ذكرت الشركة المشغلة لسفينة الشحن (مينيرفاجراخت) اليوم الإثنين (29 سبتمبر/أيلول 2025) أن السفينة التي ترفع علم هولندا تعرضت لأضرار بالغة بعد استهدافها بعبوة ناسفة في خليج عدن.

وقالت الشركة في بيان إن السفينة "التي كانت تمر في خليج عدن، في المياه الدولية، تعرضت لهجوم بعبوة ناسفة مجهولة الهوية، مما ألحق أضراراً بالغة بها". وأفادت مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر أن السفينة تنجرف حالياً في البحر جنوب شرقي عدن في اليمن.

إصابات بين طاقم السفينة

ووصف مالك سفينة الشحن (مينيرفاجراخت) الأضرار التي لحقت بالسفينة بأنها "كبيرة". واشتعلت النيران في السفينة جراء الهجوم. وقالت شركة سبليثوف التي تملك السفينة إنه تم إجلاء طاقم  السفينة المكون من 19 فرداً إلى سفن قريبة بواسطة مروحية، مضيفة أن اثنين من بحارة السفينة أصيبا بجراح.

وقال الجيش الفرنسي إن الحوثيين المدعومين من إيران شنوا الهجوم. ولم يعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، إلا أن الإعلان عن المسؤولية عن الهجمات قد يستغرق منهم ساعات أو أيام.

وأصيبت السفينة بمقذوف قبالة اليمن، حيث يشن المتمردون الحوثيون هجمات على سفن تجارية منذ أشهر، وفق ما كانت أفادت وكالة "يو كاي إم تي أو" البريطانية للأمن البحري. وقالت الوكالة: "تفيد السلطات العسكرية بأن سفينة أصيبت بمقذوف مجهول وأن حريقاً اندلع على متن السفينة"، لافتاً إلى أن الهجوم وقع على بعد 128 ميلاً بحرياً جنوب شرق مدينة عدن بجنوب اليمن.

وأوضحت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أن السفينة لم تكن تشغل نظام تحديد الهوية الآلي وقت الواقعة. ووفقاً لأمبري، كانت السفينة استُهدفت من قبل في 23 سبتمبر/أيلول وهي في طريقها إلى جيبوتي. وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة أمبري إنهما تلقيتا بلاغات عن وجود دخان بالقرب من السفينة، وقالت الهيئة البريطانية إن ربان السفينة أبلغ عن مشاهدة دخان يتصاعد من بعيد.

وأعلنت وسائل الإعلام اليمنية المحلية عن إطلاق محتمل لصاروخ باليستي من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وبعد فترة وجيزة، ذكر مركز "عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني" أن سفينة في خليج عدن على بعد نحو 235 كيلومتراً (150 ميلاً) قبالة ساحل عدن أبلغت عن مشاهدة دخان على مسافة بعيدة.

ووصف المركز الحادث بأنه هجوم وحث السفن في المنطقة على توخي الحذر، كما فعلت شركة الأمن الخاصة "أمبري". وقال المركز في وقت لاحق إن "سفينة أصيبت بقذيفة مجهولة. وأفادت تقارير بأن السفينة تحترق".

"ليس الاستهداف الأول"

وأكدت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أن المقذوف طال سفينة شحن ترفع علم هولندا، وسبق أن استهدفت في 23 سبتمبر/ أيلول 2025 "أثناء توجهها إلى جيبوتي". وفي ذلك اليوم، أفادت هيئة النقل البحري البريطانية بوقوع انفجار بالقرب من سفينة في المنطقة البحرية نفسها، من دون الإبلاغ عن أي أضرار أو إصابات. وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب ألقاه بعد يومين أن حركته استهدفت سفينة بسبب "مخالفة قرار الحظر" على خدمة الموانئ الإسرائيلية.

ويشن المتمردون الحوثيون هجمات بواسطة صواريخ ومسيرات على سفن في البحر الأحمر قائلين إنهم بذلك يتضامنون مع الفلسطينيين. وتسببت هجماتهم خلال العامين الماضيين في تقويض حركة الشحن في البحر الأحمر، الذي كانت تعبر من خلاله بضائع تبلغ قيمتها نحو تريليون دولار كل عام قبل الحرب.

"عملية حوثية حساسة في إسرائيل"

على جانب آخر، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية اليوم الإثنين تنفيذ عملية عسكرية ضد أهداف وصفتها بـ"الحساسة" في إسرائيل، بصاروخ بالستي فرط صوتي وطائرتين مسيرتين.

وقال  يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين إنه تم تنفيذ "عملية عسكرية نوعية وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين-2 الانشطاري متعدد الرؤوس استهدف أهدافاً حساسة عدة" في منطقة يافا. وأضاف أن "طائرتين مسيرتين استهدفتا منطقة أم الرشراش" (إيلات). وأشار سريع إلى أن العملية "حققت أهدافها بنجاح وتسببت في هروب الملايين  إلى الملاجئ وتوقيف الحركة في مطار اللد".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن ، في وقت مبكر اليوم، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.

 ومنذ نحو عامين تواصل جماعة الحوثي إطلاق صواريخ باليستية ومسيرات على أهداف في إسرائيل، وتقول إن عملياتها تعتبر "إسناداً لغزة".

تحرير: عماد حسن