استهداف الملاحة في البحر الأحمر: وقائع جديدة وشجب حقوقي
١٣ ديسمبر ٢٠٢٣
في أحدث واقعة تهدد الممر الملاحي في البحر الأحمر، استهدفت ناقلة بالصواريخ وأسقطت البحرية الأمريكية مسيرة "حوثية". ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش أن هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر "جريمة حرب".
إعلان
قالت مصادر بحرية اليوم الأربعاء (13 كانون الأول/ديسمبر 2023) إن مسلحين في زورق سريع أطلقوا النار على ناقلة في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن واستهدفوها بالصواريخ، وذلك بعدما حذرت قوات الحوثي اليمنية السفن من السفر إلى إسرائيل.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري ومصادر أخرى إن الزورق السريع اقترب أيضاً من سفينة ثانية كانت تبحر في نفس المنطقة لكنها لم تتعرض لهجوم.
وفي حادث منفصل، قال مسؤول دفاعي أمريكي في واشنطن إن المدمرة ماسون التابعة للبحرية الأمريكية أسقطت اليوم الأربعاء طائرة مسيرة تابعة للحوثيين قادمة من اليمن وكانت متجهة صوب المدمرة أثناء تقصيها لتقارير بشأن هجوم على سفينة تجارية.
وقال المسؤول إن الحوثيين هاجموا السفينة التجارية أردمور إنكاونتر بزوارق ثم أطلقوا صاروخين لم يصيبا السفينة. ولم تبلغ السفينة عن أي اضرار أو إصابات وواصلت طريقها.
وأكدت شركة أردمور للشحن المالكة والمشغلة للناقلة أردمور إنكاونتر أن السفينة تعرضت لهجوم أثناء مرورها بالبحر الأحمر. وقالت أمبري أيضاً إن الزورق السريع اقترب من ناقلة بضائع تحمل علم مالطا.
وتعمل قوات التحالف الدولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية في المنطقة لضمان سلامة سفن الشحن التجارية. وتضم الفرقة قوات بحرية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى.
وقالت إسرائيل إن على المجتمع الدولي حماية مسارات الشحن العالمية.
تستهدف قوات الحوثي، التي تتخذ من صنعاء مقراً، السفن التي تزعم أنها مملوكة لرجال أعمال أو شركات إسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل وتعرقل مرورها عبر مضيق باب المندب.
يهود أمريكيون يطالبون بإنهاء الحرب في غزة
01:55
وبشكل منفصل، أبلغت منظمة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أن خمسة أو ستة زوارق صغيرة، مزودة بمدافع رشاشة في مقدماتها، تتبعت سفينة في بحر العرب لمدة 90 دقيقة على بعد حوالي 90 ميلاً بحرياً قبالة مدينة الدقم الساحلية العمانية وأضافت أنها غادرت فيما بعد. ونصحت المنظمة السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
"جريمة حرب"
وفي نفس السياق، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر، "جريمة حرب". وقالت هيومن رايتس في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن" جماعة الحوثيين المسلحة التي تسيطر على أجزاء من اليمن استهدفت عدة سفن تجارية على متنها طواقم من المدنيين في البحر الأحمر خلال الأسابيع القليلة الماضية".
وتضمنت الهجمات، وفق المنظمة "إطلاق صواريخ أو مسيّرات على أربع سفن، واحتجاز طاقم سفينة خامسة تعسفاً".
وأوضحت المنظمة أن "هذه الهجمات تشكل استهدافاً للمدنيين والأعيان المدنية، وهي إذا نُفذت عمداً أو بتهور تُعد جريمة حرب". ونقل البيان عن مايكل بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش قوله: "يزعم الحوثيون أنهم ينفذون هجمات باسم الفلسطينيين، غير أنهم فعلياً يعتدون على طواقم مدنيين لا صلة لهم البتة بأي هدف عسكري معروف، ويحتجزونهم تعسفاً، ويعرضونهم للخطر". وأضاف "يتعين على الحوثيين الإفراج فورا عن الرهائن، وإنهاء هجماتهم على المدنيين الموجودين في مرمى نيران حربهم المعلَنة على إسرائيل".
يأتي بيان هيومن رايتس غداة إعلان جماعة الحوثي أنها استهدفت بصاروخ سفينة نرويجية في البحر الأحمر محملة بالنفط كانت متجهة إلى إسرائيل، لكن الشركة المالكة للسفينة نفت علاقة إٍسرائيل بالسفينة.
خ.س/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance