما زالت هناك فوارق كبيرة في طريقة التفكير بين سكان الشطرين." على العكس من ذلك، أشارت نتائج استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا إلى حصول تقارب كبير بين الألمان المنحدرين من الجزء الشرقي ومواطنيهم في الجزء الغربي خلال سنوات الوحدة. وأشارت دراسة إحصائية إلى أن كل ألماني من بين اثنين لديه أصدقاء ومعارف في الجزء الآخر من البلاد لاسيما في أوساط الفئة العمرية مابين 18 و29 سنة.

أما بالنسبة لدرجة الرضاء عن عمل المؤسسات الديمقراطية في البلاد، فتشير دراسة قامت بها جامعة لايبزغ إلى أن 27 في المائة فقط من الألمان الشرقيين أعربوا عن رضاهم عن عمل المؤسسات الديمقراطية في البلاد، بينما ترتفع هذه النسبة إلى حوالي 50 في المائة بين الألمان من الولايات الغربية.

عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW