مهمة الجيش الألماني في أفغانستان كلفت 12 مليار يورو
١٧ أبريل ٢٠٢١
بلغت تكاليف مهمة الجيش الألماني في أفغانستان على مدار 20 عاماً أكثر من 12 مليار يورو، عدى المساعدات التنموية وإعادة الإعمار. وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر دولة مشاركة بقوات بعد الولايات المتحدة.
إعلان
ذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن مهمة الجيش الألماني في أفغانستان بلغت تكلفتها على مدار العقدين الماضيين أكثر من 12 مليار يورو. وجاء في رد الوزارة على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، والذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت، أن "النفقات الإضافية المرتبطة بالمهمة" بلغت قيمتها 156ر12 مليار يورو خلال الفترة من عام 2001 حتى عام 2020.
وكانت أعلى تكلفة للمهمة خلال السنوات من 2010 إلى 2012، حيث بلغت أكثر من مليار يورو لكل منها. وكانت هذه السنوات الثلاث أخطر أوقات المهمة، عندما انتشر مؤقتا أكثر من 5 آلاف جندي ألماني في أفغانستان وقاتلوا ضد حركة طالبان المتمردة، بحسب رد الوزارة.
وقالت السياسية اليسارية هايكه هنزل في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية إن نفقات المهمة بمثابة "بيان إفلاس سياسي وأخلاقي".
وقرر حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء الماضي بدء الانسحاب من أفغانستان بحلول الأول من أيار/مايو المقبل. وكانت الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مزود للقوات، قد حددت موعد إتمام الانسحاب في 11 أيلول/سبتمبر - الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم "القاعدة" الإسلامي في الولايات المتحدة.
وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر دولة مشاركة بقوات بعد الولايات المتحدة. ويبلغ عدد القوات الألمانية المشاركة في المهمة 1100 جندي، من بين إجمالي مهمة الناتو البالغ قوامها نحو 10 آلاف جندي.
الدعم الإغاثي والتنموي "مستمر"
وبالإضافة إلى تكاليف المهمة، تنفق الحكومة الألمانية أيضا مئات الملايين من اليورو كل عام على المساعدات الإنسانية ومساعدات التنمية وإعادة الإعمار في أفغانستان. ومن المفترض أن يستمر هذا الدعم حتى بعد انسحاب الجيش الألماني. وفي مؤتمر للمانحين في تشرين الثاني/نوفمبر 2020،
تعهدت ألمانيا بما يصل إلى 430 مليون يورو كدعم مدني للعام المقبل.
وقال وزير التنمية الألماني في تصريحات لصحيفة "أوغسبورغر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية الصادرة أمس الجمعة: "سندعم أفغانستان أيضا في المستقبل بصفتنا شريك في السياسة التنموية"، واصفا المساعدات الحالية بأنها ناجحة، وقال: "لقد أحرزنا سويا في أفغانستان خلال العقدين الماضيين خطوات تقدم كبيرة في القطاع الصحي والقطاع المدرسي".
وأشار الوزير إلى أن متوسط العمر المتوقع للسكان في أفغانستان ارتفع منذ عام 2001 بمقدار 9 سنوات، كما ارتفع دخل الفرد بمقدار أربعة أضعاف، وارتفع عدد الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس بمقدار 12 ضعفا.
ووفقا لوزارة الخارجية الألمانية، تم بناء أو تجديد 1440 كيلومترا من الطرق و 2390 مترا من الجسور في أفغانستان بمساعدة ألمانية. وتم بناء 293 مدرسة جديدة وترميم 120 مدرسة. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء 51 مستشفى وترميم 34 أخرى.
خ.س/ع.ج.م (د ب أ)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs