1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استياء غربي شديد من "الفيتو" ضد قرار يدين قمع المظاهرات في سوريا

٥ أكتوبر ٢٠١١

أعربت برلين وواشنطن وباريس ولندن عن أسفها واستيائها من استخدام روسيا والصين لحق النقض ضد مشروع قرار يهدد النظام السوري ب"إجراءات محددة الأهداف" على خلفية قمع التظاهرات المناهضة له.

صورة من: dapd

أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن أسفه إزاء إخفاق مجلس الأمن في تبني قرار يدين قمع السلطات السورية للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية. وقال فيسترفيله اليوم الأربعاء في برلين وفقا لبيان الخارجية الألمانية إن "فشل استصدار قرار حول سوريا مؤسف جدا"، معتبرا في الوقت نفسه أن "مجلس الأمن لم يف بذلك بمسئوليته تجاه السلام والأمن في العالم". وأعلن فيسترفيله عزم بلاده الاستمرار في العمل على المستوى الدولي وخاصة في الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف واضح تجاه هذه القضية والضغط على النظام السوري. ويذكر أن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلق زوبعة داخل المجلس حينما هاجم بشدة الدول الغربية ومن بينها ألمانيا التي اتهمها ب"باضطهاد يهود أوروبا" في الماضي ومتهما إياها بلعب دور الوسيط في خدمة قرار مبني على "الغش والكذب".

فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن فشل الأمم المتحدة في إصدار قرار يدين دمشق هو "يوم حزين للشعب السوري" و"لمجلس الأمن". وتابع أنه "لم يكن يجدر بمجلس الأمن أن يبقى صامتا إزاء المأساة السورية. كان ينبغي عليه أن يقف بوجه دكتاتور يرتكب مجزرة بحق شعبه ويسعى لكبت تطلعات السوريين المشروعة إلى الديمقراطية". وكان السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو قد قال أن الفيتو الروسي والصيني "إشارة ازدراء للتطلعات المشروعة التي يتم التعبير عنها بشجاعة في سوريا منذ خمسة أشهر". وأضاف الدبلوماسي الفرنسي، التي شاركت بلاده مع بريطانيا والبرتغال وألمانيا في صياغة مسودة مشروع القرار، "هذا الفيتو لن يمنعنا. الفيتو لن يمنح السلطات السورية مطلق حرية التصرف".

"استياء" أمريكي و "خيبة أمل" بريطانية

خيبة أمل المناهضين لنظام الأسد بعد فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يدين القمع في سورياصورة من: dapd

من ناحيتها قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن "الولايات المتحدة مستاءة بشدة من إخفاق المجلس تماما" في محاولة التعامل مع "تحد أخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الإقليمي". ونددت بموقف الدول التي رفضت القرار معتبرة أنها "تفضل بيع أسلحة للنظام السوري". وأعربت الدبلوماسية الأمريكية عن "غضب" بلادها مما سماه بلوماسيون "الفيتو المزدوج" لموسكو وبكين وأضافت قولها إنه حان الوقت للمجلس أن يتبنى فرض "عقوبات صارمة موجهة" على دمشق. وأكدت أن "الأزمة في سوريا ستبقى أمام مجلس الأمن ولن يهدأ لنا بال حتى ينهض هذا المجلس للاضطلاع بمسؤولياته."

بدوره قال السفير البريطاني مارك ليال جرانت إنه يشعر "بخيبة أمل شديدة" لرفض القرار. وفيما يتعلق بوعود الرئيس السوري بشار الأسد بالإصلاح قال ليال جرانت "لا مؤشر على الإصلاح أو محاولة حقيقية لعلاج مظالم الشعب السوري". وقرأ في وقت لاحق بيانا مشتركا لبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يبلغ الصحفيين أن "من عرقلوا هذا القرار سيشعرون بتأنيب الضمير" وأنه "ضربة موجعة" لمن يناضلون من أجل الديمقراطية في سوريا.

موسكو وبكين تبرران موقفيهما

تصعيد غير مسبوق في حملات قمع القوات السورية ضد المحتجين

ولجأت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء إلى حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يهدد النظام السوري ب"إجراءات محددة الأهداف" على خلفية القمع الدامي للتظاهرات المناهضة له، ما حال دون تبني مشروع القرار الذي قدمته الدول الغربية. وصوتت تسع دول لصالح القرار فيما صوتت ضده روسيا والصين. أما جنوب إفريقيا والهند والبرازيل ولبنان، فقد امتنعت عن التصويت.

وقالت الصين إن صدور قرار عن الأمم المتحدة "لن يحسن" الوضع في سوريا. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ما زاوتشو في بيان إن "بعض الدول قدمت مشروع قرار للضغط بطريقة عمياء على سوريا وتهديدها حتى بعقوبات. وهذا لن يساعد على تحسين الوضع" في هذا البلد. أما السفير الصيني لدى الأمم المتحدة لي باودونج فقال إن بكين ترفض فكرة "التدخل في الشؤون الداخلية" لسوريا. أما السفير الروسي فيتالي تشوركين إن استخدام موسكو حق النقض يعبر عن "تضارب المواقف السياسية" بين روسيا والأعضاء الأوروبيين في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن بلاده تعارض بشدة التهديد بفرض عقوبات على دمشق. وأضاف قوله إن ما يسميه النهج التصادمي الذي تتبناه الوفود الأوروبية "يتعارض مع التسوية السلمية للأزمة." وكرر السفير الروسي مخاوف بلاده من أن إصدار القرار الأوروبي بشأن سوريا قد يفتح الباب أمام تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا. وأضاف تشوركين قوله ان موسكو كانت تفضل لو أن سوريا "كانت أسرع في تنفيذ التغيرات التي وعدت بها."

السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قال إن الخطاب "العدائي" للقوى الغربية بشأن بلاده ساعده على إحباط مشروع القرار الذي صاغته. وهاجم أيضا بلدانا تستضيف "إرهابيين" سوريين مناهضين لحكومته. ويبدو أن الجعفري كان يشير إلى تركيا جارة سوريا التي عرضت يوم الثلاثاء اللجوء في تركيا لعقيد سوري انشق وانضم إلى الثورة على الأسد. وانسحبت رايس والأعضاء الآخرون للوفد الأمريكي من قاعات المجلس أثناء كلمة الجعفري. وخرج أيضا ليال جرانت حينما كان المبعوث السوري يتحدث.

(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW