استمرت العمليات العسكرية الخميس (23 أغسطس/ آب 2012) في ريف دمشق وتواصلت المعارك والقصف في عدد من أحياء مدينة حلب (شمال)، بينما سقط عشرات المقاتلين والمدنيين بين قتيل وجريح في مدينة أريحا في إدلب (شمال غرب)، بحسب ناشطين.

وقتِل الخميس 111 شخصاً على الأقل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، هم 71 مدنيا وستة مقاتلين معارضين وثلاثة منشقين و31 جنديا نظاميا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد كذلك أن 24495 شخصاً قتلوا في أعمال عنف في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار/مارس 2011، والتي تحولت إلى نزاع دمويّ. وتقول الأمم المتحدة إن عدد القتلى بلغ أكثر من 17 ألف شخص.

وكان المرصد السوري أفاد أن "اشتباكات عنيفة وقعت في محيط مدينة داريا في ريف دمشق بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة من جهة بساتين المزة"، في حين تواصلت حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة الدمشقي حيث قتِل الأربعاء 25 شخصا، بحسب المرصد. فيما باتت الأحياء المسيحية وسط مدينة حلب شبه مقفِرة يوم الخميس مع سماع دوي انفجارات متقطعة، بعد أن جرت فيها معارك عنيفة استعاد فيها الجيش السوري الأحياء المسيحية في حلب القديمة، كما قال سكان.

يذكر هنا أنه لا يمكن التحقق من المعطيات الميدانية وعدد القتلى والجرحى في سوريا من مصادر مستقلة.

وفيما أعلنت فرنسا أن إقامة منطقة حظر جوي في قسم من الأراضي السورية هو اقتراح "يستحق الدرس"، أكدت دمشق أنها ستتعاون مع الموفد الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي متوقعة أن يسعى إلى إجراء حوار "في أسرع وقت ممكن". يأتي ذلك في حين أعلنت إيطاليا أنها ستستضيف محادثات دولية "خلال الأيام المقبلة" حول مستقبل سوريا بعد انتهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

من جهتها، أفادت مصادر أمنية عراقية أن طائرة حربية سورية اخترقت الأجواء العراقية وقامت بقصف منطقة البوكمال السورية صباح الخميس. من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن تزايد استخدام قوات النظام السوري سلاح الجو في حربها ضد الثوار، كما حدث في حلب، يؤدي إلى مخاطر على السكان المدنيين. واتهمت المنظمة الحقوقية النظام السوري باستهداف المدنيين والقصف بدون تمييز في حلب، بعضهم قتل خلال انتظار دورهم للحصول على الخبز. ولم يرد تعليق فوري من جانب النظام السوري على هذه الاتهامات. يشار إلى أن نشطاء من المنظمة ذهبوا إلى مدينة حلب في النصف الأول من أغسطس/ آب الجاري وراقبوا الوضع هناك لمدة عشرة أيام.

ع.م/ ع.ج.م (أ ف ب ، د ب أ)