اشتباكات في صنعاء تلقي بظلالها على توقيع اتفاق
٢١ سبتمبر ٢٠١٤ قال شهود عيان في إن مقاتلين حوثيين شيعة وقوات الحكومة اشتبكوا لليوم الرابع على التوالي في العاصمة اليمنية صنعاء رغم الإعلان عن اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة من المقرر أن يجري توقيعه في وقت لاحق اليوم الأحد (21 سبتمبر/ أيلول). وتحدث السكان عن سماع دوي قصف عنيف طول الليل أمس السبت في منطقة بالعاصمة قرب مقر معسكر الفرقة الأولى مدرعة وقرب جامعة الإيمان.
ولم تتوقف المعارك خلال الليل بالرغم من حظر تجول ليلي فرضته السلطات في أربعة أحياء شمال صنعاء التي شهدت معارك دامية منذ الخميس الماضي. وتركزت المعارك حول حرم جامعة الإيمان، معقل السلفيين في حزب الإصلاح الإسلامي، والذي يسعى المتمردون الشيعة للسيطرة عليه بحسب مصادر مختلفة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر قد أعلن في وقت متأخر من مساء السبت عن التوصل لاتفاق لـ"حل الأزمة" في اليمن بعد أن التقى زعيم المتمردين الشيعة عبد الملك الحوثي في معقله في صعدة بشمال اليمن. وقال المبعوث الأممي في بيان إنه "بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها أنصار الله (الحوثيون) تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن (...) والتحضير جار لترتيبات التوقيع" على الاتفاق. وأوضح أن "الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد".
ورغم الاتفاق إلا أن أحد قادة الحوثيين قال لرويترز إن الحوثيين شددوا القصف على معسكر الفرقة الأولى مدرع وطردوا الجنود منه. وقال علي العماد لرويترز في وقت متأخر من مساء أمس السبت إن الحوثيين سيطروا على وحدة عسكرية شرقي الفرقة الأولى مدرع ومستمرون في القصف الشرس لمقر الفرقة وجامعة الإيمان القريبة من كل الاتجاهات. وقالت قناة الجزيرة القطرية إن دوي انفجارين سمع إلى الشمال من العاصمة قبيل الفجر.
واندلع القتال طول أمس السبت على مشارف صنعاء وقال مقاتلون إنهم سيطروا على مقر التلفزيون. وأعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن دعمه للاتفاق الذي توسطته فيه الأمم المتحدة أمس السبت وقال الحوثيون إن ممثلهم سيصل إلى العاصمة قادماً من صعدة اليوم الأحد للتوقيع عليه.
ولجأت السلطات إلى حظر التجول إثر اشتداد المعارك بين متمردي جماعة "أنصار الله" الشيعية ومسلحي حزب الإصلاح السني، التي أوقعت عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين إضافة إلى 22 مدنياً على الأقل. وأدت أعمال العنف أيضاً إلى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وغلق المدارس وأكبر أسواق العاصمة وإلى شبه شلل تام في صنعاء. وتفاقمت الاضطرابات السياسية في اليمن منذ الإطاحة بصالح. ويعد تمرد الحوثيين واحداً من عدة تحديات أمنية في اليمن الذي يصارع حركة انفصالية في الجنوب واتساع نطاق نشاط تنظيم القاعدة.
ش.ع/ ع.غ (أ ف ب، رويترز)