مبعوث أممي جديد لليبيا.. واشتباكات تهز ضواحي طرابلس
٣ سبتمبر ٢٠٢٢
اشتبكت عدة فصائل ليبية مسلحة في ضواحي العاصمة طرابلس مساء أمس في قتال امتد إلى صباح اليوم. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عن تعيين الدبلوماسي السنغالي عبد الله باثيلي مبعوثاً خاصاً إلى ليبيا.
إعلان
اشتبكت فصائل ليبية مسلحة في الضواحي الغربية لطرابلس في وقت متأخر من مساء الجمعة وصباح اليوم السبت (3 سبتمبر/أيلول 2022)، فيما عززت القوات المتحالفة مع حكومة عبد الحميد الدبيبة سيطرتها على العاصمة.
ووقعت الاشتباكات في منطقة ورشفانة غربي طرابلس، والتي كانت مسرحاً لاشتباكات متكررة خلال أعمال عنف وفوضى امتدت على مدى 11 عاماً منذ أن أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي الذي حكم البلاد لعقود.
وأدى القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي إلى طرد عدة جماعات متحالفة مع منافس الدبيبة في منصب رئيس الوزراء - وهو وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي عينه البرلمان في الشرق لرئاسة حكومة جديدة.
واستمرت المواجهة بين الرجلين لأشهر، واصطف الفصيل الشرقي القوي في ليبيا خلف باشاغا، في حين كانت الفصائل العديدة التي تسيطر على طرابلس وبقية الشمال الغربي منقسمة.
وفي الاشتباكات التي اندلعت في ساعة متأخرة أمس الجمعة وامتدت حتى فجر السبت، قال شاهد إن قذائف مورتر أُطلقت في ورشفانة، وهي منطقة زراعية بها قرى وبعض المناطق الحضرية بين طرابلس ومدينة الزاوية غرب البلاد.
وخلال القتال الذي دار الأسبوع الماضي، ترددت أنباء حول التصدي لفصيل رئيسي متحالف مع باشاغا مقره الزاوية، ضمن جماعات أخرى، عند أطراف العاصمة.
وفي حي عين زارة بجنوب طرابلس، استولى فصيل قوي يدعم الدبيبة على مقر أمني خلال قتال الأسبوع الماضي. ووقف مقاتلون وسيارات عليها شارات هناك صباح السبت وأقيمت نقاط تفتيش في الجوار.
وبعد قتال الأسبوع الماضي، زار كل من باشاغا والدبيبة تركيا، التي ساعدت الفصائل الغربية المنقسمة الآن على التصدي لهجوم من الشرق في عام 2020.
وتحتفظ تركيا بوجود عسكري حول طرابلس، يشمل طائرات مسيرة يمكنها أن تلعب دوراً حاسماً في تحديد نتيجة أي قتال كبير إذا قررت دعم أحد الجانبين. ووردت تقارير غير مؤكدة الأسبوع الماضي عن استخدام طائرات مسيرة ضد الفصائل التي تدعم باشاغا.
مبعوث أممي جديد لليبيا
من جهة أخرى، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان اليوم إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش عين الدبلوماسي السنغالي ووزير الحكومة السابق عبد الله باثيلي مبعوثاً خاصاً إلى ليبيا.
ويخلف باثيلي جان كوبيس الذي تنحى عن منصبه أواخر العام الماضي حين تعثرت الدبلوماسية الهادفة إلى حل الصراع الممتد لفترة طويلة في ليبيا في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة التي فشلت البلاد في إجرائها.
ومن غير الواضح مدى النفوذ الذي سيتمتع به عبد الله باثيلي في هذا المنصب.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز)
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة