1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استمرار قمع المحتجين وازدياد الضغوط الدولية على سوريا

١٥ أغسطس ٢٠١١

نظام الأسد يتلقى مزيدا من الإدانات الدولية مع استمرار عمليات الجيش والأمن في عدة مدن. فألمانيا دانت قصف اللاذقية من البحر، وواشنطن دعت دول العالم إلى وقف شراء النفط السوري. واسبانيا تعرض على الأسد اللجوء السياسي.

المحتجون في سوريا تجاوزا حاجز الخوف ويخرجون إلى الشارع رغم قمع الجيش والشبيحة لهمصورة من: dapd

تشهد سوريا تصعيدا أمنيا خطيرا حيث يبدو أن القوات البحرية دخلت خط المواجهة لقمع حركة المحتجين السلمية. في نفس الوقت تزداد رقعة العمليات العسكرية التي يقوم الجيش السوري في البلاد من خلال انتقال آلة القتل والتعذيب والاعتقال من مدينة إلى أخرى. بالأمس كانت درعا وحمص وحماه وإدلب ودير الزور واليوم اللاذقية. وقتل اليوم الاثنين( 15آب/ أغسطس) ثلاثة أشخاص على الأقل في المدينة الساحلية التي شهدت أيضا يوم أمس الأحد سقوط أكثر من 26 شخصا على الأقل مع تصريحات ناشطين بدخول البحرية السورية العمليات العسكرية، حيث تعرضت أحياء شعبية من اللاذقية إلى قصف بحري، وفق بيانات منظمات حقوقية.

من جانبه أعلن "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" أن " الجيش السوري أطلق في اللاذقية عدة نداءات في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في حي الرمل وفي منطقة السكانتوري للأهالي بضرورة إخلاء مناطقهم السكنية واعتبار كل من يبقى فيها " مقاوما"، ما ساهم في حركة نزوح واسعة في المدينة الساحلية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان " إنه لدى اقتراب بعض النازحين من حاجز أمني في حي عين التمرة أطلق الرصاص عليهم مما أدى إلى إصابة ستة مواطنين بجراح خطيرة، توفي أحدهم متأثرا بجراحه. من جانبها أعلنت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين اليوم الاثنين( 15 آب/ أغسطس) أن " أكثر من خمسة آلاف لاجئ فلسطيني فروا من مخيم الرملة في مدينة اللاذقية، داعيا دمشق السماح لهم بدخول المنطقة". وفي ظل غياب صحافة مستقلة أو أجنبية لم يتسن لحد الآن التأكد من المعلومات الواردة من سوريا.

حمص مرة أخرى تحت رحمة الجيش و"الشبيحة"

معلومات عن مشاركة زوارق بحرية في قصف مدينة اللأذقية بغرب سورياصورة من: AP Photo / SHAMSNN

وتجدد النشاط العسكري لقوات الجيش السوري والميليشيات غير الرسمية المعروفة "بالشبيحة" في محافظة حمص التي تلقت ضربات عنيفة من القوات السورية خلال الأسابيع الماضية. فقد قتل رجل مسن اليوم( 15 آب/ أغسطس) برصاص قناصة في قرية "تلدو" التابعة لبلدة " الحولة" التي شهدت صباح اليوم عملية عسكرية شاركت فيها دبابات من الجيش السوري. وبدأت العملية بإطلاق نار رشاشات كثيف وتحرك الدبابات من عدة جهات لاقتحام المدينة وفق بيانات ناشطين حقوقيين. كما لم تنقطع أخبار محافظة ديرا لزور المتاخمة للحدود العراقية فيما يخص استمرار عمليات الجيش والأمن فيها، حيث توفي اليوم الاثنين رجل مسن آخر متأثرا بجراح أصيب بها مساء الجمعة الماضي برصاص قناصة وسط المدينة.

و أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن "حوالي 71 معتقلا قضوا تحت التعذيب في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد" أواسط آذار/ مارس الماضي. وأعرب المرصد من جانب آخر عن "مخاوفه" على حياة باقي المعتقلين ولا سيما " النشطاء" منهم.التطورات الأمنية هذه تأتي غداة مقتل حوالي 30 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، بينهم 26 في مدينة اللاذقية لوحدها. ورغم نفي السلطات السورية لأية مشاركة بحرية في عمليات قصف اللاذقية، أصرت لجان التنسيقية ومراصد حقوق الإنسان في سوريا على قصف بحري للمدنية الساحلية الواقعة في غرب سوريا.

زيادة الضغوط الدولية ومدريد تعرض اللجوء السياسي على الأسد

رغم القصف البحري والبري لمدينة اللاذقية تستمر احتجاجات المعارضين لنظام بشار الاسد وحزب البعث الحاكمصورة من: picture alliance/dpa

و عبر المجتمع الدولي عن قلقه البالغ لما يجري في سوريا من خلال زيادة الضغوط على النظام السوري ودعوته المتواصلة إلى وقف العنف المنهجي ضد المدنيين العزل وقتل الأبرياء في المدن السورية. فقد دعا الأردن وعلى لسان رئيس الوزراء معروف البخيت إلى " وقف فوري للعنف" وذلك خلال اتصال هاتفي بين الأخير ونظيره السوري عادل سفر جرى هذا اليوم(15 آب/ أغسطس). كما أدان وزير الخارجية الألماني غيدو فيتسر فيله استخدام السفن الحربية والدبابات ضد المتظاهرين في سوريا، مطالبا دمشق بوقف فوري للعنف في البلاد ومشيرا إلى عدم وجود ما يبرر الاستخدام الحالي للعنف أخلاقيا وقانونيا. كما دعت الولايات دول العالم إلى وقف شراء النفط والغاز من سوريا، في محاولة منها لزيادة الضغط على نظام الأسد على الصعيد الاقتصادي. يشار إلى أن سوريا تصدر حاليا أكثر من 100 ألف برميل يوميا من النفط الخام، لكنها في المقابل تستورد الغاز من دول الجوار.

ووسط الضغوط الدولية المتعاظمة برز دور جريء لأسبانيا التي عرضت على الرئيس السوري بشار الأسد مخرجا للأزمة من خلال إعلان استعدادها استقبال عائلته في اسبانيا. فقد كشف صحيفة " البايس" الاسبانية اليوم(15 آب /أغسطس) أن رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أرسل في تموز/ يوليو سرا مستشاره الخاص بيرناردينو ليون ليقترح على الرئيس السوري بشار الأسد " خطة" للخروج من الأزمة تتضمن استعداد مدريد لقبول لجوء الأسد وعائلته.

وذكرت الصحيفة أن المبعوث الإسباني سافر سرا إلى دمشق ولم يلتق أحدا في المباني الحكومية، وإنما حصر لقاءاته في بيوت أصدقائه السوريين، حيث قدم عرضه إلى الجانب السوري. وكشفت الصحيفة أن الخطة الاسبانية اشتملت على ثلاث نقاط وهي " الوقف الفوري لعمليات القمع، وعقد مؤتمر وطني في مدريد تحضره جميع أطراف النزاع في سوريا، وتحديد جدول زمني للانتقال وتشكيل حكومة جديدة تضم أعضاء من المعارضة السورية. وقالت الصحيفة إن الجانب السوري قابل المقترحات الأسبانية "برفض شديد". وبعد عودته قال المبعوث الاسباني " أنا اشعر أن الأسد لن يتنازل عن أي شيء أساسي". مشيرا إلى أن الأشخاص الذين قابلهم في سوريا " كانوا بعيدين كل البعد عن الواقع"، وفق ما نقلت الصحيفة عنه.

ح.ع.ح/رويترز/د.ب.أ/أ.ف.ب

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW