استهداف ترامب لجماعة الإخوان – ما أسباب وتبعات القرار؟
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥
شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عملية تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين "منظمات إرهابية أجنبية وإرهابيين عالميين مصنفين بشكل خاص". ولذلك تبعات.
ماذا يترتب على هذا القرار؟
الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب هو بداية لعملية تصنيف جماعة الإخوان التي تأسست في عام 1928 في مصر، على يد حسن البنا. ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، "وقع ترامب أمرا تنفيذيا يوجه وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت بتقديم تقرير حول ما إذا كان سيتم تصنيف أي من فروع جماعة الإخوان المسلمين كتلك الموجودة في لبنان ومصر والأردن. ويطلب من الوزيرين المضي قدما في تطبيق أي تصنيفات في غضون 45 يوما من صدور التقرير".
وفي حال تطبيق القرار، فستتم مصادرة الأموال الموجودة في الولايات المتحدة، المرتبطة بالفروع التي ستصنف كإرهابية. وإضافة إلى الجانب المالي ستتم محاكمة أعضائها بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.
لماذا ركز ترامب على فروع الجماعة في مصر ولبنان والأردن؟
ورد ذلك في البيان الذي أصدره الأبيض، والذي اتهم هذه الفروع الثلاثة بأنها تقوم بدعم أو تشجيع شن هجمات عنيفة على إسرائيل وشركاء الولايات المتحدة، أو تقديم الدعم المادي لحركة حماس.
وذكر البيت الأبيض في البيان أن "الرئيس ترامب يواجه الشبكة العابرة للحدود لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تغذي الإرهاب وحملات زعزعة الاستقرار المناهضة للمصالح الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
أما بالنسبة للتوقيت، فقد أشار الأمر التنفيذي إلى ما حدث عقب هجوم السابع من أكتوبر، حيث شارك الجناح العسكري لفرع جماعة الإخوان في لبنان، إلى جانب حماس و حزب الله في مهاجمة مواقع في إسرائيل. أما الفرع الأردني فاتهمه ترامب بأنه يقدم دعما ماديا للجناح العسكري لحركة حماس، المصنفة من قبل الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
فيما اتهم البيان قياديا إخوانيا من مصر بأنه دعا حينها إلى القيام بهجمات عنيفة ضد شركاء الولايات المتحدة ومصالحها.
دعوات جمهورية قديمة لحظر جماعة الإخوان
ولطالما دعا الجمهوريون وأصوات يمينية إلى تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. وبذل ترامب جهودا مماثلة خلال فترة ولايته الأولى. وبعد أشهر من بدء ولايته الثانية، قال وزير الخارجية روبيو إن إدارة ترامب تعمل على تصنيف الحركة منظمة إرهابية.
وفرض حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، وهو جمهوري أيضا، الأسبوع الماضي التصنيف ذاته على جماعة الإخوان المسلمين على مستوى الولاية. وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر في عشرينيات القرن الماضي كحركة سياسية إسلامية لمواجهة انتشار الأفكار العلمانية والقومية. وسرعان ما انتشرت في الدول الإسلامية، وأصبحت لاعبا رئيسيا لكنها غالبا ما كانت تنشط في الخفاء.
تحرك عربي ودولي سبق القرار
وقبل أشهر من إصدار ترامب لقراره هذا، أعلن الأردن في أبريل/نيسان 2025، حظر كل نشاطات حماعة الإخوان المسلمين في المملكة وإغلاق مقارها ومصادرة ممتلكاتها، متهما الجماعة باقتناء سلاح ومحاولة تصنيع متفجرات وصواريخ والتخطيط لزعزعة أمن الدولة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية أحكاما بالسجن لفترات راوحت بين ثلاث سنوات و15 سنة، في حق تسعة أردنيين دينوا بتهم "الإرهاب" في قضية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، كما اتهمتهم بتنفيذ "مخططات لاستهداف أمن المملكة تشمل تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة ومشروعا لصنع طائرة مسيرة".
فيما تصنف السعودية ومصر والإمارات ودول أخرى جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وتلاحق أفرادها.
وفي أيار/مايو، أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حكومته بوضع مقترحات للتعامل مع تأثير "الإخوان المسلمين" وانتشار "الإسلام السياسي" في فرنسا، على خلفية تقارير تحذّر من أن الجماعة تشكّل "تهديدا للتماسك الوطني" في فرنسا.
ف.ي/ع.ج.م (رويترز، ا ف ب)