ألمانيا.. استمرار المظاهرات الحاشدة ضد اليمين المتطرف
٣ فبراير ٢٠٢٤
شارك نحو 150 ألف شخص في برلين في احتجاجات مناهضة لليمين المتطرف للأسبوع الرابع على التوالي. وخرجت احتجاجات كذلك في مدن أخرى ومنها دريسدن وهانوفر في إشارة إلى القلق المتزايد من تزايد التطرف اليميني.
إعلان
رغم تساقط الأمطار الخفيفة، تجمع اليوم السبت (الثالث من فبراير/ شباط 2024) أكثر من 150 ألف شخص في العاصمة الألمانية برلين في مظاهرة مناوئة لليمين المتطرف وحزب البديلمن أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.
وقال متحدث باسم الشرطة إن عشرات الآلاف كانوا حاضرين في المكان مشيرا إلى أن بعض المشاركين ما زالوا يتوافدون، وقال إنه تم فتح جميع المساحات الإضافية المخصصة في المنطقة المحيطة. فيما قدر المنظمون عدد المشاركين بنحو 300 ألف شخص.
وكان تم إخطار السلطات بمشاركة 100 ألف شخص في المظاهرة، ومن المنتظر تشكيل سلسلة بشرية تحت شعار "نحن الجدار الناري"، ودعا تحالف يدعى "يد بيد" ويضم أكثر من 1300 منظمة إلى هذه المظاهرة المناوئة للكراهية والداعية إلى التسامح.
من جانبه، قال سيركان بينغول (36 عاما) المنحدر من برلين ويحمل الجنسية الألمانية ويعمل معلما بمدرسة ثانوية، وقد جاء إلى المظاهرة برفقة مجموعة من اللاجئين: "نحن نرغب في تقديم إشارة للتضامن ولنظهر أننا ضد التمييز. ونجد أنه من الجيد استمرار وجود مجتمع متنوع بدلا من مجتمع أحادي في ألمانيا".
ألمانيا تنتفض ضد حزب البديل لأجل ألمانيا
02:09
فرايبورغ ومدن أخرى
كما تجمع نحو 20 ألف شخص في مدينة فرايبورغ السبت، للاحتجاج على التطرف اليميني، حسبما ذكرت الشرطة في المدينة الواقعة جنوب غرب ألمانيا. ودعا إلى هذه المظاهرة الأكبر في المدينة أكثر من 300 منظمة من بينها فريق فرايبورغ لكرة القدم ونقابات وكنائس.
وبعد التجمع في ساحة المعبد اليهودي القديم، سار موكب المظاهرة عبر وسط مدينة فرايبورغ. وتوقعت الإدارة المحلية حدوث اضطرابات مرورية كبيرة.
وتم الإخطار عن تنظيم احتجاجات مماثلة أيضا بمشاركة الآلاف في مدن أخرى مثل لار ولوراخ وفيسلوخ وآلين وماينز وأوغسبورغ وكريفيلد وغيرها. وحمل المتظاهرون لافتات حملت شعارات مثل "حقوق الإنسان بدلا من اليمين" و"ألمانيا ستظل متنوعة"، كما شارك مزارعون بجراراتهم أيضا في المظاهرة.
وتشهد ألمانيا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع خروج عشرات آلاف الأشخاص إلى الشوارع للتنديد بالتطرف اليميني وبحزب البديل من أجل ألمانيا، وذلك بعد أن كشفت منصة "كوريكتيف" الإعلامية عناجتماع عقده يمينيون متشددون مع ساسة من حزب البديل والحزب المسيحي الديمقراطي وجمعية "فيرته أونيون"/اتحاد القيم/ في مدينة بوتسدام في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وكان من بين المشاركين في هذا الاجتماع الذي انعقد في فيلا في بوتسدامالنمساوي مارتن زيلنر الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية اليمينية المتطرفة التي تعارض بشدة هجرة المسلمين إلى أوروبا. وكان زيلنر كشف أنه تحدث في اجتماع بوتسدام عن "إعادة التهجير"؛ وهذه عبارة يستخدمها المتطرفون اليمينيون للتعبير عن ضرورة ترحيل عدد كبير من الأشخاص من ذوي الأصول الأجنبية، حتى وإن كان هذا بالقوة.
ع.أ.ج/ ع ج (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)