أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج اليوم الأحد أن بريطانيا قررت طرد السفير الليبي بعد هجوم على سفارتها في طرابلس وأمهلته 24 ساعة لمغادرة الأراضي البريطانية. وأدان الوزير الهجمات على منشآت السفارة البريطانية في طرابلس وأيضا على البعثات الدبلوماسية للدول الأخرى، مشيرا إلى أن ذلك يشكل "خرقا آخر لالتزامات القذافي الدولية". وكانت بريطانيا أعلنت قبل ساعات أنها تجري تحقيقا في شان معلومات تحدثت عن تدمير احد مبانيها الرسمية في طرابلس. وتجدر الإشارة إلى أن لندن استدعت مع بداية النزاع سفيرها في طرابلس ولم يعد لها تمثيل دبلوماسي في العاصمة الليبية، بيد أنه لبريطانيا فريقا دبلوماسيا في بنغازي.

من جانبها أدانت ايطاليا اليوم الأحد هجوما على سفارتها في طرابلس ووصفته بأنه عمل "خطير ودنيء" وقالت إن حكومة معمر القذافي فشلت في تنفيذ التزاماتها الدولية الأساسية. وقال زير الداخلية الإيطالي روبيرتو ماروني الذي أكد تعرض سفارة بلاده في طرابلس للتخريب، أن التهديدات التي أطلقها العقيد معمر القذافي بالانتقام من ايطاليا ينبغي "أخذها على محمل الجد"، مشيرا أيضا إلى الخشية من حصول تدفق ضخم من النازحين الإفريقيين الوافدين من ليبيا. ورأى ماروني أن إعلان النظام الليبي في الليلة الفائتة عن مقتل نجل القذافي قد "يضاعف غضب القذافي" حسب ما أوردته فرانس بريس. غير إن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قلل من المخاطر على ايطاليا معتبرا إن تهديدات القذافي "غير ذات مصداقية".

وكان شاهد عيان قد قال لرويترز اليوم الأحد إن الدخان يتصاعد من مبنى السفارة الإيطالية في العاصمة الليبية. وتابع عبر الهاتف "أنا على الجانب الآخر من السفارة الإيطالية. يمكنني رؤية الدخان الذي ما زال يتصاعد من السفارة. اشتعلت بها النيران... لا يوجد أحد هناك الآن فقط سيارة للأمن لمنع وصول المزيد من الناس". وكانت معظم الحكومات الغربية أجلت العاملين في سفاراتها من طرابلس مع بدء لف شمال الأطلسي تقريبا هجماته الجوية على ليبيا قبل أسابيع.

واحتجت ايطاليا عبر السفارة التركية في طرابلس التي تتولى مؤقتا المصالح الايطالية في العاصمة الليبية. وقالت روما إن "هذه الهجمات على مباني سفارتنا لن تؤثر في تصميم ايطاليا على مواصلة عملها إلى جانب الشركاء (في قوات التحالف) للدفاع عن السكان المدنيين الليبيين".

كما أعلنت الأمم المتحدة اليوم علي الفور أنها قررت سحب موظفيها الدوليين العاملين في طرابلس من ليبيا بعد الإضرار التي لحقت بمكاتبها خلال ما يبدو أنها هجمات انتقامية وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي " .

وتأتي سلسلة الهجمات على مقار دبلوماسية غربية غداة ضربات جوية شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ما أسماها الناتو أهداف عسكرية في منطقة حي العزيزية، حيث مقر العقيد معمر القذافي، لكن النظام الليبي قال إن الهجمات أستهدف القذافي، معلنا نجاته وزوجته من الموت فيما قتل نجله الأصغر سيف العرب القذافي وثلاثة من أحفاد العقيد الليبي، وفق المتحدث بإسم الحكومة الليبية.

(ط.أ/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي