استمرار المعارك بحلب واجتماع في برلين لإحياء الهدنة
٤ مايو ٢٠١٦
تتواصل الجهود الدبلوماسية لإحياء الهدنة بسوريا لتشمل حلب، إذ تستضيف برلين لقاء رباعيا يضم منسق المعارضة رياض حجاب والممثل الدولي دي ميستورا بالإضتافة لوزيري خارجية فرنسا وألمانيا. في غضون ذلك تتواصل المعارك في سوريا.
إعلان
تحتضن العاصمة الألمانية برلين في هذه اللحظات لقاء رباعيا يشارك فيه الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب ووزير الخارجية الفرنسية بالإضافة إلى فرانك فالتر شتاينماير صاحب الدعوة للاجتماع. ويأتي هذا الاجتماع اليوم الأربعاء (4 مايو/ أيار 2016)، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.
يأتي هذا فيما نسبت وكالات أنباء روسية إلى وزارة الدفاع الروسية قولها الأربعاء إن جبهة النصرة كثفت هجماتها مما أحبط خططا أمس الثلاثاء لتمديد تهدئة حتى تشمل مدينة حلب السورية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار أمس بعد اجتماع مع دي ميستورا إلى أن التوصل لاتفاق يشمل حلب بات وشيكا وإن عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا قد يعلنون قرارا بهذا الشأن "في الساعات المقبلة". غير أن هذه الهدنة المحلية المعروفة بنظام التهدئة لم تتبلور.
من جهته، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس السوري بشار الأسد من "عواقب" عدم التزامه بوقف إطلاق النار الجديد الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، لاسيما في حلب.
معارك في حلب وقرب دمشق
ميدانيا، استمرت عند أطراف مدينة حلب معارك عنيفة طوال الليل الماضي بين قوات النظام والفصائل المقاتلة اثر هجوم شنته الأخيرة على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، بينها جمعية الزهراء والراشدين والفاميلي هاوس. ورافق المعارك قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين وغارات للطائرات الحربية والمروحية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد بـ "مقتل العشرات" من الطرفين خلال الاشتباكات. وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن هذه المعارك "هي الأعنف في حلب منذ أكثر من سنة".
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا أسفر عن مقتل أكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري المحسوب على المعارضة. وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.
وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تجددت الغارات والاشتباكات بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء مع انتهاء المهلة المحددة لاتفاق تهدئة مؤقت تم برعاية روسية أميركية. واستهدفت، بحسب المرصد السوري، "22 غارة جوية على الأقل نفذتها طائرات حربية يرجح أنها سورية" الغوطة الشرقية وتحديدا أطراف بلدتي شبعا ودير العصافير.
ي.ب/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.