استنزف الإنسان طاقة الأرض وقدرتها الطبيعية على التحمل في مجال البيئة. هذه هي النتيجة التي خلص إليها علماء ألمان من معهد بوتسدام لأبحاث المناخ الذي أكد أن تأثير الإنسان السلبي على الأرض تجاوز حدود التحمل الطبيعي لها.
إعلان
ذكر علماء ألمان في مجال البيئة والمناخ أن الإنسان استنزف طاقة الأرض وقدرتها الطبيعية على التحمل في هذا المجال. وذكر معهد بوتسدام لأبحاث المناخ الجمعة (16 يناير/ كانون الثاني 2014) أن أبحاثا دولية توصلت إلى أن تأثير الإنسان على الأرض تجاوز حدود التحمل الطبيعي لها.
دعم مصادر الطاقة البديلة ـ الوسيلة الأنجع لمواجهة التغيرات المناخية
ارتفاع نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو يهدد الأرض بأخطار بيئية كبيرة. ولتفادي هذه الأخطار ينصح علماء البيئة باستخدام الطاقة البديلة والابتعاد عن استخدام الطاقة الأحفورية. التفاصيل في هذه الجولة المصورة.
صورة من: Reuters
الطاقة الأحفورية: العدو الأول للبيئة
الطاقة الأحفورية هي تلك التي يتم استخراجها عن طريق التنقيب في باطن الأرض، كالنفط والفوسفات والفسفور. وتسمى هذه الطاقة بالأحفورية لأنها تعتمد على مبدأ الحفر لاستخراجها. ويعتبر العلماء أن هذا النوع من الطاقة أكثر ضررا بالبيئة. وتتسبب الطاقة الأحفورية بسبعين في المائة من الانبعاثات الضارة في الجو. ويبلغ حجم الغازات الدفيئة في الجو أكثر من 50 مليار طن سنويا، أي ضعف ما كان عليه الحال عام 1970.
صورة من: Reuters
الدول الغنية هي المسؤولة
خلال القرن الماضي، كانت البلدان الصناعية هي المسؤولة بالدرجة الأولى على زيادة حجم الغازات الدفيئة في المجال الجوي. واليوم أصبحت الدول الآسيوية هي الأخرى إلى جانب دول الشرق الأوسط والدول النامية تساهم في ذلك أيضاً. ويصل معدل الفرد الواحد في الدول الفقيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة 1.5 طن، وفي الدول الغنية يصل هذا المعدل إلى 13 طن.
صورة من: pommes.fritz123/flickr cc-by-sa 2.0
يجب وضع حلول جذرية
منذ عام 1880 ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بحوالي 0.9 درجة مئوية، وارتفعت نسبة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من 290 جزء من المليون إلى 400. وإذا لم يتم وضع حلول نوعية لمشاكل التلوث الحالية، فإن نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون قد يرتفع ليصل إلى 450 جزءا من المليون، مما سيرفع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين. وبحلول عام 2100 من الممكن أن ترتفع درجة حرارة سطح الأرض لتصل 8 درجات مئوية.
صورة من: picture alliance/Bildagentur-online
العواقب الوخيمة للتغير المناخي
يتنبأ كثير من علماء البيئة بارتفاع مستوى سطح البحر واختفاء بعض الجزر بسبب مشاكل التغير المناخي. كما تنبأ هؤلاء العلماء بتعرض المدن الساحلية لفيضانات مدمرة واستحالة الحياة في بعض المناطق من العالم بسبب الحرارة المفرطة.
صورة من: Reuters
علماء يدقون ناقوس الخطر
طالب علماء البيئة باتخاذ إجراءات سريعة لاجتناب عواقب التغير المناخي. وأوصى هؤلاء باستخدام طاقات بديلة، بعيدا عن الاعتماد الكلي على الفحم والغاز والنفط.
صورة من: DW/G. Rueter
التخلي عن استخدام الفحم
أكبر مساهمة للتقليل من حجم الغازات الدفيئة يمكن أن تتحقق بالتخلي كليا عن استخدام الفحم كمصدر للطاقة في أسرع وقت ممكن. فاحتراق الفحم يتسبب في 30 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
صورة من: picture-alliance/dpa
الطاقة الشمسية كمصدر لحماية البيئة
تساهم البنايات التقليدية بنسبة 20 في المائة من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة في الاحتباس الحراري، على عكس البنايات الحديثة التي تعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة بدل مصادر الطاقة الأحفورية.
صورة من: Rolf Disch Solararchitektur
حماية بتكلفة مناسبة
يمكن الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة بشكل كلي. ومن بين مصادر الطاقة البديلة التي يمكن استخدامها هناك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمائية. ويمكن لمصادر الطاقة هذه في حال دعمها أن تُستغل بتكلفة مناسبة وأن تحل محل مصادر الطاقة الأحفورية بشكل تدريجي.
صورة من: BELECTRIC.com
8 صورة1 | 8
ووضع الفريق تسعة جوانب لظروف الحياة المستقرة على الأرض اتضح أن أربعة منها تم تجاوزها بالفعل. وشدد العلماء أن اثنين من هذه الجوانب، وهما التحول المناخي وانقراض الأنواع البيولوجية التي تعتبر ذات أهمية كبيرة للحياة. ونشر العلماء هذه المعلومات في مجلة "ساينس" المتخصصة في العلوم الطبيعية، ويعتزمون تقديم شرح لها في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس بسويسرا نهاية الشهر الجاري. وقال رئيس الفريق العلمي ويل ستيفن من جامعة ستوكهولم إن"التغيرات المأساوية التي وقعت مؤخرا على الأرض لم تحدث منذ عام 1950".
وأضاف ستيفن قائلا: "يمكننا أن نرى أن الفترة التي أعقبت عام 1950 ارتبطت فيها التغيرات الكبرى في منظومة الأرض ارتباطا مباشرا بالتغيرات الاقتصادية. وتعد هذه ظاهرة جديدة يتضح منها أن البشر على المستوى العالمي لديهم مسؤوليات جديدة تجاه هذا الكوكب".